أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 29th July,2000العدد:10166الطبعةالاولـيالسبت 27 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

وسميات
مغسول وجهه بمرق
راشد الحمدان
هذه العبارة,, ولدت حديثا في مجتمعنا,, تقال للذي لا يملك شيئا من الحياء ولا يهمه أرضي الناس عنه أم لم يرضوا,, وهي شعار أيضاً للطفيليين وقد كثر هؤلاء في الازمنة الماضية,, ويوجد لهم نسل متأخر في زماننا هذا يدخلون البيوت بدون دعوة, ويصطفون على الموائد بدون بطاقات.
ورغم ان الخير كثير كما يقال وان أصحاب الولائم يسرفون من اجل القول والقيل,, لكن التطفل غير محمود,, وقد ذم الشرع من يأتي لطعام لم يدع إليه ووصفه بأنه مغير,, أو خاسر,, وفي زماننا كثرت ولائم العروس واسرف الناس فيها,, وأصبح التباهي والتفاخر هو الأهم,, وسوف يسأل هؤلاء عن هذا الاسراف والبذخ,, (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) وقد تسأل أحدهم اتى من غير دعوة,, فيقول: جئت لسعة الصدر يعني يريد ان يوسع صدره,, ويهنأ بالحديث مع هذا,, وهذا,, وقد يجد في العرس من يعرفه ممن لم يره منذ سنين طويلة، لكنه لا يهمه هذا كله بقدر ما يهمه ما يعرض على المائدة بسبب العرس فهو يسن الضرس قبل ان يذهب لحفلة العرس,, وأسنان الطفيليين,, ليس لها مثيل رغم انها تستهلك بكثرة فهي مؤشرة,, حادة لها علاقة وطيدة باللحم والعظم وما زان وما شان,, وما يصلح للمعدة,, ومالا يصلح ومعدة الطفيلي غير معدة غيره فقد صبها التطفيل صباً,, وزاد في طواحينها,, ومساقطها الجراشة وليست مثل معدات هذا الجيل من الجنسين الذين يأكلون بأطراف الأنامل,, فلا يحركون ساكناً في الصحون,, ولذلك ينبتون هلاميين ذوي عظام هشة لا تحمل اجسامهم,, وللطفيليين لغة في التعليل يقول أحدهم:


نحن قوم إذا دعينا أجبنا
ومتى ننس يدعنا التطفيل
ونقل علنا دعينا فغبنا
وأتانا فلم يجدنا الرسول

وقد أوصى بعض الطفيليين غلاماً له قبل موته فقال:
من الله عليك بصحة الجسم وكثرة الأكل ودوام الشهوة ونقاء المعدة ومتعك بضرس طحون,, ومعدة هضوم مع السعة والدعة والامن والعافية فإذا جلست على المائدة فغصصت بلقمتك وليس لديك ماء فضع يدك اليمنى فوق رأسك وحركها كأنها تسوي عمامتك فإنها تنزل بإذن الله وإذا كان مكانك ضيقا فقل للذي إلى جانبك يا أبا فلان لعلي قد ضيقت عليك فإنه يتأخر إلى خلف,,, وهي طويلة نكتفي بجزء منها لعلنا نعود للطفيليين وقصصهم مرة أخرى.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved