أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 27th July,2000العدد:10164الطبعةالاولـيالخميس 25 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

لا بأس
د, فهد حمد المغلوث
4/ 5
تحت ظروف معينة نتضايق أحيانا من أنفسنا وتحز في انفسنا ونُصاب بالاحباط حينما نشعر أننا أقل من غيرنا أو أننا مهمّشين أو غير مهمين، ويزداد هذا الضيق أكثر حينما يأتي من ينتقدنا بما ليس فينا ويقول بأننا سيئين وغير جديرين بما نحن فيه أو اننا نذير شؤم أو ان ما حصلنا عليه أكبر مما نستحقه وان من يحبنا ويقدرنا إنما هو مجاملة لنا او عطفا علينا,, الخ من هذه الامور المؤلمةالتي تحز بالنفس فعلا,!
بل يزداد هذا الضيق والتوتر حينما نجبر على ان نضع أنفسنا في مقارنة بيننا وبين أولئك الذين هم افضل منا من وجهة نظرنا حتى لو كانوا يسكنون معنا تحت سقف واحد سواء اخوة أو اخوات أو أقارب.
وحتى لو كنا نعلم أننا افضل منهم بمراحل!
وما يضايقنا أكثر وأكثر، أننا لسنا كذلك أبدا ! لسنا كما يقولون عنا او يصفوننا به لسنا بهذا السوء ولسنا بهذا الغرور والتعالي الذي ينسبوه إلينا!
نعم هذا ما يحدث أحيانا معنا ومعك، وربما كان هناك مبرر لهذا الشعور المؤلم الذي نحس به، ولكن يظل السؤال الذي يفترض ان نسأل أنفسنا إياه هو: ومن قال أن الآخرين أفضل منا؟ لماذا لا يكونون هم سيئين ولا يريدون من هو أفضل منهم ان يشاركهم جلساتهم وخروجهم وانشطتهم؟ ولماذا لا يكونون غيورين منا؟
أما السؤال الاهم هو لماذا نعطي الآخرين فرصة ان ينالوا منا وينكدوا علينا؟ لماذا نسمح لدموعنا ان تنهمر من اجل كلام قالوه في حقنا كي يغيظوننا؟ لماذا نشعرهم بضعفنا وقلة حيلتنا في الوقت الذي نستطيع ان نشعرهم فيه ان ثقتنا بأنفسنا كبيرة؟ في الوقت الذي يكون فيه هناك من يفهمنا ويقدر وضعنا ويقف بجانبنا؟
وشيء آخر لابد أن نضعه في اعتبارنا وهو لماذا لا يكون هذا الشخص الذي يستفزنا بكلامه المؤلم، لماذا لا يكون هدفه اختبارنا ومعرفة اي نوع من البشر نحن؟ لماذا لا يريد ان يصل الى حقائق معينة تفيده هو وليس نحن؟
وعادة ما يتعب من مثل هذه المواقف هو الانسان الحساس جدا الذي يتأثر بسرعة وسهولة من اي كلام جارح يوجه اليه او يستهدفه ولو انه بشكل غير مباشر، وتخيل انت ذلك الانسان الحساس وربما تكون كذلك بالفعل فماذا ينبغي أن تفعل؟
احيانا يكون التطنيش هو الحل الامثل لتجاهل مثل هؤلاء الاشخاص الذين لا يراعون مشاعر الآخرين، ولكن بيني وبينك يكون التطنيش احيانا وبصفة مستمرة جانبا سلبيا خاصة اذا ارتبط بالهروب المستمر من المواقف الحرجة وعدم مواجهتها,, ولا اقصد هنا المواجهة بينك وبين الطرف الآخر، أيا كانت صفته، ولكن ما اقصده هو المواجهة بينك وبين نفسك، بمعنى انك حينما يتكرر حديث من حولك عنك وبأنك كذا وكذا، فحينئذ ومن دون اي زعل لابد أن تجلس مع نفسك وتصارحها، ليس لأن هذه الصفة السيئة فيك بالفعل فحسب بل ولكي تأخذ الحيطة والحذر في كل تصرفاتك المستقبلية التي قد يساء فهمها وتكون مدخلا سهلا للنيل منك خاصة اذا كنت انسانا ناجحا في مجال ما وهناك من يزعجه نجاحك وتفوقك.
إننا أحيانا ودون قصد بل هذه هي طبيعتنا ربما تكلمنا بشكل معين او مشينا بطريقة معينة او تصرفنا بشكل معين ايضا فلربما فهم الآخرون من ذلك بأننا مغرورون واننا نقلد فلانا او علانا وهذا غير صحيح مطلقا بل غير صحيح تأكيد ذلك دون ان نعرف هذا الشخص عن كثب ودون ان نأخذ ونعطي معه في الكلام.
فالاقوال والتصرفات الشخصية لا تدل تماما على نوعية وشخصية الانسان منا فالشخص منا وتحت ظروف معينة قد يقلد شيئاً ما سمعه او شاهده ولكن هذا لا يعني انه جزء من هذا التصرف لاسباب عديدة ليست مجالنا,, وانما المحك هو معرفتنا لهذا الانسان عن قرب واحتكاكنا به عن كثب.
ان المشكلة التي تتعبنا احيانا ليست الآخرين ممن يزعجوننا بتصرفاتهم معنا وان كان هذا جزء من المشكلة ولكن المشكلة الاساسية التي ما زال الكثير يعاني منها هي اننا ما زلنا نعيش حيرة وما زال تصورنا عما نريده غير واضح بل حتى أهدافنا هي الاخرى غير واضح وغير مركزة وبسبب هذا الغموض في الرؤيا فإننا كثيرا ما نتعب نفسياً من أول كلمة نسمعها فتؤثر فينا سلبياً في الوقت الذي لا تمسَّ فيه هذه الكلمة اهدافنا الرئيسة او تعطل مسارها.
ان الاهداف حينما تكون واضحة المعالم فإننا نصل للنهاية التي نريدها بيسر وسهولة ودون منغصات، وانت حينما تنظر لتصرفاتك على إنها مشروعة ولا تضر بالآخرين، هنا ينبغي ان تتوقف وتسأل نفسك: وماذا يعني ان يقولوا في كذا وكذا طالما أنا لست كذلك؟
اننا احيانا يجب ان نفرق بين الثقة الزائدة التي نمتلكها وبين الغرور ومتى ما استطعنا ان نميز بين هذه الشعرة الخفيفة او الخيط الرفيع بينها حينئذ سوف نرتاح ولا نفكر بما يقوله الآخرون لأن لدينا هدفا أسمى نود الوصول اليه.
اجلس الآن مع نفسك واحضر ورقة وقلما ودون فيها قائمة بكل الصفات والمزايا الحلوة التي تعتقد انها موجودة فيك دون مجاملة أو مبالغة.
ثم اسأل نفسك: هل تلك الصفات موجودة في غيرك ممن ينتقدونك وسواء كانت موجودة جميعها أو جزء منها فهذا لا يغير من الامر شيئا سوف تظل أنت كما أنت بكل الصفات الحلوة التي لديك.
اعتبر نفسك ان شئت كتابا مفتوحا وليس أي كتاب بل كتابا جميلا كل صفحة فيه أجمل من الصفحة الاخرى فألوانه تسر النظر وعباراته تفتح النفس وصوره تريح القلب.
افتح اول صفحة فيه تجد عنوانا أنا ثم افتح فهرس الكتاب لتجدها تحتوي على عناوين رائعة ملفتة للنظر، عناوين تشير الى كل جوانب شخصيتك.
تصفح محتويات هذا الكتاب واختر منه اي عنوان شئت,, ابدأ من اول عنوان فيه، فسوف تجد فيه نفسك، سوف تجد انسانا آخر بدليل تفوقك في مجال آخر لا يضاهيك فيه أحد,, وافتح الصفحة التي تليها، وسوف ترى ان لديك قائمة لا يستهان بها من الطاقات والمواهب تنتظرك ان تكتشفها وان تبدأ في اخراجها الى حيّز الوجود.
وافتح الصفحة التالية سوف ترى مستقبلا واعدا بإذن الله، مستقبلا مليئا بالورود الجميلة والدعوات الصادقة من كل إنسان أحسنت إليه في يوم من الأيام او كانت لك أياد بيضاء عليه.
بل افتح اي صفحة تشاء وسوف تجد من يمد اليك يديه ليأخذك معه الى حيث الأمان الذي تنشده، سوف تجد من يفتح لك قلبه لتشعر معه بالحنان الذي أنت في أمس الحاجة اليه، بل لترى مع بداية كل صفحة ابتسامة رقيقة جميلة جذابة ترحب بك وكأنها تقول لك هيّا لا تتردد، لا تتضايق ابتسم فأنت مع من يشعر بك، أنت مع من يتفهم وضعك أنت مع من يقدر مشاعرك أنت مع الانسان الذي لا يجد مثلك.
أما الصفحة الاخيرة من الكتاب فهي قصة لوحدها مكتوب في أولها ان ما اعطيك إياه من حب صادق وما اقدمه لك من مشاعر فياضة وما أشاركك إياه من احاسيس نبيلة ليس مجاملة لطيفة لك فحسب ولكن لأنك تستحق كل ما يقدم من اجلك فهلا اريتني ابتسامتك دوما؟ وهلا جعلتها عنوانك الدائم كي يذكرني بك ويشدني إليك ويقربني منك؟ فما رأيك .
همسة
قد تستاء من وضعك.
قد تحبط من واقعك.
قد تنزعج ممن حولك.
قد تنطوي على نفسك.
وقد يصعب عليك مقاومة دمعك!
***
كل ذلك,.
حينما تشعر,.
مجرد شعور,.
أنك أقل من الآخرين!
حينما تحس,.
مجرد إحساس,.
أنك عبء على من تحب!
***
ولكن ,, لا بأس,.
لا تحزن,.
فحزنك يؤلمني,.
لا تذرف الدموع,.
فدموعك غالية,.
لا تلجأ للآخرين,,.
وأنا موجود ,.
***
لا بأس,.
دعني أكون بجانبك,.
لأُشعرك أنك لست وحدك,.
دعني أقفُ معك,.
لأشعرك بحقيقة من أنت,.
دعني أردُّ,.
جزءا من ثقتك بي,.
دعني أراك,.
وأنت شامخ الرأس.
دعني أفتخر بك,.
وأنت من نجاح لآخر,.
***
بل دعني أسعد ,.
وأنا أراك أحسن الناس,.
يا كل الناس,.
يا أرق إحساس,.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved