أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 2nd August,2000العدد:10170الطبعةالاولـيالاربعاء 2 ,جمادى الاولى 1421

مقـالات

وسميات
هذا,, هو الواقع,,.
راشد الحمدان
هل تذكرون قصة الأعرابي الذي أرسل ابنه للدراسة في بريطانيا,, ولما زاره بعد شهور,, وطرق الباب خرج ابن الأسرة,, وسأله الوالد عن ابنه,, فقال بلهجة أعرابية صرفة,, عانه هناك,, فضرب الوالد كفاً على كف,, وقال: تعلم ولد الانجليز لهجتنا,, ما درى وش صار لسعد يقصد ابنه, وجاءت في احدى النشرات انه تم القبض على رجل غربي وجدوه يغش بعض المشروبات, وكان من ضمن اسئلة التحقيق: قبل ان تعود لبلدك أين كنت تعمل,, وأجاب بأنه كان يعمل في احدى الشركات ببعض بلدان الشرق الأوسط,, وذكر طبيب في لقاء تلفزيوني,, ان زيت الزيتون في سوريا كان من أصفى وأنقى الزيوت,, حتى ركبت المازلولا فاصبح تنكتان من المازلولا,, تعمل ستة من الزيت زيتون,, ونعود للمثل الاول الذي ورد في رأس هذه الزاوية,, فأولادنا أقوياء في التأثير في أولاد الآخرين,, وقديماً انتشرت اللغة العربية في أصقاع من الدنيا بسبب التجارة ورحلات طالبي العلم في البلدان الأخرى,, لكن أن يأتي أعرابي صغير لبريطانيا من أرض صحراوية جرداء ليتعلم اللغة بين أسرة لم يعرفها إلا وقد تخطى العشرين وتشرب بفنون اللف والدوران والكسل العقلي لكي يكسب لغة اهلها, فهذا لا يكون إلا من الجادين الذين يعرفهم اهلهم قبل ارسالهم إلى هناك, ويعرفون ميلهم الشديد لطلب العلم وانهم يتوسمون فيهم مستقبلا مشرقا,, لكن إذا كنت تعرف ولدك انه عابث وكسول ويادوبه ينجح فكيف ترسله وتخسر عليه من اجل ان يتعلم اللغة من اسرة غريبة عليه, لقد كسب ابن الأسرة لغة ولدك, قبل أن يكسب ولدك لغته, وكان مفاجأة للوالد عندما سأل ابن الانجليز العطر,, وقال بلهجة بدوية صرفة,, عانه هناك.
أما الغربي الذي قبض عليه يغش فقد عاش فترة في بلد يحكمة الاسلام ورأى ان الناس يكسبون من اقصر الطرق, لكنها أخس الطرق وانذل الطرق ومات ضميره بعد شهور ليعود لبلده يمارس اسلوباً غريباً على تلك البلد ويكسب من أقصر الطرق,, فقد تعلم منا أخس الطرق.
أما قصة الطبيب وزيت الزيتون فهذا امر غير مستغرب فقد أصبح الغش يمشي على قدميه في الأسواق والمتاجر,, ويهاجم معداتنا بسبب موت الضمير,, وإلا كيف يجرؤ هؤلاء إلى غش انتاج الشركة المباركة التي يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار إن اللوحات الجميلة لا تظل كذلك إذا ما عراها الاهمال وعدم المراقبة والصدق مع الله,, حتى لو كانت تحمل أروع العبارات,, من غشنا فليس منا.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved