أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 2nd August,2000العدد:10170الطبعةالاولـيالاربعاء 2 ,جمادى الاولى 1421

مقـالات

هذا الرجل,,, تأسرني أصالته
د, عبدالله بن موسى الطاير*
الكتابة عن الأمير عبدالله بن عبدالعزيز تحفها ثلاث مخاطر أولها، القراءة غير الموضوعية لها باعتبارها عند البعض تفتقد إلى الحيادية، وبالتالي الحكم المسبق عليها دون الايغال في مضامينها,
وثانيها، علو هامة الرجل مما يجعل ممارسة الكتابة عنه أو له تحديّا يحتاج إلى عدة مقومات قد لا يملكها الكاتب في محاولته التقرب إلى بعض سمات الرجل وفضائله وانجازاته على صعيد الوطن والأمة,
ومهما تمكن الكاتب من أدواته المعلوماتية ومهاراته الابداعية فإنه لا يطمح في أكثر من الاقتراب من سنا ذلك الرجل الفذ .
وثالثها، ان الرجل قد تجاوز المحلية والاقليمية إلى العالمية في مواقف سياسية وإنسانية تجعل الذين يمارسون الكتابة عنه لا تحدهم الجغرافيا ولا تقيدهم الوسائل مما يجعل اية محاولة للكتابة عن سموه الكريم مزاحمة لكبار الكتبة باختلاف جنسياتهم وألسنتهم ووسائلهم.
لكني بحب كبير لا أملك إلا ان أجرِّب شرف الكتابة عن هذا الرجل الذي يأسرك بخصاله الفذة ناهيك عن حكمته وحنكته ودهائه, ولا أبرىء نفسي من التعصب له، فذلك شيء يمليه الحب وتغذيه المشاعر الصادقة، وبالتالي فإن الكتابة بموضوعية تلتقي مع عاطفة مفعمة بأسمى آيات الولاء والعرفان لهذا الرجل الأصيل.
وبالقدر الذي تتسم به مواقفه الوطنية من اخلاص وحب كبير يسكنان فؤاده لوطنه ومواطنيه، فإنه رجل يعتز بانتمائه لأمة العرب، تؤرقه همومها الكثيرة، وتسعده أفراحها وإن قلت، ويتفاعل مع قضاياها المعقدة والأكثر تعقيداً بهدوء وحكمة, لقد أصبح ركناً أساسياً في معادلة الحرب والسلام والأمن والاستقرار في الوطن العربي فلا يُبرم شيء يهم الأمة في غيابه ولا يبخل بدعم فيه مصلحة لأمته العربية,
ولقد اجمع على حب واحترام شخصيته وانتمائه القومي حتى أولئك الذين يختلفون مع بلادنا حرسها الله.
فإذا ما تجاوزنا حدود الوطن العربي الكبير وجدنا لاسمه ومواقفه صدى واسعاً على الصعيد الاسلامي فقد فتح آفاقاً من التعاون البناء بتوجيه وتنسيق مع خادم الحرمين الشريفين مع جمهورية إيران الإسلامية، ودعم دولة مثل باكستان في وجه التهديدات التي تتعرض لها، وحظي باستقبال شعبي لم تشهده باكستان في تاريخها,
والرجل كما هو حال هذه البلاد وقيادتها الرشيدة قد نقل التفاعل مع آلام المسلمين وإحنهم من حالة بكاء الجروح النازفة إلى حالة بلسمتها وتضميدها من خلال الاعانات وحملات الاغاثة المكثفة لها.
وهو نهج تبناه خادم الحرمين الشريفين ودعمه الأمير عبدالله بشكل مباشر.
وسموه على الصعيد الدولي يتعامل مع حالة عدم الاستقرار في أسواق النفط ببراعة كبيرة باعتبار المملكة العربية السعودية اكبر منتج ومصدر للنفط في العالم، مما يجعل من الضروري المحافظة على اسمها وثقة السوق فيها.
كل هذه المشاهد تدون سيرة ذاتية لشخصية قيادية ناجحة، وإضافة إلى ذلك فإن المراقب يستطيع أن يسجل أموراً تفرد فيها الأمير عبدالله على الصعيد الشخصي، منها أولاً أنه صاحب مجلس مفتوح يستوعب الوطن والمواطن في قضايا مختلفة، شخصية وعامة، وهو بذلك يقدم نموذجاً من الحكم موسوما بعلامة الجودة السعودية فالامير عبدالله يستقبل مئات المواطنين الذين يبوحون له بآلامهم ومعاناتهم ويفتحون خزائن أسرارهم له، وهو يستمع بإنصات ويوجه بحكمة المسؤول لحل قضايا المواطن، ومنها ثانياً التلاوة القرآنية وتفسيرها التي يستهل بها الأمير عبدالله جلساته الأسبوعية, وهو تقليد ينبيء عن سلامة المعتقد وروح التدين التي تسكن أعماقه حفظه الله انه بذلك لا يحقق فائدة ويلبي رغبة شخصية فقط، بل يعكس توجه دولة ويقدم أنموذجاً للقدوة الحسنة، وأسأل الله أن يكتب له أجر هذا العمل الكبير.
أما ثالث الأمور فهو أصالة الرجل وتمسكه بالجذور وقربه من الشعب إلى درجة يلامس فيها شغاف القلوب ويأسرها وهو يمارس العرضة النجدية ببراعة ورجولة متناهية، ولعل أحد الأسباب التي ألحت علي بكتابة هذه المقالة تلك المشاعر التي تمكنتني وأنا أشاهد سموه الكريم وهو يشارك في العرضة النجدية في افتتاح المخيم الكشفي العربي بالطائف.
وإذا كنت قد التمست لقصوري عذراً منذ البداية فإنني أود التأكيد على بعض الجوانب المشرفة التي أضاءها الأمير عبدالله بحرصه ودبلوماسيته المتفردة,
ولعلي أبدأ سجل الشرف في سيرته الذاتية حفظه الله بإشرافه المباشر على المفاوضات النهائية التي أدت إلى توقيع معاهدة الحدود مع الجمهورية اليمنية، وقد اعترف الرئيس علي عبدالله صالح بالدور الذي لعبه تشريف الأمير عبدالله لاحتفالات اليمن بمرور عشر سنوات على الوحدة في التسريع بتوقيع المعاهدة التي تعد واحدة من أهم الأحداث في تاريخ العرب المعاصر، ودعماً لا يقدر بثمن نحو بناء الصف العربي الواحد، وتعزيز ركائز استقراره، وهو ما أشار إليه الاستاذ تركي السديري في زاويته لقاء في جريدة الرياض في عددها رقم 11718 حينما ذكر ما نصه:
لقد أنجز صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله في غضون أسابيع قليلة، وبالذات مع اليمن,, مساحة وتاريخاً للمشكلة,, عملاً وطنياً رائع النتائج يعتبر بحكم نوعيته هو الأول في أهميته ومضمونه بين أحداث العالم العربي المؤثرة في توجهاته نحو المستقبل .
وقد تلا ذلك مباشرة التوقيع على معاهدة المنطقة المغمورة مع الكويت، مروراً بالمجلس الاقتصادي الأعلى وقرارته المتعلقة بالاستثمار الأجنبي في المملكة وحرصه الشديد على توظيف العنصر السعودي وتوجيهاته المتكررة نحو إدارة حاسمة وفاعلة لموارد الدولة وأجهزتها، ومازلت أذكر وأنا على مقاعد الدراسة عندما وجه نداء في إحدى كلماته في عيد الفطر طالب فيه بعودة الأموال المهاجرة وفتح الصناديق المغلقة في توجيه ودعم للاستثمار الأمثل لرأس المال السعودي، وقد كانت تلك استراتيجية عمل على تحقيقها كثيراً في ترجمة أمينة لحرص خادم الحرمين الشريفين على هذا الوطن.
إن الكتابة عن سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز هي متعة لا ترقى إلى مستوى موضوعها، ولكن حاولت من خلالها أن أشبع رغبة في النفس في الكتابة عن هذا العلم، وقد استمتعت كثيراً في محاولتي الكتابة عن سموه الكريم خصوصاً وأنا استعيد شريط الذكريات عنه وهو يتجول في أسواق المنطقة الشرقية والمدينة المنورة في تلاحم وتفاعل صادق مع المواطن,
وقبل ذلك دخوله في صفوف المواطنين المسلحين في ساحة الاحتفالات بعسير وذلك أمر يستعصي فهمه على الذين لا يعرفون طبيعة الحاكم والمحكوم وخصوصية العلاقة بينهما في هذه البلاد.
إن المتابع لتحركات وجهود الأمير عبدالله حفظه الله يدرك بما لا يدع مجالا للشك ان الرجل محط احترام متزايد من قادة العالم، وهو يبرهن يوماً بعد آخر على ثبات سياسة هذا البلد بقيادة خادم الحرمين الشريفين وعمقها الاخلاقي في عالم يصنف السياسة على انها لعبة لا أخلاق لها، وهو على الصعيد الداخلي رمز للاصالة والوطنية والعدالة، شدة من غير ظلم ومرونة من غير ضعف, يعرفه المواطن بأنه الحريص على بناء وطن متحضر، ويعمل على اتاحة الفرص لمن يريد ان يستثمرها من أبناء الوطن، يُعرف بأنه مواطن يعشق تراب هذا الوطن، ويعتز بكل منتم إلى جنسية هذا الوطن.
وعندما تستمع إليه وهو يتحدث عن أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز تدرك عميق العلاقة والتكامل بين الرجلين، وعندما تستمع إلى الأمير سلطان وهو يتحدث عن الأمير عبدالله بقوله الدائم:
سيدي ولي العهد الأمير عبدالله تعلم علم اليقين ان هذه البلاد في أيد أمينة يحترم فيها الصغيرُ الكبير، وتدار فيها الأمور بأخلاقيات قد يصعب على البعض فهمها عندما ينظر إليها من خارج الحدود بيد أنها في غاية الوضوح لشعب المملكة الأصيل.
أستاذ علم اللغة التطبيقي المساعد معهد العلوم العربية والإسلامية واشنطن.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved