أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 30th July,2000العدد:10167الطبعةالاولـيالأحد 28 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

شدو
ما رأيكم؟!
د, فارس الغزي
تمثل أخبار العمالة الوافدة مادة صحفية دسمة مقروءة إلى حد التخمة! ، وذلك مرده بالطبع إلى كونهم مصدرا للخبر غير المألوف من جرائم نصب واحتيال ومتاجرة بالممنوعات وغيرها من سلوكيات وافدة على مجتمعنا المحافظ, والمشكلة أن العمالة أي عمالة في العالم ذات وضع ثقافي/ نفسي يجعلها تلجأ كأقلية إلى التكدس بعضها مع البعض في أحياء رخيصة مهجورة بفعل فرار ساكنيها الأصليين إلى أحياء أكثر رفاهية وذات وسائل خدمية أفضل، الأمر الذي يؤدي معه هذا التمركز الجغرافي/الأيكلوجي/العمالي إلى مضاعفة عملية تركيز الأنظار عليهم, لا جديد في ذلك حتى الآن، ولكن الجديد، بل والمتجدد دائماً وأبداً أن أخبارهم! دائما ما تكرر نفسها!: فتلك عصابة تزوير تم القبض عليها بالجرم المشهود، وهذه عمالة قانونية تقوم بإيواء عمالة متخلفة، وأخرى تقوم بتصنيع الممنوعات وترويجها,,,، وهكذا دواليك, إنها بالأحرى ظاهرة قديمة ومعروفة عالميا بمسمى ال Ghetto: ألا وهي تلك الظاهرة التي انتقلت من دهاليز الثورة الصناعية الأوروبية إلى العالم الجديد أمريكا بفعل الهجرات المتتابعة التي حدثت في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين الميلاديين,, وهكذا وكما هي الحال دائما، فقد لجأ هؤلاء الوافدون الجدد إلى البحث عن وسائل تعويض لعددهم وعدتهم الثقافية والتي من ضمنها السكن في أحياء منعزلة مما خلق الكثير من المشاكل الاجتماعية التي لا يزال يعاني منها المجتمع الأمريكي حتى يومنا هذا.
ما العمل إذن في الاستفادة مما لدينا من عمال والحد في الوقت نفسه مما ينجم من وجودهم في مجتمعنا من سلبيات ستظل قائمة لا ريب طالما ظلت حاجتنا إلى وجودهم ملحة وضرورية؟!: إن الحل، في رأيي، يكمن في إعطاء الراغب منهم الفرصة لجلب عوائلهم وللأسباب العقلانية التالية:
* إن في تواجد عائلة العامل معه حدّاً من تأثير الوحدة وقرناء السوء عليه، وبالتالي تقويم سلوكه, إن وجود هذه العائلة سوف يلقي على كاهل هذا العامل مسؤولية رب عائلة مما سوف يصرفه عن الانزواء في خرابة! لا يخفف من وطء غربته فيها سوى التزوير والغش وصنع المحرمات وترويجها, بل إن في وجود هذه العائلة راحة وسكينة لهذا العامل مما سوف يمنحه الحوافز النفسية اللازمة لتحسين أدائه فزيادة انتاجيته، فضلا عن إيجابية القضاء على البؤر السكنية المتكدسة بشريا وغير السوية أخلاقيا.
* إن في جلب العامل لعائلته عائدا اقتصاديا مضمونا: إن فيه رفعا لمعدلات تشغيل الوحدات السكنية المعروضة للبيع أو الايجار خصوصا في ظل ما صدر من أمر سام بخصوص تملك الأجانب للعقار في المملكة ,,, إن قوتهم الشرائية لكفيلة بتحريك أسواق السيارات والأغذية وغيرهما من قطاعات ضروريات وكماليات,, إن نظاما كهذا سوف يرفع، كذلك، من نسب تشغيل مستشفيات ومدارس القطاع الخاص، بل وحتى الجامعات الخاصة.
* إن في جلب العامل لعائلته أبعاداً أمنية واضحة الايجابية والتي من أقلها وكما ذكرت سابقا ارعواء هذا العامل عن المجازفة بارتكاب سلوك غير سوي وهو العالم بما على كاهله من مسؤولية تجاه عائلته, بصيغة أخرى مختزلة، إن سماحنا للعامل باستقدام عائلته سيطرة عليه , بل إن نظاما كهذا لكفيل بالقضاء على مشكلة التخلف من حيث إنه من الصعوبة بمكان تخلف العامل مع أعضاء عائلته، ناهيك من تخلفه لوحده والذي يعني تخلفه عن عائلته! .
* إن في وجود عائلة العامل هنا تشجيعا للسياحة الداخلية وعلى مدار العام: تشجيع ذو ايجابية فريدة من حيث إن هذا العامل قد خبر هذا المجتمع وخصوصيته الثقافية مما سوف يكفينا الكثير من سلبيات الاختلافات الثقافية لسياح قد لا يعيرون عن قصد أو جهل ما لهذه البلاد من قدسية وتوجهات قيمية خاصة.
* إن لنا في وجود عائلة العامل معه مردودا ثقافيا إيجابيا على المدى البعيد حيث إن اختلاطهم بالمواطنين السعوديين وتعاملهم المباشر معهم سوف يسهم في نشر ما لدينا من قيم ثقافية وخصوصا لدى الأجيال الشابة من أولاد وأحفاد هذا العامل والذين هم أكثر عرضة للتأثر والاقتداء ولعوامل تتعلق بظروف السن وخلافه.
* ختاما، لا شك أن الهاجس الأمني عند التعامل مع اقتراح كهذا ذو أهمية لا مراء فيها، ومع ذلك فمن الثابت علمياً أن الاقتصار على هذا الهاجس فقط عند التعامل مع مثل تلك المستجدات من الظواهر الاجتماعية لا يكفل بالضرورة ضمان حلول ذات مضامين مستقبلية, ولذا فإنه من الموضوعية القول بأن التطورات النظامية الجديدة كأنظمة السياحة والاستثمار الأجنبي وتملك الأجانب للعقار,, سوف تتطلب منا إعادة صياغة للكثير مما هو معمول به الآن من أنظمة وإجراءات، وخصوصاً في ظل العولمة ومشتقاتها من ثورة اتصالات وخلافه.
للتواصل: ص,ب 4206 رمز 11491 الرياض

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved