أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 30th July,2000العدد:10167الطبعةالاولـيالأحد 28 ,ربيع الثاني 1421

عزيزتـي الجزيرة

عن اقتراحات د, رقية المحارب
نِعمَ ما اقترحتِ,, وجزاكِ الله خيراً
عزيزتي الجزيرة
طرحت الداعية الفاضلة المتميزة د, رقية المحارب حرسها الله ورعاها في مقال لها عن فن الاقناع بزاوية حديث المرأة، (بعدد الجزيرة رقم 10130 وتاريخ 21/3/1241ه اقتراحاً رائعاً موجهاً الى وزارة الشؤون الإسلامية، مضمونه: إنشاء مركز ثقافي، يقدم دورات في فن التأثير على الآخرين، وفن الخطابة، واصول الحوار ووسائل الاقناع وفن التعامل مع المخالف، ودورات في فن كتابة المقال الدعوي,, يستفيد من تلك الدورات المهتمون بأمور الدعوة من خطباء ومحاضرين,, الخ ما جاء في مقالها وفقها الله.
واني اذ اشيد بهذا الاقتراح المهم، ادعو الوزارة الى المبادرة بدراسته وسرعة البت فيه، لاهميته التي يدركها بلا ريب وزيرها العالم الداعية، وفقنا الله واياه لكل خير، والامل معقود عليه بعد الله في هذا الامر.
كما اود ايضاح بعض الجوانب المتعلقة بهذا الشأن تفاعلاً مع اقتراحها فأقول:
1 إن موضوع فن التعامل مع الناس وما يسبقه ويتبعه من اكتساب الثقة بالنفس، وتكوين الشخصية القوية الفعالة والمتميزة، وكذا فرض الاحترام على الآخرين والتأثير فيهم ووسائل ذلك من المواضيع ذات الأهمية للدعاة إلى الله خاصة ، والتي أولتها شريعتنا عناية كبيرة، فديننا منهج حياة، ومن كماله ان وضع قواعد ذهبية في جميع تلك النواحي، وان الناظر في كتاب ربنا وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة، ليجد من ذلك شيئاً كثيراً وعجباً عجاباً,, بل يجد حتى ما يتعلق بمعاملة الخدم والحيوانات, وكذا الناظر في تراثنا الادبي، سيلفيه زاخراً ببيان تلك الأمور.
ودونك ايها القارئ الكريم بعض مؤلفات ابن المقفع والجاحظ وابن قتيبة والسيوطي وغيرهم، فانظر فيها لترى ما يدهشك.
2 هناك عدد كبير من الكتب التي اعتنت بهذا الموضوع بجميع جوانبه تبعاً واستقلالاً منها المطول ومنها المختصر دعك من المحاضرات المسجلة على الاشرطة المسموعة او المرئية كما اشارت الدكتورة سلمها الله ولو شئت لسردت العشرات من ذلك، بيد اني حرصاً على عدم التشويش على الاخوة القراء الافاضل، انتخب لهم، ولاخواني الدعاة والخطباء وأئمة المساجد خاصة (وامام المسجد يجب ان يكون داعية) وكذا لاخواني الدعاة بعض الكتب الميسرة والنافعة في ذلك، رغبة في الدلالة على الخير، وريثما تتم دراسة الامر المقترح, وهذه هي:
أولاً: في مجال بناء الشخصية، اليكم الكتب الآتية:
1 الاخلاق والسير في مداواة النفوس، للإمام ابي محمد بن حزم الظاهري رحمه الله.
2 شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة، ل د, محمد علي الهاشمي.
3 جدد حياتك، للداعية الشيخ محمد الغزالي، رحمه الله، الذي رد به كتاب دع القلق وابدأ الحياة لديل كارنيجي الى اصوله الإسلامية, وكتب كارنيجي رائدة في مجالها، بيد انها لا تخلو من ملاحظات بسبب كونه غير مسلم.
4 دليلك الشخصي للسعادة والنجاح، ل د, ابراهيم القعيد.
5 حتى لا تكون كلاً، ل ,د عوض القرني.
ثانياً: في فنون التعامل مع الناس بعامة، اذكر الكتب التالية:
1 كيف تكسب الاصدقاء وتؤثر في الناس، لكارنيجي.
2 فن التعامل مع الناس، ل,د عبدالله الخاطر رحمه الله.
3 فقه التعامل مع الناس، للاستاذ حميد حسن رقيط.
4 سلسلة قواعد وفنون التعامل مع الآخرين (5 ج) ل,د علي الحمادي، الذي له ايضاً كتاب جيد في هذا المجال هو :كيف تكون اجتماعياً , وجميعها صادرة عن مركز ذي اصدارات قيمة، هو مركز التفكير الابداعي بدبي.
5 صائد القلوب، للشيخ عبدالملك القاسم، صاحب دار النشر المسخرة لخدمة الدعوة، اثابه الله خيراً واحسن اليه، وجعل ما يقدمه في موازين حسناته.
ثالثاً: في : أ اصول الحوار ب فنون الاقناع ج مهارات الالقاء والخطابة.
اذكر من الكتب ما يلي:
1 آداب البحث والمناظرة، للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله.
2 كيف تحاور، ل د , طارق الحبيب.
3 اصول الحوار، من اصدارات الندوة العالمية للشباب الاسلامي.
4 الحديث الجذاب طريقك الى الاصدقاء، لدينا الفقي.
5 كيف تقنع الآخرين، للاستاذ عبدالله العوشن.
6 فنون الحوار والاقناع، للاستاذ محمد ديماس وقد اشارت اليه الدكتورة وهو ضمن سلسلة الحوار والتفاوض والاتفاق الصادرة عن مركز التفكير الابداعي، والتي ظهر منها نعم انه الطريق الى نعم والسهل الممتنع ل,د مي الحمادي.
هذا ما يتعلق أ+ب اما ج، ففيه:
1 فن الخطابة، لكارنيجي.
2 تعلم طرق الخطابة والالقاء، ل,د راكان حبيب.
3 كيف تكون مدرباً ناجحاً وخطيباً مؤثراً، ل,د علي الحمادي.
4 منهج في اعداد خطبة الجمعة، للشيخ د,صالح بن حميد.
5 فن المحاضرة المؤثرة، لروبرت هاينمان.
6 المنهج الدعوي في اصول المحاضرة الدعوية، للاستاذ هشام بنان.
هذا غيض من فيض، اما المباحث المنثورة فكثيرة يكفي الداعية منها ان يرجع الى الكتب المختصة بموضوع الدعوة واصولها واساليبها,,, من امثال سلسلة مدرسة الدعاة، ل,د عبدالله ناصح علوان رحمه الله، التي منها: كيف يدعو الداعية ومواقف الداعية التعبيرية وقد جمعت مؤخراً في مجلدين, وكذا كتاب فقه الدعوة الى الله وفقه النصح والارشاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر (2ج) للشيخ عبدالرحمن حبنكة الميداني, والكتب التي اعتنت باستخلاص فقه الدعوة من صحيح الامام البخاري وغيره، كرسالتي د,خالد القريشي ود, سعيد بن وهف القحطاني، الموسومتين بفقه الدعوة في صحيح الامام البخاري، ككتاب نصوص دعوية من احاديث خير البرية، ل,د حيدر الصافح, ومن الكتب الجامعة النافعة على ايجازها كتيب هدايا ووصايا للواعظين ، للاستاذ خالد القريشي، وكتاب مجتنى الفوائد الدعوية والتربوية من كتب الشيخ ابن سعدي، جمع الاستاذ محمد الوايلي، وغير هذا كثير.
3 اتماماً للفائدة اقول: ان من العلوم، التي يحتاجها الداعية في تعامله مع الناس ما يلي:
أ علم النفس التربوي، (الذي هو فرع من فروع علم النفس ذات الصبغة الجماهيرية، وهو علم ذو اهمية بالغة في تقدم الدعوة والتربية، وفي تحقيق اهدافهما، وتحصيل مراد الدعاة، والمربين منها كماً ونوعاً, ووجه تلك الاهمية: ان الناس وهم محل الدعوة ذوو تنوع في عواطفهم وامزجتهم ومستوى ذكائهم، وتنوع قدرتهم ودرجة استجابتهم ومراحل نموهم,, الخ، والدعاة ايضاً متنوعون) (1)
فمن هنا كان الداعية بحاجة الى كتب نفسية تربوية، تفيده في اتصاله بالمدعوين والتأثير فيهم، شريطة استخلاصها مما يهم الدعاة والمربين من علم النفس التربوي، ومن ثم تاصيله تأصيلا شرعيا, ومن تلك الكتب: دراسات في النفس الانسانية للداعية الكبير الاستاذ محمد قطب, وكتابا: القرآن وعلم النفس، والحديث النبوي وعلم النفس، كلاهما للاستاذ محمد عثمان نجاتي, ودونك كتاباً تميز بمسماه ومحتواه, عنونه مؤلفه د, عبدالعزيز النغيمشي بعلم النفس الدعوي وعرفه بأنه دراسات نفسية تربوية للآباء والمعلمين والدعاة .
ب علم التربية الإسلامية: وهو العلم الذي يكشف للمربين والمعلمين والدعاة عن المنهاج الاسلامي الذي يجب عليهم سلوكه على اختلاف في الاساليب في تربية الانسان وبنائه وتدريبه في جميع مراحل حياته منذ ولادته وحتى وفاته، تربية شاملة لقلبه وعقله وسلوكه وجسده,,, حتى يمكنه النهوض بالتكاليف الربانية والدنيوية، سائراً نحو الهدف الاسمى للانسان الذي هو رضا الله والجنة، ومحققاً الغاية التي خلق من اجلها الثقلان وهي عبادة الله وحده لا شريك له, واذا كان هذا هو شأن علم التربية الاسلامية فان اهميته للداعية لا تخفى، اذ الداعية الحق يجب ان يكون مربياً يربي قلوب الناس وارواحهم وعواطفهم بالايمان بالله، ويزكيها من كل ما يخالفه , ويربي عقولهم بالعلوم النافعة والافكار الصحيحة، ويربي سلوكهم بالاخلاق الجميلة، ويبصرهم بواقعهم من منظور اسلامي، بل يرشدهم ايضاً الى ما يفيدهم في تربية اجسادهم,, وهكذا,، حتى يكون الداعية من المساهمين في بناء الجيل المؤمن النقي، وبناء الامة المسلمة الواحدة.
وقدوته في كل ذلك امام المربين الدعاة إلى الله سيدنا ونبينا وقدوتنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم, والكتب في هذا العلم كثيرة، اذكر منها كتاب منهج التربية الاسلامية للاستاذ محمد قطب، وكتاب التربية في الاسلام، ل د, عدنان النحوي، وبعض كتب,د مقداد يالجن ود, ماجد عرسان الكيلاني, ويطول الامر بذكر الكتب التي اعتنت بدراسة الآراء التربوية لدى عدد من علماء السلف، كشيخ السلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، والائمة: النووي والشاطبي والماوردي والغزالي وابن سعدي رحم الله جميعهم، وجزاهم عن امة الاسلام خير الجزاء.
ج فنون التعامل مع الاطفال والمراهقين والشباب وطلبة العلم، لان الداعية عرضة للتعامل مع كل هؤلاء، وهو مربٍّ كما اسلفت، فمن هنا كان لزاماً عليه تعلم تلك الفنون، لتربيتهم تربية دينية ونفسية وعقلية، وعلمية واجتماعية وجسمية، دعك من انه بحاجة الى تلك الفنون لتربية اولاده، وكتابة خطبة ومحاضراته ومؤلفاته, والكتب في هذا كثيرة اورد منها:
1 كيف تربي ولدك المسلم، للاستاذ شقير العتيبي.
2 سلسلة قواعد وفنون التعامل مع الاطفال، للاستاذ محمد ديماس (4 ج).
3 تذكرة السامع والمتكلم في ادب العالم والمتعلم، لابن جماعة رحمه الله، وهو من اجمع ما كتب في موضوعه.
وهنا انبه ان هذه الفنون جزء من علم التربية، وتبحث عادة في كتبها بإجمال، اما هنا قبتفصيل, كما انبه الى شدة الارتباط بين علم التربية وعلم النفس التربوي، وبذا يعلم ما بين هذه الفنون والعلمين قبلها من علاقة وطيدة.
د ومما يحتاجه الداعية في تعامله مع الناس: تعلم فنون التغيير؛ لانه يسعى دائماً الى اصلاح ما فسد من احوال الناس ايا كانت علاقتهم به بل يسعى ايضاً الى تغيير الحسن الى احسن, ومن الكتاب في ذلك:
1 منهج أهل السنة والجماعة في قضية التغيير بجانبيه التربوي والدعوي، ل د, السيد محمد نوح.
2 سلسلة فنون ومهارات التغيير، ل د, علي الحمادي (3 ج).
3 الاساليب النبوية في التعامل مع اخطاء الناس، للشيخ محمد صالح المنجد.
ه فنون التعامل بين الزوجين، اذ الداعية مصلح اجتماعي، يتلمس حاجات الناس ومشكلاتهم التي منها المشكلات الزوجية ثم يساهم بتقديم الحلول لهم, وهو غير هذا بحاجة الى تلك الفنون في معاملة زوجته، وفي كتابة خطبه ومحاضراته,, الخ.
وما اكثر الكتب في هذا الشأن، بيد اني اذكر منها على سبيل المثال: تحفة العروس، للإسلامبولي، والزوج المثالي، لمحمد رشيد العويد وهو من المؤلفين المكثرين ولمجيدين فيما نحن بصدده والزوجة المثالية، لخولة درويش.
وبما اننا تحت دوحة العزيزة اعنى (صفحة عزيزتي الجزيرة) فلا يغيب عن اذهان قرائها تلك المقالات الرائعة في هذا الموضوع والتي دبجها تحتها يراع الاديبة المتميزة، التي اعتزلت الكتابة مع الاسف وتركت بهذا نفع الناس بمقالاتها الرصينة التي بزّت كثيراً من مقالات كتّاب الزوايا،,, انها الاخت الفاضلة ليلى المقبل، عفا الله عنها وهداها للصواب.
4 حبذا لو قام مركز البحوث بالوزارة، بتأليف كتاب يحوي الخلاصة من جميع ما ذكرته من كتب، بحيث تُكتب معلوماته على هيئة نقاط، ثم تُسرد أهم المراجع لمن اراد التوسع، وتتبنى الوزارة بعد ذلك طبعه وتوزيعه على أئمة المساجد والدعاة الى الله, وليس تأليف مثله بعسير، اذ الفنون السابقة جميعها بينها قدر مشترك, ولما كان الشيء بالشيء يذكر، فاني اقترح ان يطبع معه خلاصة كتاب ذي فائدة عظيمة في احياء دور المسجد في التربية والتعليم والاصلاح الاجتماعي بأنواعه,, ذلك هو كتاب من اجل مسجد فاعل ، الذي هو في نظري من احسن ما كتب في موضوعه ، شكر الله لمؤلفه الاستاذ عبدالرحمن اللعبون، واثابه خيراً.
5 استميح القارئ الكريم عذراً في الوقوف عند مؤلفات عالم جليل، ومفكر قدير، احسب انها استوعبت جميع العلوم والفنون المذكورة في هذا المقال وغيرها، بطرح ينمُّ عن مؤلف ذي (تفكير موضوعي) و(وعي متجدد) و(فهم عميق للواقع الاسلامي) ، طرح ,, يضع للداعية (اسساً) قوية وأفكاراً نيرة في التراث والفكر والثقافة والاجتماع) و(مقدمات فذّة للنهوض بالعمل الدعوي)، كما يوقفه على (مدخل الى التنمية المتكاملة) و(آراء سديدة حول التربية والتعليم)، ثم يرشده الى (أبعاد عقلية ونفسية وخُلقية وبدنية,, الخ) تكفل له بحول الله عيشاً سهلاً في هذا (الزمان الصعب).
تلك هي مصنفات أ,د, عبدالكريم بكّار زاده الله فضلاً وعلماً التي اخص بالذكر منها:
1 سلسلة الرحلة الى الذات، وقد صدر منها كتاب فصول في التفكير الموضوعي وكتاب تجديد الوعي وهو من احدث ما صدر له.
2 سلسلة المسلمون بين التحدي والمواجهة، وقد صور منها خمسة كتب هي :نحو فهم اعمق للواقع الاسلامي ومن اجل انطلاقة حضارية شاملة ومجمله (أسس وافكار في التراث والفكر والثقافة والاجتماع) وكتاب مقدمات للنهوض بالعمل الدعوي ومدخل الى التنمية المتكاملة وحول التربية والتعليم .
3 سلسلة آفاق حضارية، التي خرج منها: عصرنا ملامحه واوضاعه والعيش في الزمان الصعب وهو 4 كتيبات عن البعد العقلي والنفسي والخلقي,, والعلاقات الاجتماعية ,,, الخ.
وقد تحدث في بعض الكتب المذكورة وفي كتاب القراءة المثمرة مفاهيم وآليات عن أمرين مهمين يحتاج الداعية الى معرفة فنونهما، هما: ادارة الوقت، والقراءة المثمرة.
واني لانصح اخواني الدعاة باقتناء تلك الكتب، والاستفادة من طروحاتها الفذة، وكذا اقتناء جميع ما سردته من كتب في مقالي هذا، ثم اقول لهم ولكل مسلم ولنفسي اولاً:
لاضير ان يحاسب الانسان نفسه على تقصيره في استثمار مواهبه وصقلها وتنميتها، وعلى ضحالة ثقافته وعدم ادراكه لمتطلبات الحياة الاجتماعية اقول لا ضير لان تلك المحاسبة,, تُفضي الى سعيه لتكميل نفسه واثبات شخصيته، ومن ثَمّ الى دعوة الناس وافادتهم بطريقة صحيحة مثمرة.
6 اود في نهاية حديثي ان اشيد باقتراح آخر طرحته الداعية الموفقة سلمها الله في مقال لها بعدد صفر 1421ه من مجلة البيان، محصله: اقامة مؤسسات دعوية نسائية، ذات تخصصات علمية وثقافية وتربوية، واجتماعية واقتصادية، تضطلع بمهمتين عظيمتين، اولهما: بحث ودراسة جميع الجوانب المهمة في حياة المرأة والاسرة المسلمة، على سبيل الشمول والتكامل والدقة والمتابعة، سواء أكانت تلك الجوانب فكرية أم تربوية، أم اسرية أم اجتماعية، أم اقتصادية، وتكون حينها تلك المؤسسات بمثابة قاعدة معلوماتية، ترفد الباحثين والباحثات في شؤون المرأة والاسرة.
وثاني المهمتين: المساهمة في البناء الدعوي والتربوي والايماني للمرأة المسلمة، بايجاد محاضن تربوية، تخرج للمجتمع المرأة التقية المثقفة الفاعلة، التي تنطلق من شريعة ربها في فكرها وجميع تصرفاتها، والتي تخدم دينها بالدعوة الى سبيل ربها على بصيرة، وبالحكمة والموعظة الحسنة.
والاقتراح المذكور حري ان تقوم به في بلادنا السعودية وزارة الشؤون السلامية ايضاً، وذلك بإنشاء مركز مضارع لمركز البحوث بالوزارة، يُعنى بابحاث المرأة، وليس شرطاً ان يكون القائمون عليه نساء كما نبهت الدكتورة وانما المقصود هو اختصاصه بقضايا المرأة اياً كان جنس الباحثين فيه, اما على مستوى العالم الاسلامي، فخير من يقوم بذلك في نظري هو منظمة (الايسسكو).
هذا بالنظر الى المهمة الاولى، اما اذا نظرنا الى المهمة الثانية، وجدنا انه لابد من تضافر جهود بعض الجهات التعليمية في الدولة الاسلامية، مع الجهة المعنية بشؤون الدعوة ففي سعوديتنا مثلاً لابد في نظري من تعاون رئاسة تعليم البنات ووزارة التعليم العالي مع وزارة الشؤون الاسلامية، لاستقطاب الكفاءات النسائية المطلوبة من كليات الشريعة والدعوة بالجامعات ومن اقسام الدراسات الاسلامية بكليات المعلمات والتربية حتى يقمن بتلك المهمة على هيئة دورات مكثفة، او دراسة يومية مسائية، يكون مقرها ومقر الدورات الجامعات او الكليات نفسها التي جلبت منها المعلمات, هذا مع ترتيبات ومقترحات اخرى ليس هذا مقام بسطها.
وأقسم غير حانث، أن المعلمات في الجهات المذكورة وهي من اخصب الميادين لتخريج الدعاة والداعيات لو شعرن بثقل الامانة الملقاة عليهن، وقمن بتربية طالباتهن على الدعوة الى الله، بغرس الحس الدعوي وحب العمل لخدمة الاسلام في نفوسهن؛ لأخرجن لامة الاسلام النوعيات المنشودة من الفتيات, وريثما يتم ذلك، ارى لزاماً على كل معلمة داعية ان تربي طالباتها على ما ذكرته آنفاً، وان تتواصى مع زميلاتها بالحق فيما يتعلق بهذا الامر العظيم, كما ارى ان تقوم الاخوات الداعيات باقامة ما يشبه المنتدى في بيت احداهن، او في احد مراكز اللجان النسائية التابعة للمؤسسات الخيرية، ثم يستقطبن الراغبات في العمل الدعوي، فانه يمكن بذلك تحقيق المهمتين المذكورتين بشكل وان كان مصغراً، لكن فيه الخير الكثير، والله يبارك في العمل القليل اذا صلحت نية فاعله ويجزي عليه الكثير (1)
وختاماً ادعو واكرر دعوتي للجهات المسؤولة عن الدعوة في العالم الاسلامي، ولوزارة الشؤون السلامية في المملكة السعودية، الى المبادرة بدراسة الاقتراحين المذكورين وكذا سواهما مما ذكر واتخاذ اجراءات ايجابية نحوهما.
كما اسأل الله جلّ جلاله ان يوفق الاخت الداعية الفاضلة , رقية المحارب وغيرها من الداعيات الى ما يحب ويرضى، وان يرزقنا واياهن الثبات على دينه والاخلاص في القول والعمل، وان يجعلهن حرباً على اعداء المرأة المسلمة,, مسلمين كانوا ام غير مسلمين, والحمد لله اولاً واخيراً.
محمد بن حسن العبدلي
1) وقد تحدث الشيخ خالد العك، في فصل كامل من كتابه شخصية المرأة المسلمة في ضوء القرآن والسنة عن كيفية بناء الشخصية العلمية للمسلمة الداعية، واعدادها نفسياً وأجتماعياً للدعوة الى الله, ومن قبله افرد الدكتور احمد ابا بطين كتاباً في هذا عنوانه المرأة المسلمة المعاصرة، اعدادها ومسؤوليتها في الدعوة , ومن قبلهما كانت رسالة الاستاذ احمد العطاوي للماجستير، المعنونة بالمرأة الداعية في العهد النبوي الشريف والعصر الحاضر، دراسة مقارنة والتي طبعت حديثاً.
وقد تحدث فيها عن تجربة واقعية للعمل النسائي الدعوي، هي تجربة مركز النساء في جمعية الاصلاح بالبحرين، التي يمكن الاستفادة منها بعد تقويمها فيما نحن بصدده.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved