أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 29th July,2000العدد:10166الطبعةالاولـيالسبت 27 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

لا وقت للصمت
أيتها الحقيقة! (2/2)
فوزية الجارالله
تحدَّث الدكتور غازي القصيبي في كتابه عن اختيار المساعدين الأكفاء,, وما تحدث عنه يعتبر حقيقة رائعة ولكن من يا ترى يعمل بها؟! أجدها نادرة إلى الدرجة التي نشك فيها بأنفسنا ونقول: لعلها حلمٌ من أحلامنا الرومانسية التي أوجدتها تخيلاتنا,, وفي اعتقادي أن المسؤول الإداري الذي يختار مساعداً كفؤاً موهوباً قوياً يكون هو ذاته بمثل هذه الصفات، متمكناً قوياً لا يخيفه أن رأي مساعده سوف يكون مخالفاً له ولا يفسر معارضة مساعده لرأيه أن هذا المساعد خارج عن طاعته,, وإنما يدرك تماماً أن لمن يعمل معه إرادة وفكراً وليس مطأطئاً خاضعاً طوال الوقت,, ومن الخطأ التام الاعتقاد بأن المساعد الجيد أو الموظف الذي أنت رئيسه هو الذي يسير خلفك طوال الوقت خاطئاً كنت أو مصيباً، ظالماً أو مظلوماً,, في كافة المواقف وعلى كافة الأصعدة، يقول لك: أبشر، حاضر، أمرك,.
مثل هذا قد لا ينفعك كثيراً لأنه ليس إلا صدى لك,, هذا إن لم يكن منافقاً يتملقك ولا يظهر لك الحقائق الكاملة وأنت المسؤول الأول عن كونه هكذا,, مثل أولئك المسؤولين (المديرين) الذين تريحهم مثل تلك الشخصيات هم أولئك الأقوياء شكلاً,, الضعفاء مضموناً,, وهم في الحقيقة يريدون خدماً وحاشية ولا يريدون مساعدين أو موظفين أكفاء,, وهذا لا يعني بأن يكون هذا المساعد بمثابة الشوكة في الحلق وإنما هو ذلك الإنسان المتحضر,, الواعي الذي يدرك تماماً كيف ومتى يدلي برأيه؟!, وقد شهدت بأم عيني مسؤولاً يملي على مساعده ما يريده,, وينفذ الثاني (وأقصد المساعد) بلا تفكير أو تردد!! ولا ضير في ذلك إذا كان ضمن مصلحة العمل أو تحقيقاً لخير عاجل أو آجل,, ولكن الأسوأ أن ينفذ هذا المساعد كل ما يريده مديره ويلغي تماماً عقله وإرادته فقط لأن مصلحته تستدعي ذلك ولأنه خوفاً على رزقه ورزق عياله وعلى منصبه لابد أن يقول: نعم، أبشر طوال الوقت,.
أنت,, ثم أنا,.
ولتذهب كل الاعتبارات الأخرى إلى حيث لا أعلم ولا تعلم,,!

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved