أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 30th July,2000العدد:10167الطبعةالاولـيالأحد 28 ,ربيع الثاني 1421

العالم اليوم

أضواء
كلينتون وتخريب عملية السلام
جاسر عبدالعزيز الجاسر
ما كانت الإدارات الأمريكية تخفيه ب ورقة توت شفافة من انحياز مطلق لدعم الأطماع الإسرائيلية في الأراضي العربية، كشفه الرئيس الأمريكي بيل كلينتون بلا خجل ولا تهيب بعد ظهوره من خلال التلفاز الاسرائيلي مبدياً دعمه لإيهود باراك، فبالإضافة الى تهديداته لعرفات والفلسطينيين بوقف التعامل مع السلطة الفلسطينية,, ووقف الدعم المالي الذي لا يتعدى المائة مليون دولار ,, هدد بالموافقة على نقل السفارة الامريكية الى القدس.
هذا القول الذي يفتقر الى أي نوع من الكياسة والتعقل يصدر من راعي السلام والذي يخيل لمن يستمع الى كلينتون أن الذي يقول هذا الكلام مخرب للسلام فكلينتون يعرف ان القدس مدينة محتلة وأن قرارات مجلس الأمن الدولي والأسرة الدولية جميعها تعتبر القدس مدينة محتلة يجب أن تجلو عنها اسرائيل وسواء طلب الكونغرس الامريكي، ووافق الرئيس الامريكي على اقامة سفارة امريكية على أراضٍ محتلة مغتصبة أم لا، فإن ذلك لا يغير من الواقع شيئاً ولا ينقص من شرعية مطالبة الفلسطينيين في تحرير القدس، وان وقفت قوة دولية كبرى الى جانب قوة غاشمة محتلة، فإن الزمن بالنسبة لنا يظل كذلك طويلا, حتى وان لم يتعظ كلينتون بما حصل لريتشارد قلب الاسد او ملك فرنسا حينما قادا وساندا الحملات الصليبية لاحتلال القدس,, كيف طرد الصليبيون ,, وكم هي اللعنات التي لا تزال تطارد كل من دعم وساهم في تنظيم الحملات الصليبية!!
وفي عصرنا الحالي كل فلسطيني، وكل عربي،وكل مسلم وكل مسيحي يعتبر مساعدة اليهود في السيطرة على القدس الشرقية لا تقل إثماً عما ارتكبه قلب الاسد وملك فرنسا, وإذا كان غرور القوة هو الذي يدفع كلينتون الى الوقوف الى جانب المحتلين ضد حقوق شعب تؤكد كل الشرائع السماوية والقوانين الدولية حقه الثابت في وطنه وحقه في نيل حقوقه السياسية,.
فإن الشعب الفلسطيني الذي تجاهله الرئيس كلينتون تماماً، حينما أدار ظهره له واتجه لدعم صديقه باراك خوفا من إجهاز المعارضة عليه، ليس بحاجة الى تهديدات وتحذيرات كلينتون، فلا الاموال الامريكية التي هي في الحقيقة فتات من موائد الاموال الامريكية التي تقدم لإسرائيل، ولا التهديدات بنقل السفارة الى القدس ، تستطيع ان توقف النضال والكفاح لاسترداد الحقوق.
واذا كان كلينتون قد طالب عرفات وباراك بعدم اللجوء الى العنف واستفزاز الشارع حتى تتواصل عملية السلام، فان كلينتون بأقواله غير المقبولة اطلاقا قد استفز الشارع الفلسطيني والشارع العربي عموماً، وعليه ان يتحمل نتيجة اقواله التي فضحت الانحياز الامريكي لأطماع اسرائيل,, مما يجعل الوثوق بالوسيط الامريكي موضوع شك اكيد.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved