أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 2nd August,2000العدد:10170الطبعةالاولـيالاربعاء 2 ,جمادى الاولى 1421

مقـالات

اختبارات ومقابلات القبول: ضوابطها وأخلاقياتها (13)
د , زايد الحارثي *
يشغل بال واهتمام شريحة كبيرة من أفراد المجتمع في مثل هذه الأيام من كل عام بل وفي أحيان كثيرة من العام موضوع قبول ابنائهم في مؤسسات التعليم العالي المختلفة من جامعات وكليات ومعاهد عليا فنية ومهنية وغيرها, بل ويرتبط بهذا الموضوع كذلك القبول في وظائف أو أعمال يتم التقدم لها بالتنافس أو بالاختبار ويكون على رأس المعايير أو المحكات لاتخاذ القرار للاختبار في القبول ما يسمى بالاختبار والمقابلات للاختبار أو للقبول.
ولعل مما يجعل الاختبارات والمقابلات محل تساؤل أو جدل في بعض الأحيان الأثر الثقافي والاجتماعي لها, وقد أورد أبو حطب وعثمان في كتابهما التقويم النفسي تفصيلا حول هذه القضية خلاصته تتمثل في أن الباحثين في مجال التقويم النفسي والتربوي وخارجه انشغلوا لسنوات ولا يزالون في قضية الأثر الاجتماعي والثقافي للاختبارات النفسية حتى ان الانتقادات قد تزايدت في أوروبا وأمريكا بخصوص الحقوق المدنية وتهيئة تكافؤ الفرص للجميع فيما يتعلق بأثر الاختبارات والمقابلات وتتلخص الاتهامات الاجتماعية التي يوجهها النقاد الى ان الاختبارات النفسية متحيزة اجتماعيا وتمثل حواجز ضد الفرص التعليمية والمهنية لعدد من أبناء الفئات المحرومة داخل المجتمع الواحد.
وتحديدا فإن المسألة تأخذ اتجاهين الأول يتصل ببناء الاختبار ذاته حيث يتألف من أسئلة أو مفردات تلائم فئات اجتماعية دون سواها، وثانيها تتصل بالاستخدام الظالم لنتائج الاختبارات وخاصة فيما يتصل بإصدار الأحكام أو اتخاذ القرارات وهذان الاتجاهان ينصبان على الاختبارات المقننة التي تجرى في الدول المشار اليها بعاليه بغية الاختبار في الجامعات والمعاهد العليا فكيف الحال بالاختبارات غير المقننة.
والحقيقة ان الاختبارات والمقابلات علم وفن طورها وقننها علماء النفس وعلماء القياس والاختبارات بوجه خاص وذلك لزيادة الاعتماد عليها في اتخاذ القرارات المختلفة والصعبة بل والهامة,
فما هي الاختبارات؟ وما أنواعها؟ وما وظائفها؟ وما ضوابطها؟ وأخلاقياتها.
سنبدأ في هذا الجزء بالاختبار وكما يعرفه أبو حطب هو طريقة منظمة للمقارنة بين الافراد أو داخل الفرد الواحد في السلوك أو في عينة منه في ضوء معيار أو مستوى أو محك.
والاختبارات أنواع كثيرة ويمكن أن تقسم على أسس مختلفة منها الشكل أو الغرض أو المحتوى أي بمعنى آخر تقسم إلى:
1 اختبارات الاداء الاقصى أي التي تستخدم إذا كنا نريد أن نعرف إلى أي مدى يستطيع الشخص أن يقوم بأداء ما إلى أقصى قدرته وهذا يسمى باختبار القدرة ومنها اختبارات الاستعداد التي تستعمل للتنبؤ بالنجاح في مهنة أو في تدريب.
2 الاختبارات التي تهدف إلى تحديد الأداء المميز وهي تقيس ما يحتمل أن يفعله الشخص في موقف معين من المواقف ومنها اختبارات الشخصية والميول.
دور الاختبارات في اتخاذ القرارات
إن من يتعامل مع الناس يقوم باستمرار باتخاذ قرارات فيما يختص بسلوك هؤلاء الناس وإن عملية اتخاذ القرارات بشأن الآخرين موجودة لدينا في تعاملنا الاجتماعي مع بعضنا البعض حتى في مواقف الحوار بين شخصين، حيث يتخذ أحد المتحدثين قرارا بتغيير الموضوع لأن الشخص الآخر بدا عليه من العلامات ما يوحي إليه بأن موضوع الحديث مؤلم له أو غير مرغوب فيه على أقل تقدير، وكذلك بالنسبة للمواقف الاجتماعية المختلفة الأكثر تعقيدا, ليس هذا فحسب بل إن عملية اتخاذ القرارات تأخذ مكانا هاما في الشئون الادارية وسياسة الأفراد حيث تقتضي طبيعة العمل اتخاذ قرارات فيمن يقبلون وفي توزيعهم على تخصصات مختلفة وترقيتهم بل وربما الاستغناء عنهم.
اما في المجال التربوي فإننا نتلمس أهمية اتخاذ القرارات بشكل ملحوظ حيث المدرس يتخذ قرارا خاصا بمدى استعداد تلاميذه للانتقال الى موضوع دراسي جديد، بل والمدرسة تتخذ قراراً فيما يختص بتوزيع التلاميذ ونقلهم.
وكلما كان لدى الشخص الذي يتخذ القرارات معلومات كافية وصحيحة الى حد بعيد عن الفرد أو الافراد الذين يتخذ قراراً بشأنهم كانت الفرصة أمامه أوسع لأن يحصل على أفضل النتائج وأنسبها, وان الاختبارات على اختلاف أنواعها نفسية أو تربوية أو طبية هي وسائل لاعطاء معلومات لا نستطيع ان نحصل عليها بغيرها وهذه المعلومات تساعد في اتخاذ القرارات.
ان الاختبارات تستعمل لاتخاذ قرارات كثيرة منها انتقاء الأفراد وتصنيفهم فالكليات العسكرية لها متطلبات تختلف عن الكليات الطبية والصحية او حتى المهنية في انتقاء طلابها وكذلك الأفراد الذين تريدهم ان ينضموا اليها كما وأن الجامعات لها متطلباتها المختلفة عن الكليات والمؤسسات الأخرى في قبول طلابها وانتقائهم.
وهكذا نجد ان الاختبارات تستخدم لأغراض وأهداف مختلفة ومنها كما تم الإشارة القياس التحصيل، والوضع في الصف المناسب، والتصنيف، والتشخيص، وقياس الاستعداد، والقبول او الانتقاء والتوظيف، والتنبؤ وتحديد المستوى والإرشاد والعلاج وغيرها.
ضوابط الاختبارات وأخلاقياتها
ان الاختبارات وهي احدى أدوات القياس والبحث العلمي هي علم وفن كما أسلفنا بمعنى أن لها أصولها وقواعدها كما أن لها فنياتها في البناء والإعداد والتطبيق وكذلك في التفسير.
ومن أهم ضوابط الاختبارات وشروطها توفر خصائص الموضوعية والثبات والصدق ووجود معايير مستمدة من البيئة التي يستخدم فيها الاختبار وهذه الشروط اذا توفرت في اختبار ما أصبح بالامكان التعويل عليها والاعتماد عليها في اتخاذ قرارات صحيحة وصائبة، ولكل شرط من هذه الشروط والضوابط قواعده وآلياته التي ينبغي الالتزام بها ولا مجال لشرحها والحديث عنها في هذا المقام، ولكنها اذا توفرت في اختبار ما اصبحت اختبارات علمية ومقننة.
ويرتبط بهذه الشروط ضوابط أخرى ادارية وأخلاقية اوردها أبو حطب وعثمان في كتابهما التقويم النفسي ومنها:
(1) واجبات الفاحص ومسؤولياته في إعطاء الاختبار ويشمل التدريب على إعطاء الاختبار وألفة الفاحص بالاختبار والمحافظة على العلاقة بين الفاحص والمفحوص ومسؤوليات الفاحص في اختيار الاختبار الملائم للمفحوص.
(2) طريقة إعطاء الاختبار وتشمل ظروف عملية الاختبار وإدارة المجموعة وضبطها والتعليمات المعطاة للمفحوص.
(3) استثارة الدوافع لأخذ الاختبار وتشمل الحوافز التي ترفع الدرجة والدوافع التي تحفظ الدرجة.
(4) التهيئة لأخذ الاختبار وتشمل ادراك المفحوص لمغزى الاختبار ودور المعلومات التمهيدية ودور التدريب على الاختبار.
(5) عملية الاختبار نفسها باعتبارها علاقة اجتماعية تعني ادراك الذات وادراك الآخر عند الفاحص والمفحوص وكذلك دور اللغة في تكوين العلاقة بين الفاحص والمفحوص.
وقد أورد ابو علام في كتابه القياس والتقويم التربوي والنفسي بعض ضوابط واخلاقيات استخدام الاختبارات والمقاييس النفسية والتربوية ولعل هذه الضوابط هي مشتقة من دليل الجمعية الأمريكية لعلم النفس APA ومن هذه الضوابط والأخلاقيات:
(1) الكفايات اللازم توافرها فيمن يستخدم الاختبارات ويندرج تحتها ثلاثة مستويات: (أ) الاختبارات وأدوات التشخيص التي يمكن تطبيقها وتصحيحها وتفسير نتائجها باسلوب مناسب بالرجوع الى تعليمات الاختبار ومراعاة طالب المؤسسة التي يعمل فيها مستخدم الاختبار ومن أمثلة ذلك الاختبارات التحصيلية واختبارات الكفايات المهنية, (ب) اختبارات وأدوات تشخيصية يتطلب استخدامها معرفة أساليب بناء الاختبارات وطرق استخدامها بل ودراسة بعض المقررات في الاحصاء النفسي والفروق الفردية وسيكولوجية التوافق وسيكولوجية انتقاء الأفراد والتوجيه التربوي والمهني.
ومن أمثلة ذلك اختبارات الذكاء العام والاستعدادات الخاصة والاستعدادات الفارقة ومقاييس الميول واستبيانات الشخصية, وينبغي لمن يستخدم هذه الاختبارات والأدوات ان يحقق هذه المتطلبات المذكورة او أن يكون مصرحا له باستخدامها في إطار مؤسسة تربوية او اجتماعية او إدارة حكومية يعمل فيها أو أن يكون قد أدى بنجاح دورة تدريبية تتعلق بهذه الاختبارات.
(ج) اختبارات وأدوات تشخيصية تتطلب معرفة متعمقة في القياس النفسي وبعض المجالات النفسية المصاحبة ومن أمثلة هذه الأدوات اختبارات الذكاء الفردية، والأساليب الاسقاطية وبعض مقاييس الشخصية.
وهناك نوعان من الحقوق والواجبات التي يجب مراعاتها في واضع الاختبار والقائم عليه وكذلك الذي يجرى عليه الاختبار ومن يستخدم الاختبار عليه ان يكون مزودا بالمهارات التي تمكنه من انتقاء الاختبارات التي تتفق والهدف من عملية القياس وتناسب الفرد الذي تجرى عليه هذه الاختبارات وأن يكون مطلعا على الدراسات والبحوث المتعلقة بالاختبار او الاداة المستخدمة وكذلك يمكنه تقييم الخصائص السيكرومترية للاختبارات من مثل:
المعايير، والثبات والصدق وان يكون على دراسة بالعوامل النفسية والظروف المختلفة التي تؤثر في عملية الاختبار وفي الأداء ويمكنه من التوصل الى استنتاجات وتوصيات اعتمادا على درجة او درجات الاختبار.
اما عن حقوق المختبرين، فمن حقهم معرفة الهدف من الاختبار وفيم تستخدم نتائجه بوقت كاف وحقوق الاطلاع على النتائج للتعرف على الأداء ونقاط الضعف والقوة.
هذا بالاضافة الى حقوق نشر وتوزيع الاختبارات وسرية تقارير نتائج الاختبارات,, يستكمل.
* عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى بمكة.


أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved