أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 29th July,2000العدد:10166الطبعةالاولـيالسبت 27 ,ربيع الثاني 1421

عزيزتـي الجزيرة

رسولنا هو القدوة,, ولاتقل هذا حلال وهذا حرام دون علم
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
قرأت في جريدتكم الغراء في عددها (10156) ليوم الأربعاء الموافق 17/4/1421ه في صفحة (مقالات) مقالاً للأخ (ناصر الصالح العمري)، تطرق فيه لموضوع يشكو فيه من تصرف أئمة المساجد مع مؤذنيهم تصرفا نال استنكاره - هو فقط - ويرى أنه نقص تام لا جدال فيه! وهو أن الإمام لا يصلي في مسجده الذي يؤم فيه المصلين إلا الفريضة!، وأن جعله النوافل والرواتب القبلية والبعدية في البيت (حرمان وإباء للخير) وأن المؤذن يشاركه في ذلك أثناء هبوبه للإقامة من حين يرى إمامه داخلاً المسجد، وبانتهاء آخر جملة من الإقامة يكون الإمام قد انتهى وبلغ المحراب! إلى آخر العبارات التي خطها قلم الكاتب هداه الله، والعجب والاستغراب الذي ذهب بي كل مذهب وكذا كل من له اطلاع محدود على الأحكام الشرعية الواردة بحق الامام ورواتبه ووقت إقامته يعلم علم يقين بل عين يقين أن الكاتب - ألهمه الله الرشد والفقه في الدين - قد شط شططا لاحد له، وأتى بما لم يذكره فقيه من قبل ولا من بعد، وليته انتهى إلى ما قال، بل تمم من جعبته بمالم يشرعه الله ولم يسنه رسول الله عليه الصلاة والسلام، بأن طالب الإمام أن يجعل جميع سننه الراتبة في المسجد، وأن هذا هو الكمال لمن أراده! وقال: إن كان قد ندب إلى أن يجعل لبيته نصيباً من نوافله، أن يكون المسجد أولى بهذا النصيب! وأذكر أخي القارىء الكريم بأمر جلل وهو أن القول في الدين بغير علم قد عظم أمره الشارع الحكيم، وجعله من الأمور المهلكة في الدين، فهو بمثابة التوقيع والبلاغ عن الله تعالى، وأن الحكم الشرعي هو الذي قال بلا ريب، فللدين أهله لمن يجهل وعليه بسؤال إمامه عما يعمل، وألا يتجرأ ويخط بقلمه في أمور لا علم له بها، فهو قد حمل نفسه أمانة التوجيه والكتابة، وأيم الله لو أن إماما لا علم له قد قرأ ما كتب وعمل به فإنه قد خالف السنة صراحة وإن كان من إثم - إن داوم على ترك هذه السنة - فهو على الكاتب لاشك فيه، الا تعلم أيها الكاتب الكريم ماذا يعمل نبيك الكريم عليه افضل الصلاة واتم التسليم عندما كان يدخل المسجد ومتى وكيف كان خروجه منه ومتى؟ وهو بلاشك قدوة لجميع أئمة أمته من بعده، وفعله وقوله هو المقدم على قول كل قائل، ألست معي في هذا؟ انظر إلى مارواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن زيد بن ثابت رضي الله عنه مرفوعا للنبي عليه الصلاة والسلام أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ، وانظر إلى مارواه البخاري في صحيحه أنه عليه الصلاة والسلام إذا سلم يمكث في مكانه يسيرا، قال ابن شهاب - وهو الزهري أحد رواة الحديث -: فنرى والله أعلم لكي ينفذ النساء، قال الحافظ ابن حجر عند كلامه على هذا الحديث في شرحه للبخاري: ومقتضى التعليل المذكور أن المأمومين إذا كانوا رجالاً ألا يستحب هذا المكث، وذكر ماروى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها، أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا سلم لم يقعد إلا مقدار مايقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، وقد يطول بي وبالقارىء الكريم المقام إن استغرقت في ذكر النصوص التي تدل على أنه عليه الصلاة والسلام كان يدخل للإقامة ويخرج للتنفل في بيته، لما في ذلك من حكم التشريع وإحياء البيت بالعبادة المشروعة فيه، وعمارة المسجد بالفريضة، هذا هو التمام الذي به كمال الأجر للإمام، وليس التمام بالرأي والعقل والعادة أيها الكاتب الكريم، ونصحي لك أن تحرص على أخذ العلم من منبعه وأهله، كما هو حرصك البدهي في البحث عن الطبيب الماهر لأخذ العلاج أثناء الحاجة إليه، وأن تتورع عن الخوض فيما ليس لك فيه، فأمر الدين عظيم، والعلم الشرعي لأهله، ومازلنا وزال علماؤنا سواء منهم من كان إماماً أو مأموماً يحرصون على التنفل الدائم في بيوتهم، وكان في مقدمتهم لذلك سماحة شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمة الله تعالى عليه، وأهمس في أذنك أنك قد حملت نفسك أمانة حمل القلم وعرضت عقلك في طبق للقارىء, فلتكن منافحا بعلم، وليتك كنت تلاحظ على من لم يصل الفريضة في المسجد وتخلف عن إخوانه المسلمين، وتركت طلبة العلم - على حد قولك - بعلمهم واجتهادهم فما لك وللسماء! وتذكر أنك محاط في هذا البلد الطيب بعلماء نحسبهم مخلصين ناصحين صادقين، فالزمهم وخذ من كنوزهم ودررهم، واذكرك بقوله تعالى ولاتقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب, إن الذين يفترون على الله الكذب لايفلحون .
عبدالعزيز بن إبراهيم الدخيل

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved