أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 30th July,2000العدد:10167الطبعةالاولـيالأحد 28 ,ربيع الثاني 1421

المجتمـع

بعضهم يستخدم الآلات الحادة في خصوماتهم مع الآخرين
فتوة الشباب يكتسبونها من القنوات الفضائية وهدفهم إثبات رجولتهم
* تحقيق : عبدالرحمن محمد العطوي
عندما يغيب الأب والرقيب ينشأ الأبناء في مناخ مناسب لاكتساب العنف والانحراف مما يدفع هذا الابن وهو مازال في مقتبل العمر للاجرام مستخدماً الآلات الحادة كالسكاكين وغيرها وربما يدفع إلى استخدام الأسلحة النارية كذلك خاصة في ظل عدم الاهتمام من رب الأسرة بما يحصل لابنه وكيفية الحصول على السلاح ومرافقة رفاق السوء والفشل في الدراسة ولأهمية هذا الموضوع التقت الجزيرة بفضيلة الشيخ عيسى بن عبدالله الغيث القاضي بالمحكمة المستعجلة بتبوك وقاضي الأحداث بمنطقة تبوك الذي كان على اتصال دائم بمثل هذه القضايا حيث تعرض عليه يومياً ليصدر حكمه الشرعي فيها فكان حديثه للجزيرة الذي بدأه بقوله: الحدث هو الذي لايتجاوز من العمر الثامنة عشرة وكل من هم في هذه السن وأقل يطلق عليهم أحداث وهؤلاء عند قيامهم بأي جرم أو جناية فإنه يوجه مباشرة لدار الملاحظة الاجتماعية التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية ليتم توقيفه فيها اما على ذمة التحقيق أو حتى صدور الحكم الشرعي في قضيته, والحدث لايتم توقيفه في القضية الا بتوجيه من قاضي الأحداث بالمحكمة وهو قاضي المحكمة والمستعجلة كما جرت عليه العادة.
وهذه الدار الموقوف فيها الحدث تضم أكثر من صنف من الموقوفين من الأحداث حسب الجريمة التي ارتكبها مع الأخذ بالاعتبار بأن الأحداث يفصلون إلى ثلاثة أنواع من حيث السن فالفصل في نوعية التوقيف حسب جريمة الحدث فهناك من ارتكب جريمة كبيرة وهناك من تكون جريمته صغيرة مقارنة بالجريمة الكبيرة كما يفصل بينهم حسب السن فكبار السن من الأحداث الذين قاربوا أو يبلغون من العمر ثمانية عشر عاماً لايوقفون مع من يبلغ من العمر عشرة أو اثني عشر عاماً لابد أن يكون هناك فصل.
اكتساب العنف
وعن كيفية اكتساب الحدث العنف والانحراف قال الشيخ عيسى الغيث: يكتسب من عدة طرق أولها التقصير في التربية الأسرية في المنزل وكذلك التقصير في التربية المدرسية والاختلاط في المدرسة والشارع ونحوها من غير الأسوياء كذلك الحاجة والفقر والجهل وعدم الخوف من العواقب والفراغ والإعلام وقد يكون أحياناً لدخول الحدث دار الملاحظة واختلاطه ببعض الموقوفين دور في انحرافه بسبب تأثره بهم والتقليد العادات كل ذلك يؤدي إلى انحراف الحدث.
استخدام الآلات الحادة
وعن وجهة نظر فضيلته في استخدام الآلات الحادة القاتلة من قبل الأحداث قال: قد يؤدي ذلك إلى استخدام الأسلحة النارية وهو ماتم ويتم بالفعل أحياناً وقد يصل ذلك إلى كونها ظاهرة فقد تجد البعض يستخدم السكاكين ولو كانت صغيرة كالملحقة بقصاص الأظافر وهذه لها دور خطير إذا تركت مع الابن فهنا يأتي دور الأهل لمراقبة ابنهم والاطلاع على ما تحويه ملابسه وأغراضه الشخصية حيث يستخدمها في أي نزاع للدفاع عن نفسه وهذا ناشىء عن الأسباب السالفة الذكر فلابد من معالجة الأمر من مرحلتين اما الترغيب أو الترهيب.
فالترغيب يتم بالأمر بالمعروف والتوعية والتوجيه والدعوة والارشاد والترهيب يحصل بعد الجريمة غالباً خاصة للفاعل وقد يكون الترهيب قبل وقوع الجريمة بأن يرى العقاب الحاصل على غيره دور فعال على ردعه عن التفكير في ارتكاب أي جناية.
وإن العقاب المرتكب لجريمة أمام طائفة من المؤمنين له دوره في ردع كل من تسول له نفسه الاقدام على مثل هذه الجريمة.
كما أن ايداع الحدث الدار من قبل أمر قاضي الأحداث فإن قاضي الأحداث وحسب ما يراه فيه المصلحة العامة لهذا الحدث فإذا رأى القاضي أنه من مصلحة الحدث اطلاق سراحه بالكفالة حتى الحكم الشرعي والذي يتمثل بجلده على ما ارتكبه فالقاضي له ذلك وإذا رأى من المصلحة ايداعه الدار حتى صدور الحكم عليه فهو ما يتم بالفعل على هذا الحدث حيث ان بعض من يتم ايقافهم ليخرجوا بعد السجن ويرتكبوا عدداً من الجرائم فلذلك القاضي يضع نصب عينه ذلك.
وأنا أرى أن اصلاح الحدث مشترك من جميع الجهات وخاصة من الدار نفسها سواء من المختصين النفسيين والاجتماعيين او الموجهين والمربين والمراقبين والمشرفين وان تكون دور الملاحظة خاصة للتوجيه والرعاية والتربية واستصلاح الأحداث ليخرج للمجتمع صالحاً كما تقع المسؤولية على الأسرة والمدرسة والمجتمع بأسره والله سبحانه وتعالى يقول في محكم تنزيله (وتعاونوا على البر والتقوى).
برامج متنوعة بدار الملاحظة
كما التقت الجزيرة بالأستاذ ابراهيم رحمة حمدان مدير دار الملاحظة الاجتماعية بتبوك والذي أرجع العنف لدى الأحداث وكثرة مشاجراتهم لعدة أسباب تختلف في مظاهرها وأشكالها تبعاً لمراحل العمر وفي الطفولة المتأخرة تظهر بشكل المشاكسات مع الأقران والاعتداء وتتميز مرحلة الطفولة المبكرة من الناحية الانفعالية والاجتماعية لشيء من العنف وشدة التأثير وعدم الاستقرار.
ونظراً لأن مرحلة المراهقة والشباب فيها كثير من النشاط والحيوية قد تحدث بين الشباب المنازعات نتيجة لعدم ضبط نوازعه الداخلية واظهار الفتوة في كل موقف أحياناً بالمضاربات فيجب على كل شاب أن يوجه هذه الحيوية والنشاط من شغل وقت فراغه بما هو مفيد.
وأضاف: ان الحدث الذي يتم ايداعه الدار يستقبله الاخصائي الاجتماعي ويعمل له جلسات ارشادية مكثفة يتم من خلالها التعرف على المشاكل التي يعاني منها الحدث والعمل على معالجتها وتقويم سلوكهم ليصبحوا أعضاء نافعين لأنفسهم وأسرهم ومجتمعهم ومن ضمن هذه البرامج التي تقدمها دار الملاحظة الاجتماعية برنامج تعليمي وبرنامج ثقافي.
بالإضافة إلى برامج فنية وترويحية والرعاية الاجتماعية والنفسية والرعاية الصحية.
دور الأسرة في التربية
كما تحدث للجزيرة الاخصائي الاجتماعي بدار الملاحظة الاجتماعية بتبوك الاستاذ (عبدالله صالح العطوي) والذي أوضح أن التنازع بالآلات الحادة لدى الأحداث لعدة أسباب أولها الاخفاق في التربية والتنشئة الاجتماعية، ثانيها غياب الرقابة الأسرية وقلة الضبط في الأسرة اما لكبر سن الأب أو لانشغاله بأمور الحياة، ثالثها تصدع بناء الأسرة بسبب الطلاق وانفصال الزوجين عن بعض ووجود بعض الخلافات التي تساعد على عدم تكيف الفرد داخل الأسرة.
بالإضافة إلى ضعف الوازع الديني والافتقاد لمثل ذلك ومن يوجه سلوكهم وكذلك تأثر الولد بالبيئة المحيطة به ابتداء من الوالدين حيث يكتسب شيئاً من سلوكهما والرفاق بالمدرسة أو الشارع وتعرض هذا الحدث للاحباط النفسي.
بالاضافة إلى التأثر ببعض وسائل الاعلام بما تعرضه من أفلام قد تؤثر على سلوكه فتجد الحدث يتقمص شخصية من يتأثر به من هذه الأفلام وقد يكون الإقدام على العنف أحياناً مرتبطا بحالات الدفاع عن النفس أمام واقعة أو لتأكيد الذات.
دور القنوات الفضائية
أما الأستاذ (فايز العنزي) مدير مدرسة فيضيف على ذلك بقوله: بأن النفس امارة بالسوء وإذا غاب الرقيب والمسؤول وقع المحظور وان تساهل الآباء سبب رئيسي في انحراف الحدث ليس فقط في العنف واستخدام الآلات الحادة لاثبات رجولته في أقل الاسباب وإنما تتعدى ذلك إلى السرقة وقد تصل إلى السطو والاغتصاب والعياذ بالله ويتطرق للبيئة المحيطة ويقول هذه البيئة عبارة عن ظروف تحيط بالحدث والحدث غالباً مايكون مرآة لهذه الظروف وتتمثل هذه الظروف في الخوف والقلق وعدم الاستقرار وهو بدوره يترجمها إلى عالمه الخاص ومايرتكبه زملاؤه من عدوانية وما تقوم به القنوات الفضائية التي غزت السواد الأعظم من البيوت وماتعرضه من أفلام اجرامية وطرق احترافية في تنفيذ الجريمة وكيفية الخروج من دائرة الاتهام فكان الغزو في إفساد اخلاق هذا النشء وابعادهم عن دين الله وغرس حب الاجرام في نفوسهم.
التفرقة بين الأولاد
ويضيف الاستاذ محمد غارم الشهري مرشد طلابي: ان من أهم اسباب انحراف الحدث تتمثل في العلاقة الأسرية بين الأب والأم والتفرقة بين الأولاد وانفصال الوالدين خاصة إذا كان هذا الطفل يعيش مع والده أو والدته وله اخوة من والده أو والدته تكون هناك تفرقة في المعاملة تدفع بهذا الحدث إلى الهروب من المنزل إلى زملائه وهنا يبدأ الانحراف والسير في بداية الانحراف وممارسة التدخين والسهر والمشاجرات التي تعمق الاجرام في نفسه وتجعله يحمل السكاكين ويستخدمها في هذه المشاجرات.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved