أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 2nd August,2000العدد:10170الطبعةالاولـيالاربعاء 2 ,جمادى الاولى 1421

متابعة

في الذكرى العاشرة لغزو دولة الكويت
خادم الحرمين الشريفين: أحداث الغزو العراقي زادت الالتصاق بين المملكة والكويت والحمد لله حلّ النصر مكان المأساة
الشيخ سعد العبدالله السالم: قرار الملك فهد الحكيم وسرعته في مواجهة القوات العراقية الغازية حققا تحرير الكويت
عشر سنوات مرت على غزو قوات صدام حسين لدولة الكويت، ففي مثل هذا اليوم ومع الساعات الأولى لفجر الثاني من أغسطس عام 1990م، اندفعت قوات صدام حسين لتحتل دولة الكويت في سابقة لم يشهدها التاريخ العربي، واليوم ونحن نستعيد هذه الذكرى المؤلمة لابد من ربطها بمناسبة أكثر إشراقاً، مناسبة تحرير دولة الكويت التي قاد عمليتها بنجاح خادم الحرمين الشريفين الذي كان لقراره الحكيم وسرعة اتخاذه في مواجهة العدوان العراقي وحشده لأكبر قوة دولية عسكرية بعد الحرب العالمية، الدور الحاسم في دحر ذلك العدوان وإنجاز تحرير دولة الكويت، وهذا ما أكده سمو ولي عهد الكويت ورئيس حكومتها الشيخ سعد العبدالله الصباح.
لولا اتخاذكم القرار الحكيم وبالسرعة,, لما تم تحرير دولة الكويت,
بهذا الإيجاز الذي يحمل معاني كبيرة وتقييما حقيقيا ابرز سمو الشيخ سعد العبدالله السالم ولي عهد دولة الكويت ورئيس وزرائها أهمية قرار خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله وسرعته والتي عجلت بدحر قوات صدام حسين الغازية لدولة الكويت وتحريرها في 2/8/1990 والتي نستعيد ذكراها العاشرة اليوم.
ويخاطب سمو الشيخ سعد العبدالله الصباح خادم الحرمين الشريفين لدى استقباله في قصر اليمامة بالرياض قبل توجهه عائدا الى بلاده الكويت بعد تحريرها وتنظيفها من قوات الغزو العراقي:
لولا اتخاذكم القرار الحكيم بالسرعة وأنا كمسؤول اقدر معنى اتخاذ هذا القرار وما ينتج عنه من مسؤوليات سواء تكون هذه المسؤوليات إيجابية أو سلبية.
ولكنكم ياخادم الحرمين الشريفين لم تتأخروا باتخاذ هذا القرار إيمانا منكم بأن العدوان العراقي الغادر على بلدكم الثاني الكويت انما جاء ليبرز اطماع حاكم بغداد ونواياه التوسعية ليس في الكويت وحدها وإنما أبرز نواياه للعالم اجمع عن نواياه التوسعية في دول مجلس التعاون.
فالحمد لله الحمد لله الحمد لله ان هذه المحنة التي عانى ولا يزال يعاني من هذه المحنة ابناؤكم هناك في الكويت نتيجة الاحتلال الغاشم للكويت انتهت.
عانوا الكثير من البطش وعانوا الكثير من التعذيب والبعض منهم عندما رفضوا التعاون مع السلطات العراقية وعندما أبوا الخضوع لتعليمات صدام العراق كان جزاء هذا البعض الإعدام.
ومع استمرار البطش ومع استمرار التعذيب ومع عمليات الإعدام اصروا على الرفض واصروا على عدم التعاون مع قوات العدو الغاشم لانهم أحسوا بأنهم ليسوا وحدهم في الميدان وانما هناك اشقاء لهم هبوا لمساعدتهم هبوا للوقوف معهم في معركة التحرير وفي معركة طرد الغزاة.
اقولها كمواطن كويتي وأقولها كمسؤول بأن ابناءك في الكويت رجالا ونساء وشيبا وشبابا لا يمكن لا في الحاضر ولا في المستقبل ينسون موقف الدول المجاورة بصفة عامة وموقف المملكة العربية السعودية الشقيقة ملكا وحكومة وشعبا.
لا ينسون هذا بصفة خاصة وان ما حصل من عدوان عراقي غاشم على الكويت تعلمنا منه الدروس الكثيرة وسوف تشهد العلاقات بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت في المستقبل القريب مزيدا من التعاون ومزيدا من التلاحم ومزيدا من وحدة الكلمة ومزيدا من وحدة الصف ومزيدا من التشاور في كل الأمور وفي كل الميادين اقتصاديا وعسكريا وسياسيا وأمنيا.
هذا الموقف لا يمكن ان ننساه, ان الكويت أميراً وحكومة وشعبا اتينا اليوم نحمل لكم ياخادم الحرمين الشريفين تحيات التقدير والشكر والثناء وكلنا ألسن تدعو الله سبحانه وتعالى ان يديم عليكم نعمة الصحة والعافية وأن يمد في عمركم ويوفقكم لما فيه خير ومصلحة الأمة العربية والإسلامية.
يومها توجه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله وشخص العلاقة المميزة التي تربط المملكة بالكويت فقد ارتجل حفظه الله الكلمة التالية التي وبعد مرور عشرة أعوام على المناسبة تجسد وتبرز الصور المضيئة التي اشعل قناديل فرحها أيده الله لتتوافق مع موجات السرور التي كان أهل الكويت يعيشونها بعودة بلادهم محررة إذ أكد خادم الحرمين الشريفين بعد ان حمد الله وأثنى عليه بعد تحرير دولة الكويت أكد حفظه الله لحقيقة الجغرافية والديمقرافية.
وما الكويت الا السعودية وما السعودية الا الكويت وهذا من قديم الزمان وليس شيئا جديدا.
ولكن اثبتت الايام والليالي ان البلدين بينهما ود واتصال لم تشبهما شائبة يوما من الايام وان زادت هذه الاحداث هذا الالتصاق والالتفاف وسوف تزيدها خيرا على ما كانت عليه من خير ولله الحمد.
وهذا منذ تاريخ الآباء والاجداد.
وما نحن الا سلسلة متصلة ولا اعني بذلك عائلة آل صباح وعائلة آل سعود ولكن عوائل الكويت وعوائل المملكة العربية السعودية.
ولعلي لا ابالغ اذا قلت انه لا تجد بيتا في الكويت الا وبينه وبين بيت آخر في المملكة العربية السعودية صلة نسب ولا يوجد بيت في السعودية الا وبينه وبين بيت آخر في الكويت نفس الصلة.
ولقد كانت الامور في السابق تسير وتأخذ وضعها الطبيعي.
ولكن هذه الاحداث المؤلمة التي جرحت الفؤاد ابرزت في الواقع ان العلاقات بين البلدين علاقات لها صفة القوة والمتانة والثبات التي كما تفضلتم وجدت عند شعبنا في الكويت رجالا ونساء قتل من قتل منهم في سبيل الله فهو شهيد ان شاء الله وثبت من ثبت منهم وهو لا يخشى الموت.
وهذا ما نراه دائما ونسمعه ان كان في الإذاعة او نعلمه ممن يتصلون بالكويت ويعودون الى السعودية ما بين وقت وآخر حتى في اصعب الاوقات وفي احرجها.
فأثبت الشعب الكويتي انه شعب استمات في سبيل امرين.
الامر الاول عقيدته الإسلامية والامر الثاني بلده ووطنه.
ان هذا الالتفاف الذي وجد بين الشعب الكويتي على مختلف طبقاته ومختلف نزعاته ومختلف اتجاهاته اثبتته الايام والليالي واثبتته الاجتماعات التي عقدت برئاسة سموكم في جدة وهنا وفي الطائف وفي كل مكان.
لم نجد كويتيا الا والتف حول حكومته وقادته وهذا يدل على العقل الراجح ويدل على حسن التفكير.
ومما سمعت وهذا قيل في الجرائد ان العراق حاول ان يتصل بكثير من الكويتيين على اساس ان يتساعد معهم او شيء مثل هذا.
وكان الرد اخسأ في مكانك وأنا كويتي,, انا كويتي قبل كل شيء وألتف حول حكومتي ووطني.
وهذا يدل على ان الخامة خامة نظيفة,, فنقول الحمد لله على قضائه وقدره وعلى ما حدث وهذا مقدر ان يحدث اردنا ام لم نرد.
واذا رجعنا الى التاريخ وجدنا ان مثل هذه الامور حدثت بشكل اكبر واقوى.
هل احد فكر يوما من الايام ان يتقابل للقتال علي بن ابي طالب رضي الله عنه ومعاوية بن ابي سفيان كاتب الوحي.
اذاً ما دام ان هذا حدث في اقرب الاوقات الى رسول الله وبعد ان برزت العقيدة الإسلامية في اطارها الحقيقي فالاحتمالات موجودة.
ولكن مع الفارق الكبير بين إنسان اراد ان يبتلع دولة ويبتلع الدولة التي تليها وهي المملكة العربية السعودية وكان في اعتقاده بطبيعة الحال وما هو مفهوم واتضح في الاخير انه يريد ان يستولى على الكويت والسعودية والبحرين وقطر ودولة الإمارات وعمان.
وقيل هذا بشكل واضح جدا انه يريد ان يكون في الجانب الجنوبي هو الشخص الرئيسي في العمل.
وقيل اكثر,, انه بعد هذا يلتف الى الاردن والى سوريا والى لبنان وبعدها يمتد الى وضع آخر.
والحمد لله على ان اعتقاده تحطم وربما هذا في صالح العراق.
والامل قوي الذي نعتمد عليه نحن بعد الله هو ان يدرك الشعب العراقي تماما ان الطغاة الذين بهذه الطريقة لا يستطيعون تطوير بلد او الوصول ببلد الى بر الامان.
هاتان الكلمتان التاريخيتان تظهران مدى الترابط والتكامل بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت وتترجمان المدى الكبير للوفاء السعودي والتقدير الكويتي الذي لا تحده الكلمات الذي عبر عنه سمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح, ولقد اجمع المراقبون في وقتها على ان عملية غزو العراق للكويت اكدت قدرة الاسرة الدولية على الالتفاف حول الشرعية المتمثلة بالامم المتحدة وتعزيز دور المنظمة الدولية للعمل من اجل فرض احترام قراراتها والتصدي للغزو والعدوان على القانون والاعراف الدولية باستخدام كافة الاساليب بما في ذلك الاساليب العسكرية كما جرى في حرب تحرير الكويت التي شاركت فيها اكثر من ثلاثين دولة.
ان من ابرز معالم التلاحم بين دول العالم للتصدي للغزو العراقي للكويت تلاقي مواقف الدولتين العظميين,, الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي,, منذ الايام الاولى للغزو العراقي وعلى امتداد اشهر الازمة في رفض هذا الغزو.
فبعد يوم واحد من الاجتياح العراقي للكويت التقى وزير الخارجية الامريكي مع نظيره السوفيتي واصدرا بيانا مشتركا كان الاول من نوعه بهذا الوفاق بين واشنطن وموسكو منذ نهاية الحرب العالمية الثانية واكدا من خلاله ادانة بلديهما المطلقة وبدون تحفظ للغزو العراقي للكويت وطالبا بضرورة انسحاب القوات العراقية المحتلة فورا من الاراضي الكويتية وبدون اي شروط.
واستمر التجانس والتطابق في مواقف واشنطن وموسكو على امتداد اشهر الازمة وخاصة خلال مناقشات مجلس الامن الدولي للازمة واستصداره لقراراته العديدة التي نالت وربما للمرة الاولى في تاريخ الامم اجماع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن.
كما استمر التوافق الدولي في مساندة العمليات العسكرية التي شاركت فيها قوات التحالف الدولي من اجل تحرير الكويت ووضع اسس النظام السياسي العالمي الجديد الذي يستند الى ضرورة احترام القوانين والاعراف الدولية في التعاملات بين الدول.
ويجمع المراقبون على ان صلابة مواقف دول التحالف وراء الأمم المتحدة يخلق أرضية جديدة في الساحة الدولية للعمل من أجل حل المشاكل الدولية الراهنة في إطار الشرعية الدولية والالتفاف حول قرارات ومبادىء الأمم المتحدة.
ويرى المتتبعون لمجرى التطورات التي شهدتها منطقة الخليج ان الأزمة التي شهدتها المنطقة وحرب تحرير الكويت أكدت صلابة التضامن ووحدة المصير بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والتي وقفت كلها وراء الكويت وشاركت بصورة فعالة في العمليات العسكرية في اطار التحالف الدولي.
ويشير المراقبون الى ان وقفة التضامن هذه لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وراء الكويت في محنتها اوجدت قناعة لدى العالم ان هذه الدول اصبحت اليوم قادرة على ان تضع اساليبها الخاصة بها لتحقيق وضمان الأمن والاستقرار لها بعد ان اتضح لدول مجلس التعاون الخليجي ان الأسرة الدولية تساندها وتقف وراءها في اطار الوفاق الدولي من أجل تقديم أية مساعدة لها لضمان استمرار الأمن والاستقرار في تلك المنطقة الحيوية والهامة جدا بالنسبة لأمن العالم بأسره ولأهميتها لمسيرة الاقتصاد العالمي.
وقد وقفت شعوب دول التحالف منذ بداية أزمة الخليج وراء قادتها في اتخاذهم للمواقف الصارمة سواء خلال العمل الدبلوماسي في إطار مجلس الأمن أو بعد ذلك فور قيام هذه الدول بعمليات عسكرية لتحرير الكويت تنفيذا لقرارات مجلس الأمن بعد ان رفض النظام العراقي الاستجابة لنداءات الأمم المتحدة والأسرة الدولية بالانسحاب من الكويت.
وظهر هذا التأييد الشعبي من خلال نتائج استطلاعات الرأي العام في كل من الولايات المتحدة وفرنسا وهما أكبر دولتان من دول الغرب شاركتا بالجهود الدبلوماسية والعمليات العسكرية في إطار التحالف الدولي لتحرير الكويت,, حيث سجلت استطلاعات الرأي العام وقوف الغالبية العظمى من الفرنسيين والامريكيين وراء قيادتيهما اضافة الى تضامن المسؤولين السياسيين من المعارضة والأغلبية الحاكمة في البلدين وراء قيادتها ومواقفها الحازمة في إطار التحالف الدولي من أجل تحرير الكويت.
وهناك اجماع على ان صدام حسين أصبح اليوم رئيسا لا يمكن القبول به في إطار المجتمع الدولي وأنه لا يمكن للعراق ان يستعيد مكانته في الساحة الدولية بصورة اعتيادية ما دام صدام حسين في السلطة.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved