أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 2nd August,2000العدد:10170الطبعةالاولـيالاربعاء 2 ,جمادى الاولى 1421

الاولــى

وزيرة الخارجية الأمريكية في مقال تنشره الجزيرة
صدام اختار تحدي الأمم المتحدة ومواصلة بناء قواته
* * واشنطن خاص بالجزيرة:
قالت وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين اولبرايت في مقالة لالجزيرة انه كان أمام صدام في العشر السنوات الماضية خيار الامتثال لمتطلبات الأمم المتحدة، والكف عن أن يشكل تهديداً عسكرياً لجيرانه، وإنهاء عزلة شعبه، وتمكين العراق من أن يصبح مرة أخرى بلداً طبيعياً ممتثلاً للقانون .
وأضافت: انه بدلاً من ذلك رفض بعناد أن يتبع هذا السبيل, واختار أن يتحدى الأمم المتحدة، ويعيد بناء قواته العسكرية إلى المدى الذي يستطيعه، ويستغل معاناة المدنيين العراقيين لكي يكسب عطفاً لرفع العقوبات .
وزادت أولبرايت: لقد تغير الكثير منذ 2 آب/ أغسطس عام 1990، لكن لا يزال هناك شيء ثابت، ألا وهو نفاق صدام حسين الوحشي، فضحاياه تشمل جيرانه العرب، والأكراد العراقيين والشيعة، والمعارضين السياسيين، بل ومواطنيه أنفسهم, انه يريد من العالم أن ينسى ما جرى قبل عشر سنوات، وأن يتجاهل مراوغاته في العقد الذي أعقب ذلك، لكننا يجب ألا نفعل ذلك .
وقالت: علينا أن نكرم ذكرى أولئك الذين ماتوا نتيجة اعتداء صدام بتعهدنا ألا نسمح له بأن يتكرر, وعلينا أن نحافظ على تصميمنا على رفع الحصار الذي فرضه صدام على الشعب العراقي, وعلينا أن نعمل جاهدين من أجل اليوم الذي سيحل بالتأكيد عندما نستطيع ان نرحب بعودة العراق كمشارك وشريك كامل في المجتمع الدولي .
وفيما يلي نص المقالة التي تنشرها صحيفة الحياة متزامنة مع الجزيرة:
قبل عشر سنوات من الآن، انتهك صدام حسين القانون الدولي ونكث بالتعهدات التي قطعها للقادة العرب بقيامه بغزو الكويت بصورة وحشية, وقد شهد العالم كيف قامت الدبابات والجنود والمروحيات العراقية باعتداء غير مستفز على دولة عربية مجاورة.
وقد ارتكب النظام العراقي أثناء الغزو والاحتلال الذي تبعه فظائع منتظمة ضد الشعب الكويتي، فاستخدم التعذيب والتشويه والاغتصاب والقتل أسلحة ترهيب وارهاب متعمدين ونهبت القوات العراقية المتاحف والشركات والمنازل الكويتية, كما سلبت صناعات الكويت، وأتلفت بيئتها، وأخذت الآلاف من مواطنيها رهائن.
ورد العالم على غزو صدام حسين بوحدة وتصميم لم يسبق لهما مثيل تقريباً.
وصوت مجلس الأمن الدولي بفرض حظر على التجارة مع العراق, وقدمت أكثر من عشرين دولة بما فيها دول عربية كثيرة جنوداً أو موارد أخرى لردع وقوع المزيد من الاعتداءات, وأعلن الرئيس بوش ان احتلال الكويت يجب ألا يصمد.
وقد استكشف العالم على مدى ستة أشهر عدة وسائل دبلوماسية لحل الأزمة, ووافق مجلس الأمن على سلسلة قرارات تحض العراق على الاستجابة للأعراف الدولية, وحث الأمين العام وغيره من القادة الدوليين صدام حسين على سحب قواته إلى داخل الحدود العراقية, واجتمع وزير الخارجية الأمريكية جيمس بيكر مع نظيره العراقي في جهد أخير للحيلولة دون نشوب حرب.
لكن صدام حسين رفض التراجع عن سلسلة تهديده ووعيده وكذلك أكاذيبه أو عن الأرض التي احتلها جنوده بوحشية وبصورة منافية للقانون, وحيث لم يكن هناك خيار آخر، سدد الائتلاف الذي تجمع ضربته وحرر الكويت.
وكان يمكن لنهاية الحرب أن تكون بداية تعافي العراق واعادة اندماجه في الأسرة الدولية، فكل ما كان مطلوباً هو أن يلبي صدام حسين المتطلبات التي أصر عليها مجلس الأمن, وقد صممت هذه لا لمعاقبة العراق، بل لمنع تجدد الاعتداء، ومعرفة مصير أكثر من 600 كويتي فقدوا بعد أن جرى اختطافهم من قبل القوات العراقية أثناء الحرب.
ولو أن بغداد وفت فقط بهذه الالتزامات، لكانت عقوبات الأمم المتحدة الاقتصادية رفعت منذ أمد بعيد, لكن عوضاً عن ذلك، عمد صدام إلى الكذب تكراراً على مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة وسعى إلى اخفاء قدرته على بناء أسلحة دمار شامل والإبقاء عليها.
ونتيجة لذلك استغرقت عملية الكشف والتفتيش والرقابة على الأسلحة العراقية المحظورة التي طلبتها الأمم المتحدة، والتي كان ينبغي ان تستمر شهوراً فقط للتثبت، عدة سنوات عوضاً عن ذلك ولا تزال غير مكتملة.
وهذا يوضح الخيار الأساسي الذي كان لدى صدام طيلة الأعوام العشرة الماضية, كان لديه دائماً خيار الامتثال لمتطلبات الأمم المتحدة، والكف عن أن يشكل تهديداً عسكرياً لجيرانه، وانهاء عزلة شعبه، وتمكين العراق من أن يصبح مرة أخرى بلداً طبيعياً ممتثلاً للقانون, لكنه رفض بعناد أن يتبع هذا السبيل.
لقد اختار عوضاً عن ذلك أن يتحدى الأمم المتحدة، ويعيد بناء قواته العسكرية إلى المدى الذي يستطيعه، ويستغل معاناة المدنيين العراقيين لكي يكسب عطفاً لرفع العقوبات.
وهذا هو السبب في أن صدام عارض هذه المدة الطويلة الجهود التي بذلت بقيادة الولايات المتحدة لانشاء برنامج النفط مقابل الغذاء لتخفيف تأثير العقوبات على الشعب العراقي, وهو السبب في أنه اختار أن يبدد موارد العراق المحدودة على بناء أكثر من 70 قصراً جديداً لنفسه ولأصدقائه المقربين، بدلاً من أن ينفقها على صحة وتعليم الأطفال العراقيين,, وهو السبب في أنه سعى بلا هوادة لتصوير نظامه على أنه الضحية، بدلاً من الاعتراف بأن معاناة العراق هي نتيجة اعتدائه، وكذبه وطموحه الذي لا يرحم.
وما زال صدام يعتقد أن استراتيجيته ستنجح, انه مصمم على الاستمرار في سحق أية اشارات على وجود معارضة داخل العراق, وهو يراهن على أن ينسى المجتمع الدولي استخدامه السابق للأسلحة الكيميائية، واستعداداته على اطلاق رؤوس حربية حاملة اسلحة بيولوجية، وجهوده لبناء اسلحة نووية.
وهو يشعر بالتشجيع من نجاحه في اغراء بعض الحكومات والمنظمات غير الحكومية بقبول حججه الماكرة, انه يأمل بأن تزداد معاناة شعبه سوءاً، كي يزداد الضغط من أجل رفع العقوبات، وتبدأ المداخيل التي يحتاجها لاعادة بناء أسلحة الدمار الشامل لديه في التدفق مرة أخرى.
والمشكلة بالنسبة إلى صدام هي أن الحقائق ليست إلى جانبه, فعقوبات الأمم المتحدة لم تمنع قط أو تحد من كمية الغذاء أو الدواء التي يستطيع العراق استيرادها, وقد توسع الآن برنامج النفط من أجل الغذاء إلى حد أن الحكومة العراقية تقول إنها تنوي ان تصدر في نهاية العام نفطاً يفوق ما صدرته قبل حرب الخليج.
ونتيجة لذلك، ازدادت كمية الأغذية المتوفرة للمدنيين العراقيين زيادة جوهرية, وفي شمال العراق، الخاضع للعقوبات ولكن ليس لسيطرة حكومة صدام المضللة، باتت نسبة الوفيات بين الأطفال الآن أدنى مما كانت عليه قبل عشر سنوات.
وبالاضافة إلى ذلك، خصصت حكومة كلينتون مزيداً من الموظفين لعملية معالجة طلبات التصدير المتصلة بالعقوبات في الأمم المتحدة، كي يتسنى شحن السلع المشروعة دون تأخير بيروقراطي لا مسوّغ له.
لقد تغير الكثير منذ 2 آب/ أغسطس عام 1990، لكن لا يزال هناك شيء ثابت ألا وهو نفاق صدام حسين الوحشي, فضحاياه تشمل جيرانه العرب، والأكراد العراقيين والشيعة، والمعارضين السياسيين، بل ومواطنيه أنفسهم, انه يريد من العالم أن ينسى ما جرى قبل عشر سنوات، وان يتجاهل مراوغاته في العقد الذي أعقب ذلك، لكننا يجب ألا نفعل ذلك, علينا أن نكرم ذكرى أولئك الذين ماتوا نتيجة اعتداء صدام بتعهدنا ألا نسمح له بأن يتكرر.
وعلينا أن نحافظ على تصميمنا على رفع الحصار الذي فرضه صدام على الشعب العراقي، وعلينا أن نعمل جاهدين من أجل اليوم الذي سيحل بالتأكيد عندما نستطيع ان نرحب بعودة العراق كمشارك وشريك كامل في المجتمع الدولي.
تصدر نشرة واشنطن عن مكتب برامج الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية الأمريكية، وعنوانه على شبكة الويب: http:\\ usinfo. state.gov

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved