أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 2nd August,2000العدد:10170الطبعةالاولـيالاربعاء 2 ,جمادى الاولى 1421

عزيزتـي الجزيرة

لا ياسليمان النقيدان
كتب سليمان محمد النقيدان بجريدة الجزيرة العدد 10158 الصادر بتاريخ 19/4/1421ه عن المجالس الشعبية والمضافات قديما وحديثا وقال: (,,, الشيخ عبدالرحمن البازعي بالجوف فتح ثلاث مضافات في آن واحد، مضافة للحضر، ومضافة للبدو، ومضافة لعقيل خاصة) الى ان قال: (فازدهرت بلدة الجوف في عهده، وبث فيها روح النشاط والحركة، فلما غادرها الى الرياض خمدت نارها، وشلت حركتها، وتحولت الى شبه مكان خال يمر بها المسافر وهو منطلق دون توقف) ويقول: (قال احد العقيلات من قصيدة له وكأنه يرثي لحال جماعته والناس الذين كانوا يترددون عليها:


الجوف عقب البازعي تقل خالي
لو فتحوا فيه الجوافا الدكاكين
ماكن فيه من المخاليق والي
عندي وكل له محبة وتقنين

الى آخر القصيدة، وقد اخذت منها ما نحن بصدد مناقشته الآن.
فأقول: ان الجوف كانت ومازالت مزدهرة بأهلها وقد اطلق عليها اسم (وادي النفاخ) لكثرة ما يقدم اهلها للضيوف من صنوف الاكل في وقت كانت فيه الجزيرة العربية تعاني من الفقر المدقع، وذلك قبل توحيدها بقيادة المغفور له الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، فاذا جاء الضيوف الى الجوف ضامرة بطونهم جياعاً لا يلوون على شيء من الطعام, فانهم لا يغادرون الجوف الا وبطونهم منتفخة من الطعام الذي يقدم إليهم بمجالس ومضافات اهل الجوف وهذه الحقيقة لم تعد خافية على احد، والنقيدان نفسه يعلمها حقا, ثم الم يطلع النقيدان على كتاب معالي الشيخ عبدالرحمن السديري امير منطقة الجوف السابق عن الجوف الذي اسماه وادي النفاخ ,؟ لكنه قد يكون كتب ما كتب تحت مؤثرات تعتلج بنفسه منذ تاريخ ظهور القصيدة التي اشار اليها حيث اراد الانتصار ولو متأخرا لصاحبه ورفيق صباه الشاعر,!
والا فمتى كان ازدهار او تخلف اي بلد وانطفاء ناره مرتبطاً بمضافة شخص ما؟ ولنا ان نسأل النقيدان هل انطفأت نار قبيلة عنزة بموت الشيخ تركي بن مهيد مصوت بالعشاء يرحمه الله؟ وهل انطفأت نار اجا وسلمى بموت حاتم الطائي، مع انعدام الشبه بين اولئك وهذا!؟
نحن نعرف ان عبدالرحمن البازعي كريم ولكن من المؤكد انه لو كان حيا لكان اول المنتقدين للنقيدان على هذا الوصف المبالغ فيه والذي ربطه بالاساءة الى اهل الجوف.
ان كان لاي شخص ان يمدح من يحب كيف يشاء فليس له الحق ان يجعل مديحه على حساب الآخرين ومحاولة النيل منهم ارضاء لرواسب احساسات لا يعلمها الا الله فان لم يستح من ذلك فعلى الاقل عليه ان يخشى على حظه من الظلم، ولولا ضيق المجال لضمنت مقالتي هذه عشرات الروايات وعشرات القصائد التي تروي وتتغنى بكرم اهل الجوف ممن هم ليسوا من اهل الجوف.
اما الشاعر الذي اورد النقيدان قصيدته فهو لا يعد من العقيلات لان هذه الصفة لا تطلق الا على التجار المتجولين بين نجد والشام ومصر اما هذا الشاعر فهو مقيم بالجوف جاء اليها ففتح الله عليه ابواب الرزق فجمع مالا هو الاساس لثروته فيما بعد، مثله في ذلك مثل العديد من الذين اتوا الى الجوف هروبا من شظف العيش في ذلك الزمان وطلبا للرزق بالجوف المزدهر، وعندما استغنوا عادوا لبلادهم ومنهم من بقي بالجوف الى اليوم يحفهم اهل الجوف بكرمهم ويحيطونهم بإخوتهم.
واخيرا يعلم الله انني لست راغبا في مثل هذه المقالة فالمطلوب ذكر محاسن الموتى لا هناتهم، ولكن النقيدان سامحه الله ابى الا ان ينبش القبور.
محمد سليمان الشاعل

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved