أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 30th July,2000العدد:10167الطبعةالاولـيالأحد 28 ,ربيع الثاني 1421

متابعة

ميلوسيفيتش الدكتاتور الذي يتحدى الغرب
* بلغراد ميلان دراغوفيتش أ,ف,ب
لم يتوقف الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش 59 عاما المرشح الى الانتخابات الرئاسية الذي حصل على دعم الحزب الاشتراكي الصربي يوم الجمعة عن تحدي الغرب منذ صعوده الى الواجهة السياسية قبل عشرة اعوام.
وبالرغم من تحذيرات الغربيين الذين يسعون الى ابعاده عن السلطة، اقدم ميلوسيفيتش خلال ثلاثة اسابيع على اجراء تعديلات دستورية والتصويت على قانون انتخابي جديد والدعوة الى انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة في يوغوسلافيا اضافة الى انتخابات بلدية في صربيا.
وتسمح التعديلات الدستورية لميلوسيفيتش الذي تنتهي ولايته في تموز/يوليو 2001 بترشيح نفسه مجددا في 24 ايلول/سبتمبر لولاية مدتها اربعة اعوام قابلة للتجديد.
وقد كسب ميلوسيفيتش لغاية الآن المعارك السياسية التي يشنها عليه الغربيون والمعارضة الصربية.
وفي حين كان الجميع يعتقد بأنه انتهى على الصعيد السياسي، تمكن ميلوسيفيتش من امتصاص الصدمة بعد 11 اسبوعا من القصف الكثيف الذي قام به حلف شمال الاطلسي على يوغوسلافيا اثناء ربيع العام 1999.
ونجح الرئيس اليوغوسلافي في اقناع انصاره بأنه لم يخسر اقليم كوسوفو الذي يعتبر بمثابة مهد الأمة الصربية بل اوكل الى الامم المتحدة مهمة الاعتناء به.
وتحمل الدول الغربية ميلوسيفيتش المسؤولية الرئيسية للنزاع في كوسوفو, وفي 27 ايار/مايو 1999، وجهت محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة الى ميلوسيفيتش تهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في الاقليم.
واستطاع الرئيس اليوغوسلافي توطيد دعائم حكمه عبر استغلال التوترات الاتنية في كوسوفو حيث تقطن غالبية البانية, وتسلق ميلوسيفيتش الذي درس القانون المراتب العليا إبان فترة الشيوعية مستخدما ورقة القومية قبل ان يتولى رئاسة الحزب الشيوعي في صربيا عام 1986.
ولد ميلوسيفيتش من أب لاهوتي ارثوذكسي من جمهورية مونتينيغرو وأم شيوعية في بلدة بوزاريفاتش شرق صربيا في 20 آب/اغسطس 1941, وللمفارقة، تمكن الذي وجه ضربة قاضية الى ارث الزعيم السابق تيتو من اطالة امد الشيوعية في صربيا,وفي العام 1989 اطلق حملة واسعة من اجل عودة كوسوفو التي منحها عام 1974 حكما ذاتيا الى حضن صربيا عبر القيام بتعديلات دستورية.
ومنذ ذلك الحين، بات الاقليم مسرحا لمواجهات اسفرت في شباط/فبراير 1998 عن حركة تمرد تطالب بالانفصال قمعها الجيش بالقوة.
واضفى ميلوسيفيتش منذ انتخابه عام 1990 انطباعا بأنه المدافع عن الصرب الذين يقطنون في ارجاء يوغوسلافيا السابقة, ومازالت الدول الغربية تعتبر بأنه المسؤول الرئيسي عن تفكك الاتحاد اليوغوسلافي السابق.
وادت خطواته في الدفاع عن الصرب خلال حروب كرواتيا والبوسنة الى فرض عقوبات اقتصادية دولية تشمل 52 قطاعا مازال بعضها قائما على صربيا ومونتنيغرو.
ونظرا لبراعته التكتيكية، نجح ميلوسيفيتش في فرض نفسه محاورا وحيدا قادرا على ضمان توقيع اتفاق دايتون في كانون الاول/ديسمبر 1995 لانهاء الحرب في البوسنة.
وساهم الرئيس اليوغوسلافي في ابعاد زعيم صرب البوسنة رادوفان كارادجيتش الخاضع لملاحقة محكمة الجزاء الدولية بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية والابادة.
وفي العام 1996، شاب الاضطراب حكم ميلوسيفيتش خلال 87 يوما اثر تظاهرات نظمتها المعارضة, وخسر يومها دعم اكثر الحلفاء تأييدا له اي الكنيسة وجمعية كتاب صربيا ومسؤولي مونتينغرو وصرب البوسنة.
وفي تموز/يوليو 1997 تسلم ميلوسيفيتش رئاسة الاتحاد اليوغسلافي بعد رئاسة صربيا بالرغم من معارضة مونتينيغرو الشديدة.
ويستمر الرئيس اليوغوسلافي في التصرف كحاكم مطلق للبلاد مستمدا الدعم من الجيش والشرطة وغالبية اعضاء الحزب الاشتراكي وبعض وسائل الإعلام الموالية له.
واقدم مطلع العام 1998 على تعزيز سلطته بعد ان شكَّل ائتلافا مع القوميين الصرب بزعامة النائب فويسلاف شيشلي، وقد ضاعف هذا الائتلاف من اعمال القمع اثناء الحملة التي شنها الاطلسي وبعدها.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved