أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 27th July,2000العدد:10164الطبعةالاولـيالخميس 25 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

بوح
دعوة إلى التعاون
إبراهيم الناصر الحميدان
يحتاج الانسان لأن يقف بين الفينة والأخرى موقف المكاشفة والمحاسبة بمعنى أن يحاول اتخاذ موقف الصراحة نحو نفسه حتى يشعر براحة الضمير فنحن مع احترامي لتفكيرنا نندفع في السلوك اليومي نحو أمور قد لا نكون على اقتناع تام بها, فالدوافع تبقى مختبئة داخل الشعور ولا يظهر سوى النتائج.
وهذا الذي أشير إليه يحدث يومياً في علاقاتنا الاجتماعية مع الآخرين بمن فيهم أفراد أسرنا, ولو كان هناك من يحاسب بشدة عن كل خطوة يفعلها لتراكم العقاب حتى أصبح ما يشي بفقدان الثقة، بل قد تحدث القطيعة بعد نمو الخلاف المختبىء خلف تلال العتابات الصغيرة, ولست أريد أن استمر في هذا السياق الفكري الذي يبتعد بي عما أنوي التركيز عليه ولأقترب من القارىء بصورة أكثر أخوية لأطرح عليه سؤالا هو: أتعتقد بأنك تسقي شجرة الحب التي تميل إليها بالفعل والعمل أم مجرد إضفاء كلمات عابرة, هل أنت تقترب من أفراد أسرتك بسلوك يحمل في طياته ذلك التقدير والجيشان العاطفي الذي ينشد العمق وليس مجرد إطلاق الكلمات العابرة؟ هل توجه كلمات رقيقة مثل صباح الخير عن اقتناع بتأثيرها على السامع لها أم مجرد كلمات روتينية تندفع إلى فمك برتابة مفرغة من الاحساس والشعور؟ هل يحمل انتماؤك إلى هذه الأسرة الاقتناع حتى التضحية, وحين نردد في مجالسنا اننا نحب هذه المدينة الجميلة التي قدر لها أن تكون العاصمة ويتردد اسمها في كل مكان هل جعلنا من حبنا لها دلائل تشير إلى ذلك الميل بالأفعال لا بالأقوال؟ مثل أن يفكر أحد منا بطرح مشروع أو حتى فكرة صغيرة في أوساط الحي الذي نقطنه كدليل على عمق ذلك الانتماء، مثل أن نكون عيونا تتفقد احتياجاته لا عينا عليه تسلبه خصوصيته, في أكثر أيام الأسبوع نرى مشاهد في الحي نعرف أنها ممارسات ليست حضارية بكل تأكيد مثل أن نرى تسرّب المياه في الشوارع الصغيرة بكثرة تسيء الى مظهر الحي، فهل نقف في وجه هذا السلوك ونعمل على منعه، بالنصيحة والأسلوب الأمثل للإقناع، أم نتجاهله رغم أن الغضب يجتاح أعماقنا لنحيل تلافيه إلى الجهات المسئولة عنه؟ أليس في ذلك بعض الهروب السلبي تجاه مسئولية جماعية, هل تعاطفنا مع الصبي أو الخادم أو الخادمة الذين يضعون المخلفات في الأوعية المخصصة لها, هل أظهرنا بعض الضيق الإيجابي من العمالة التي تتجمع في أماكن ترتادها الأسر والنساء بالذات بالقرب من محلات التسوّق؟
من جانب آخر هل فكرنا بأن تكون علاقاتنا بقاطني الحارة أكثر تعاطفاً، كأن نسعى لإيجاد رابطة تعاونية خيرية مهمتها تحسس احتياجات الآخرين وتقديم المساعدة لهم في المناسبات كالزواج والأفراح والأعياد السنوية أعضاؤها من الجنسين؟
إن الأمثلة على التقارب والتفاعل كثيرة ومتعددة ولكننا في ركضنا اليومي نتجاهل تأثيرها، بل جدواها الاجتماعية بينما هي من السمات العصرية للتفكير الجماعي والتعاطف، فلنكن ذلك المجتمع المتفتح الذي طرد الزمن المنغلق وخلّفه وراءه مع الجهل والتشرذم.
للمراسلة: ص,ب 324 الرياض 11442

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved