أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 29th July,2000العدد:10166الطبعةالاولـيالسبت 27 ,ربيع الثاني 1421

عزيزتـي الجزيرة

وقفة بكائية أمام مجلات نسائية
عزيزتي الجزيرة
كم هو مؤلم ان تستحيل (المرأة) لدى بعض المجلات الى مجرد اداة لترويج المجلة ووسيلة للتسويق وزيادة مساحة التوزيع.
هي مجلات تتخذ من (حواء) قناة جذب ولوحة إغراء تشتعل فوق الغلاف المبجل,, عبر فلاشات مثيرة,, ومشاهد جديرة,.
تجيء تلك (النوعية) من المجلات بدون استحياء تقدم (غلافا مترفا) يذرف الانبهار في الاحداق,, يلوي الأعناق,, وعلى جبينه (صورة احداهن) وقد أثقلها المكياج وأجهدتها مظاهر الاناقة,, وسطعت بها الكاميرا والملامح مكتظة بالالوان,, حقا غلاف يعرض الاثارة بجدارة,, يسحب خيوط الانتباه,, تتعلق به الابصار ,, وتتدحرج الانظار,, آه ما أقسى هذا الاطار,,!
دائرة ضوء مثقوبة,, وحضور هش زائف,, يلجم اجابات اللحظة,, ويحرث الشفاه بتساؤلات حادة موغلة بالألم: هل غدت المرأة وسيلة دعائية تتناقلها المجلات التجارية؟! كيف يمكن تقديم حواء هكذا,, وهي صانعة الرجال ومربية الاجيال وحاملة المبادىء,, إنها منبع الحياء,, رمز العفة والطهارة,, مصدر الأمومة والقائمة بالتربية واعداد النشء,, ومازال المجتمع يحتفي بأدوارها الجليلة تلك (ويثمِّن) كرامتها ويعلي من قدرها,, ويضعها في منزلة أسمى,,ومكانة أعلى,, كيف تأتي (بعض) المجلات الهابطة وتتكىء على المعطيات الجمالية لحواء لزيادة رقعة البيع وجذب المشترين,, وكأن المرأة مجرد لوحة تستمتع بها أعين القوم,, او عملة ثمينة تمرر البضاعة,.
ولو تأملت محتوى المجلات الجامحة لوجدتها تحمل بين طياتها بضاعة رديئة,, ومضمونا اجوف,, ومادة إعلامية رخيصة,, وستجد تفاهة الأفكار,, وضعف الموضوعات,, سذاجة الطرح,, ولا تستغرب ان تقرأ عن اخبار الفنانات,, رحلات الممثلات,, احوال عارضات الازياء,, قضايا فراشات السينما,, نتائج مسابقات ملكات الجمال,.
إنها ممارسة فجة تهزأ بذوق القارىء وتستخف بفكره,, تسيء للمرأة ,, تستبيح مقوماتها,, وتستغل رموزها الجمالية كوسيلة تسلب الدهشة في الاعين ,, ولابد ان يحرص معشر القراء على انتقاء المفيد من المجلات التي باستطاعتها تقديم مواد قيمة تثري العقل وتنمي التجارب وتنقل الخبرات وتتوغل في أعماق العلوم,, توضح فنون المعرفة,.
وتحية لوزارة الاعلام في وطننا الغالي والتي تقف بالمرصاد لكل اصدار قادم او مجلة وافدة تحمل تجاوزا اغرائيا او مشهداً فاضحاً.
محمد بن عبدالعزيز الموسى
بريدة

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved