أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 27th July,2000العدد:10164الطبعةالاولـيالخميس 25 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

شدو
يازمان (العجايب!)
د, فارس الغزي
للزمن أسرار وحتميات لا حيلة للبشر أمامها سوى الرضوخ والتقيد بما تفرضه - بقدرة الله - عليهم جسدياً ونفسياً,, بل يكفينا من الزمن حقيقة ارتباطنا (بالزمن) منذ تكوننا في بطون أمهاتنا، فقدومنا إلى هذه الدنيا، ومكابدتها، فمغادرتها إلى دار أخرى علمها عند الله سبحانه وتعالى, بالمناسبة، هل لحظت تلك الغريزة البشرية المتأصلة المفطورة على توثيق الزمن من حياة وموت، ومرض وصحة، وحمل وولادة، ودراسة وتخرج، وزواج وطلاق، وجوع وشبع، وظمأ وعطش، وسفر وإياب,,,؟ ألا ترى أن في مجرد شغف البشر وفضولهم اللامتناهي في كشف آثار (الأقدمين) ارتباطا (عكسيا) بالزمن؛ ارتباط إن دل على شيء فهو يدل على العجز على (مواجهة) الزمن فالانصراف إلى البحث في (مخلفات!) الزمن, وبالطبع، فما ينطبق على عالم الآثار يسري كذلك على غيره: على طبيب أسنان يحاول اقتلاع (سن) أهراه الزمن,, وعالم نفس يكافح لعلاج (نفس) أرهقها الزمن,, وسائق شاحنة يحاول تغيير (إطارات) أجهدها الزمن,, وعامل نظافة يزيل أكوام (قمامة) راكمها الزمن! إن الزمن (مكنة ضروس) تدور لتلتهمنا إن عاجلاً أو آجلاً، فلا نجد من حيلة سوى التعلل بعبارات الاقرار بالهزيمة من قبيل: أكل عليه الزمن وشرب، والزمن كفيل به، (وحسيبك للزمن!!) ,,, فقط لنرحل فيحل اللاحق ليروي أخبارنا، تماماً وكما روينا أخبار من سبقنا، وعلى غرار:


ثم انقضت تلك السنون وأهلها
فكأنها وكأنهم أحلام!

العفو - أيها القارىء الكريم - فلقد تذكرت للتو أن يومنا هذا (يوم خميس!) ولذا دعني (أفرمل!) أو على الاقل أخفف من (الإيغال!) الفلسفي بسراديب الزمن المعتمة فأقول: هل تعلم أن العلم يقول إن للحياة أبعاداً أربعة، أخطرها البعد الرابع The Fourth Dimention : ألا وهو الوقت أو الزمن، وأن هناك أسرارا وأخطارا تتعلق بما يعرف ب (نافذة الوقت) المطلة عليك الآن,,, ولكن أستميحك عذرا - أيها القارىء الكريم - بعدم الايغال في هذا الموضوع كوني متأكداً بأن رئيس تحريرنا لن (يدعني وشأني!) فيما لو قررت الخوض بمواضيع تخص هذا الجانب خصوصاً أنها تأولات ليس لها من المصداقية مايؤهلها للنشر، ناهيك عن (ميتافيزيقيتها!) المبهمة والتي (تخوِّف اللي مايخاف!!), ومع ذلك، فلا بأس (ببرشامة) وبعجالة أيضاً: ,,, هل أن المغمى عليه ينتقل مؤقتا إلى (مغارة زمنية؟!),,, بل أين يذهب الانسان (زمنياً) عندما (تدكه الهواجيس؟!),,, وماهي نتائج احتكاك الزمان بالمكان وانعكاسات ذلك الاحتكاك على مزاجك وأحلامك وكوابيسك وطموحاتك وجنونك ,,, وغيرها من (تخرصات!) قرأتها (لقرادتي!) إبان الدراسة في الخارج! ولذا دعني (أغير الموضوع!) وأقول إن من دلائل عظمة الزمن هو وجود ساعة بيولوجية في جسم كل واحد منا Biological Clock: وهي ساعة تضطلع بمسؤولية تنظيم حياة الفرد من نوم واستيقاظ وغيرهما من نشاطات حيوية, بالمناسبة، لاتنس ملاحظة مايحدث لجسمك بمجرد سفرك جواً إلى قارات بعيدة وعبورك (مناطق زمنية) مختلفة، فحينها سوف تحس - ولأيام - بإرهاق منقطع النظير ورغبة في النوم (وعدم النوم!) بل وتعكر في المزاج والشهية وذلك من جراء ظاهرة تُعرف ب Jet Lag: والتي تحدث بسبب عبور (ساعاتنا الجسدية) لمناطق زمنية مختلفة خلال السفر إلى مناطق بعيدة كأمريكا، مثلاً, هذا ومع أنها ظاهرة مؤكدة علمياً - فلانزال نجهل الكثير عنها - وإن كان العلم لايفتأ يتحفنا بالجديد عنها مع كل فجر جديد, على سبيل المثال، فمن آخر ما استجد من معلومات عنها (لا أدري أين قرأتها!) هو اكتشاف العلماء أن هناك عوامل هرمونية تسبب مايعتري جسم الانسان من تغيرات مرتبطة باختلاف المناطق الزمنية؛ وهذا اكتشاف - إن صح - فهو كفيل ليس بعلاج هذه الظاهرة البيولوجية المقلقة فحسب، بل - وبإذن الله - بالقضاء على الشيخوخة، وزيادة القدرات,,,، جنباً إلى جنب مع الحد من الكثير من الأمراض المستعصية!
(ويقولون!) كذلك - وإن كنت لا أدري إن كان لما (يقولون) علاقةبما سبق قوله أم لا - فهم على كل حال يقولون! بأن الانسان ينقسم زمنياً إلى أحد قسمين: إما أنه شخص صباحي Amorning person، أو أنه شخص مسائي An evening person, أما الشخص الصباحي فهو ذلكم الفرد الذي يجد نفسه نشيطاً مقبلاً على الحياة والعمل بجد واجتهاد بالصباح الباكر وبمجرد أن يقبل الليل (يحط رأسه!)، بينما الشخص المسائي فهو على النقيض من ذلك؛ حيث لا (يصحصح!) إلا إذا أقبل الليل وتلألأت نجومه, وبغض النظر عن هذا أو ذاك، فمن الثابت أن لكل انسان (توقيتا) نفسيا وجسديا فيما يخص قدرته على التفكير فالانتاج، وهو مايطلق عليه الأمريكيون Productive Time، مما يحتم عليك العمل على التأكد من الوقت المناسب (لمخك وجسمك) فاستغلاله.
,,, إلى المقالة القادمة,,, أو وداعاً إلى حين ,,, أو إلى اللقاء قريباً ,,, بالمناسبة هل بحوزتك عبارة - أي عبارة - خالية من (كوليسترول الزمن؟!).
* للتواصل: 4206 رمز 11491 الرياض

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved