أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 30th July,2000العدد:10167الطبعةالاولـيالأحد 28 ,ربيع الثاني 1421

متابعة

ضغوط,, ومناورات سياسية,, وزيارات لعواصم القرار الدولي والعربي لتحريك السلام
كلينتون يعلن انحياز أمريكا إلى جانب باراك ويؤكد عدم معارضته نقل السفارة الأمريكية للقدس
* رام الله القدس المحتلة د,ب,أ
يستعد المفاوضون الإسرائيليون والفلسطينيون لاستئناف محادثاتهم اليوم الاحد بعد خمسة ايام على انتهاء قمة كامب ديفيد دون التوصل لاتفاق طبقا لمصادر فلسطينية.
وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين والذي من المتوقع ان يلتقي بنظيره الإسرائيلي عوديد عيران اليوم لشبكة ايه,بي,سي التلفزيونية الامريكية في وقت متأخر من يوم الخميس انه متفائل بأن الطرفين قد يوقعان اتفاقية قبل 13 ايلول/سبتمبر المقبل.
وقد كرر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أمام حشود من الفلسطينيين في رام الله يوم الخميس ايضا تأكيد نيته الإعلان عن الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وكان الإسرائيليون والفلسطينيون قد استأنفوا بالفعل مساء الاربعاء الماضي تعاونهم، فقد التقى نائب وزير الدفاع الإسرائيلي افرايم سنيه ومساعد عرفات الطيب عبدالرحيم لمناقشة سبل منع تجدد اعمال العنف في المناطق الفلسطينية.
وقال وزير الإعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه لإذاعة إسرائيل التي تبث باللغة العربية يوم الخميس انه يعتقد ان الولايات المتحدة ستتصل بالاطراف المعنية خلال الاسبوعين القادمين لفحص امكانية عقد جولة جديدة من محادثات القمة قد تكون في واشنطن.
وذكر عبد ربه ان الرئيس الامريكي بيل كلينتون يريد ان يعطي الفلسطينيين والإسرائيليين الوقت الكافي لتقييم نتائج القمة التي انتهت يوم الثلاثاء الماضي خارج واشنطن.
واضاف ان المحادثات ستبدأ قبل 13 ايلول/سبتمبر وهو الموعد المحدد لانتهاء الاتفاقات المرحلية بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال عبد ربه لإذاعة صوت فلسطين ان الفلسطينيين مستعدون لاستئناف المحادثات ولكن ليس على الاسس التي بحثت في كامب ديفيد .
وكان عبد ربه يشير في ذلك الى الشروط الإسرائيلية للتوصل الى اتفاقية تبقي السيادة في القدس الشرقية لإسرائيل، وتسمح بضم اجزاء من الضفة الغربية الى إسرائيل، ولا تلزم إسرائيل بالاعتراف بحق العودة للاجئين الفلسطينيين.
عبد ربه: أمريكا تريد تغيير أسس مرجعية السلام
واتهم عبد ربه إسرائيل وبشكل غير مباشر الولايات المتحدة، بمحاولة تغيير اسس المرجعية للتوصل الى اتفاق بدءا بقراري مجلس الامن رقمي 242 و338 وحتى الشروط الإسرائيلية حول الاستيطان مضيفا بأن تلك المحاولات كانت السبب في انهيار المحادثات.
واضاف انه على إسرائيل ان تفهم ان لي ذراعنا ليس الطريق للتوصل الى اتفاق,, بل عليها ان ترى ان ايدينا ممدودة للسلام .
القيادة الفلسطينية: السلام العادل خيارنا الاستراتيجي
أما القيادة الفلسطينية فاعتبرت قمة كامب ديفيد الثلاثية التي عقدت مؤخرا في واشنطن منعطفا هاما واساسيا في مسيرة عملية السلام في المنطقة.
وقالت القيادة الفلسطينية في بيان مطول عقب اجتماعها الذي انتهى في وقت متأخر مساء الجمعة في رام الله انه حتى وان لم تتوج هذه القمة بالتوصل الى اتفاق شامل، إلا انها كانت فرصة تاريخية ثمينة للشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية لطرح كافة القضايا الوطنية الفلسطينية .
وقالت ان تلك القضايا شملت قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة الى بيوتهم وديارهم تطبيقا للقرار الدولي 491 الخاص بحق العودة للاجئين الفلسطينيين وغيرها من القضايا الاخرى الحيوية.
ونقل البيان عن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قوله انه طرح قضية القدس الشريف بأبعادها التاريخية والوطنية والقومية والإسلامية والمسيحية، واستحالة التفريط في ذرة تراب واحدة من القدس الشريف .
واكد البيان على رفض عرفات القاطع لأي شكل من اشكال سيادة الاحتلال الإسرائيلي على القدس الشريف والحرم القدسي والاماكن المقدسة المسيحية والإسلامية كافة .
وحيَّا البيان المواقف التاريخية الوطنية والقومية، التي عبَّر عنها الرئيس عرفات وجسدها الوفد المفاوض في اللقاءات مع الجانبين الامريكي والإسرائيلي .
واضاف ان خيار السلام العادل هو خيارنا الاستراتيجي وان عدم التوصل الى اتفاق في قمة كامب ديفيد ليس نهاية الطريق وليس نهاية المطاف، واننا نعتمد قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الارض مقابل السلام اساسا شرعيا للتوصل الى السلام الشامل والعادل والدائم، سلام الشجعان .
دعوة الإسرائيليين لمراجعة مواقفهم
ودعا البيان الجانب الإسرائيلي الى مراجعة مواقفه وسياساته التي تقوم على القوة والاحتلال وموازين القوى الراهنة .
واكد ان ما اعلنته القيادة الفلسطينية من مواقف مبدئية وثابتة لا تراجع عنها .
وقال البيان انه لا يمكن للقيادة الفلسطينية ان تناقش قضايا السلام العادل والدائم تحت ضغط الوضع السياسي الداخلي الإسرائيلي، او تحت ضغط وابتزاز جماعات الاستيطان، وإنما على اساس قرارات الشرعية الدولية رقمي 242 و833 التي تنص على الانسحاب الإسرائيلي العسكري من جميع الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة .
وتناول البيان دور الولايات المتحدة والرئيس الامريكي بيل كلينتون الذي استضاف قمة كامب ديفيد الثلاثية التي شارك فيها ايضا رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك وفشلت في التوصل الى اتفاق.
وقال البيان ان القيادة تقيم بكل ايجابية وتقدير عميق الجهود الجبارة، التي بذلها الرئيس كلينتون، من اجل تذليل الصعوبات والعراقيل، التي اعترضت التوصل الى الاتفاق بسبب البعد الإسرائيلي الشاسع عن مرجعية عملية السلام ومبدأ الارض مقابل السلام .
كما ارجع البيان فشل قمة كامب ديفيد الثانية ايضا الى اصرار الجانب الإسرائيلي على توظيف الاحتلال العسكري الإسرائيلي لابتلاع القدس الشريف واعطاء الشرعية للكتل الاستيطانية المقامة على ارضنا بحراب الاحتلال وجيشه .
كما وجه البيان التحية الصادقة الى جميع القادة العرب والمسلمين والمسيحيين والاصدقاء، الذين عبروا عن دعمهم للمواقف الوطنية والقومية، التي عبر عنها الوفد الفلسطيني وجسدها في قمة كامب ديفيد .
تحرك فلسطيني عربي ودولي لشرح نتائج القمة
وقررت القيادة الفلسطينية القيام بتحرك شامل على المستويين العربي والدولي لشرح ابعاد ونتائج مفاوضات قمة كامب ديفيد حيث سيدأ عرفات زيارة الى العاصمة الفرنسية باريس، لشرح نتائج القمة الى الرئيس الفرنسي جاك شيراك الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي.
كما قررت القيادة توجيه مذكرة رسمية الى جميع الدول الشقيقة والصديقة، لشرح الموقف الفلسطيني وفضح المحاولات الإسرائيلية، التي تحاول تحميل الجانب الفلسطيني مسؤولية فشل القمة، وعدم التوصل الى اتفاق .
كما تؤكد المذكرة على التمسك الفلسطيني الثابت والدائم بخيار السلام كخيار استراتيجي على اساس قرارات الشرعية الدولية، ومبدأ الارض مقابل السلام
ليفي يلخبط أوراق باراك
على الجانب الإسرائيلي اثار وزير الخارجية دافيد ليفي تكهنات بين الإسرائيليين عن مدى ولائه لرئيس الوزراء ايهود باراك مما القى بظلال من الشكوك على مستقبل الحكومة وخطوات السلام في الشرق الاوسط.
وشكا ليفي من ان باراك قدم تنازلات للفلسطينيين في حين لم يحصل سوى على القليل في قمة كامب ديفيد للسلام التي انهارت هذا الاسبوع.
وقال محللون انه اذا قدَّم ليفي استقالته فإن ذلك سيزيد من فرص الاطاحة بالحكومة في اقتراع لحجب الثقة مقرر في الكنيست غدا الاثنين مما يؤدي الى اجراء انتخابات جديدة خلال 90 يوما ولم يكن مقررا اجراء الانتخابات قبل ثلاث سنوات اخرى.
وابلغ ليفي 62 عاما راديو إسرائيل يوم الجمعة انه وباراك 58 عاما عقدا اجتماعا صريحا وطيبا في وقت متأخر من مساء يوم الخميس, لكنه قال ان القضايا التي استعرضاها كانت خطيرة للغاية .
واضاف ليفي رئيس الوزراء يتمتع بالسلطة ومن حقه ان يحدد أي خط يريده, هذا لا يعني انه يتعين علي الاتفاق معه في كل الامور اذا كانت في رأيي وحسب معلوماتي تتعارض تماما مع معتقداتي .
ورد على سؤال عن تكهنات اوردتها وسائل الإعلام الإسرائيلية تشير الى احتمال تقديمه استقالته قائلا انتظروا ارجوكم حتى اجتمع مع رئيس الوزراء ونستكمل نقاشنا، قد يحدث ذلك اليوم الاحد .
وبدأ باراك الجهاد من أجل الحفاظ على مستقبله السياسي بضراوة عشية اختتام القمة، فقد انسلخت احزاب يمينية ودينية عن حكومته مما افقده اغلبيته في البرلمان.
واستبعد المحللون ان تحصل خطوة الاقتراع على الثقة المقررة غدا الاثنين على تأييد 61 صوتا في الكنيست الذي يضم 120 مقعدا وهو العدد المطلوب للاطاحة بباراك ولكن ذلك كان قبل ان يثير ليفي الشكوك بشأن مستقبله.
وقال المحلل السياسي المخضرم هانان كريستال لرويترز ليفي يستشعر ضعف باراك السياسي .
واضاف انه يسير على طريق الانفصال عن باراك، والسؤال المطروح الآن هو اي نوع من الانفصال، هل سيكون انفصالا مشرفا بين رجلين عملا معا,, أم سيكون طعنة في الظهر حتى يحقق مطامح شخصية , كعادة ليفي.
ويؤكد ليفي ان لا غبار على دوافعه ولكن المتابعين لليفي منذ زمن بعيد رأوا في تصريحاته مناورة سياسية يمكن ان تمهد الطريق لعودته لحزب الليكود اليميني المعارض حيث امضى 30 عاما من حياته السياسية.
وقال المحللون انه اذا صوَّت ليفي ضد الحكومة في الاقتراع غدا الاثنين فإن احزابا اخرى لم تحسم امرها بعد بين التصويت ضد باراك او الامتناع مثل حزب شاس اليميني المتطرف وحزب يهود التوراة الموحد قد تصوِّت كذلك لصالح اسقاط باراك.
ومن الاطراف الرئيسية كذلك في هذه الازمة السياسية ارييل شارون الجنرال السابق المتطرف الذي يتزعم الليكود,وتكهنت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن شارون قد يضمن لليفي مقابل اسهامه في الاطاحة بباراك مكانا على قائمة المرشحين لعضوية البرلمان عن الليكود.
اما باراك فستكون أمامه فرصة مدتها نحو ثلاثة اشهر للمضي قدما في خطوات السلام اذا افلت من اقتراع غد الاثنين، إذ لا يمكن اجراء اقتراع بحجب الثقة في فترة عطلة البرلمان التي تستمر من السادس من اغسطس/آب حتى 29 اكتوبر تشرين الاول,واذا واجه باراك لأي سبب انتخابات مبكرة بعد اكتوبر فإنه يفضل ان يتوجه للناخبين باتفاق سلام، بهذه الطريقة يمكنه القول ان الامر كان يستحق مجازفته بمستقبله السياسي من اجل السلام.
ولكن فرص ذلك تبدو ضئيلة، ويعارض الليكود استعداد باراك لمبادلة الارض بالسلام.
واظهرت استطلاعات رأي نشرتها الصحف يوم الجمعة ان نسبة ما بين 41 و44 في المائة من الإسرائيليين تريد اجراء انتخابات مبكرة.
واشار استطلاع اعده معهد جالوب لحساب صحيفة معاريف ان باراك سيتقدم على اي من ارييل شارون او بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء السابق من حزب الليكود الذي ترك السياسة ويواجه اتهامات جنائية اذا اجريت انتخابات مبكرة.
ولكن يصعب استخلاص نتائج من استطلاع الرأي هذا اذ ان نسبة الذين لم يحددوا رأيهم تراوحت بين 19 و25 في المائة من المشاركين.
وفي خطوة اعتبرت دعما سياسيا قويا لرئيس الوزراء الإسرائيلي اعلن الرئيس الامريكي بيل كلينتون يوم الجمعة انه يبحث نقل السفارة الامريكية في إسرائيل من تل ابيب الى القدس الغربية، وهي خطوة قد ينجم عنها انعاكسات خطيرة بالنسبة لعملية السلام في الشرق الاوسط.
واعتبر تصريح الرئيس الامريكي انه اشارة واضحة لتأييد بلاده لرئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك وزيادة الضغط في نفس الوقت على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي حمله كلينتون وغيره من المسؤولين الامريكيين المسؤولية عن فشل قمة كامب ديفيد الثانية.
وفي حديث له مع التلفزيون الإسرائيلي تم بثه يوم الجمعة، حذر كلينتون من ان الفلسطينيين سيرتكبون خطأ فادحا اذا اعلنوا عن اقامة دولتهم من جانب واحد كما هو مخطط بدون التوصل اولا الى اتفاق سلام مع إسرائيل.
واكد الرئيس الامريكي الذي استضاف قمة كامب ديفيد الثانية انه اجل قراره حول نقل سفارة بلاده الى القدس الغربية مرارا في الماضي حتى لا يؤدي ذلك الى عرقلة الجهود المبذولة للتوصل الى حل وسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
يذكر ان الكونجرس الامريكي كان قد اقر تشريعا في عام 1995 بنقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس الا ان كلينتون استخدم حقه في منع ترجمة هذه الخطوة الى واقع عدة مرات,وكان كلينتون الذي تقترب فترة رئاسته الثانية من نهايتها هذا العام قد استضاف قمة كامب ديفيد التي شارك فيها باراك ايضا لمدة 15 يوما متصلة بعد فترة قصيرة من إعلان عرفات عزمه على إعلان الدولة الفلسطينية المستقلة في ايلول/سبتمبر المقبل بصرف النظر عن نتائج مفاوضات الوضع النهائي مع الجانب الإسرائيلي.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved