أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 2nd August,2000العدد:10170الطبعةالاولـيالاربعاء 2 ,جمادى الاولى 1421

محليــات

مستعجل
معمعة اسمها الإعلام,.
عبدالرحمن سعد السماري
لو ذهبت إلى أي مكتبة أو أي نقطة توزيع صحف,, لوجدت نفسك أمام كوم هائل من المطبوعات المختلفة الأشكال والتخصصات والمصادر,.
تجلس أمام هذا الكوم وتحتار,, ماذا تشتري وماذا تأخذ,, وماذا تحتاج؟
هذا ,, غير الصحف التي تصل من خلال اشتراكك الشخصي,.
بالفعل,, تحتار,, ولكنك تحت وطأة عشقك لهذه الاصدارات,, تسحب هذه وتلك والأخرى,, ثم تقف عند آلة الحساب فيقول لك,, هات مائة ريال أو أكثر,, وتأخذ معك كوم صحف ومجلات في كيس كبير,, وعند وصولك للبيت تحتار مرة أخرى,, ماذا تقرأ,, وماذا تترك,, لأن الوقت يمضي بسرعة,, ولأن الوقت متشعب مابين عبادات وأعمال وأكل ونوم والتزامات ومسؤوليات عملية ومسؤوليات أمام الأولاد وراحة وأمور أخرى,, فماذا بقي إذاً لقراءة هذا الكوم الكبير؟!
لتجد نفسك في الأخير وقد تركت نصف أو ثلاثة أرباع هذه البضاعة التي اشتريتها من الصحف والمجلات دون حتى مجرد اللمس,, عوضاً عن أن تتصفحها مجرد تصفح,.
ومع اعترافك بعجزك وفشلك حتى في اللف عليها ولو مجرد لفة سريعة,, فإنك تكرر الشراء بشراهة,, مرات ومرات ومرات,, دون أن تأخذ الدرس من فشل سابق.
ويذكرني هذا,, بحال بعض الأشخاص المبتلين بالمحطات الفضائية عندما يجمع فوق سطح منزله عدة دشوش يستقبل حوالي ثلاثمائة محطة فضائية أو أكثر,, دون أن يسأل نفسه,, كيف سيشاهد أكثر من ثلاثمائة محطة,, وأين الوقت,, إذ لو خصص لكل محطة دقيقة واحدة لاحتاج إلى ثلاثمائة دقيقة خمس ساعات حتى يلف عليها ولو مجرد لفة .
نعم,, نحن في عصر الاعلام,, وعصر الانفتاح,, وعلينا أن نتوقع المزيد والمزيد من هذه القذائف الاعلامية سلباً وإيجاباً وكان الله في عون الأجيال اللاحقة,, التي سترضع من هذا الاعلام,, إنها معمعة اسمها,, الاعلام,,.
** للقراء الاعزاء
بعد موافقة أستاذنا الكبير رئيس التحرير,, فإن هذه الزاوية ستغيب بعض الأيام فقط,, من أجل استراحة قصيرة ومراجعة للحسابات وللنفس,, ومن أجل محاولة العودة بروح أخرى ونفس آخر.
إنني أجزم,, أن كل كاتب وكل عامل مهما كان,, في حاجة إلى محطة يستريح فيها ويلتقط أنفاسه,, ويعود مرة أخرى بروح أخرى.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved