أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 2nd August,2000العدد:10170الطبعةالاولـيالاربعاء 2 ,جمادى الاولى 1421

وطن ومواطن

العمدة في حفر الباطن رمز للمعاناة
يتعب الانسان كثيرا حينما يوجه للعمدة للختم والتوقيع على معاملة ما، يقف ليسأل نفسه عدة اسئلة اهمها: أين سيجد السيد العمدة؟ ومتى؟ وما نفسيته؟ وهل سيوقع أم لا؟ فهل سيجده في مكتب العمد؟ ام في البيت؟ أم يعمل في مكان آخر )Over time( لأن لديه من الوقت ما يسمح له بمزاولة مهنة اخرى.
يأخذ المراجع أوراقه متجها للعمدة وهو لا يعلم هل ستمكث عنده ساعة أم يوما أم أسبوعا أم أكثر وربما فقد بعضها لكثرة تردده على من لا يحكمه زمان، ولا تهمه معاناة إنسان,
يدخل المكتب المخصص للسادة العمد فلا يجد سوى واحدا من الكل هذا ان وجد، وقد ازدحمت عليه الطوابير حتى تكاد لا تراه من بينهم، فلا ترى سوى الاوراق تلوح بأيديهم، ونظرات التعب والفرح بأعينهم، تعب مضن من اثر الرحلة الشاقة في سبيل البحث عن السيد المذكور، والعالم الدكتور، وفرح من جراء لقائه السعيد، ومحياه البهيج, في البداية تدعو له على اخلاصه في العمل لكنك ما تلبث ان تسمع كلاما يطرق طبلة الاذن وبقوة فهناك من يقول: الحمد لله اخيرا وجدناه بعد يومين، وهناك من يقول الحمد لله وجدناه بعد اسبوعين,, وهناك من عاد بخفي حنين لأنه لم يحظ بالقبول من السيد العمدة حتى وان كان من سكان الحارة ربما لأنه لا يدير تجارة، وليس مسؤولا في إدارة, والعذر في ذلك أنه لا يعرفه، ولم يمر عليه اسمه, فكيف يتشرف بمعرفة العمدة؟
تسأل عن السيد العمدة فيقال لك من زملاء العمل إنه سيأتي عند الساعة الحادية عشرة او الثانية عشرة (حدثت معي عدة مرات فو الله لم نظلمهم)فبالله عليكم اي عمل يبدأ عند هذه الساعة؟ ألا ينم ذلك عن الاهمال وعدم الجدية في العمل؟,, تذهب ثم تعود عند الوقت المحدد فلا تجده ثم يقال لك ثانية: ربما تجده في بيته, تذهب وتطرق الباب، متخذا الاسباب، داعيا رب الارباب ان تجد من سلمت اليه الرقاب.
لأنه وضع لك تاريخ من مرجع المعاملة وقد انتهى، وانت تبحث عن رفيع المستوى، ومن لديه الاهمال والجدية سواء، وأنت تحمل أوراقا لو نطقت لقالت كفى، فيخرج اليك من يخبرك بأن السيد العمدة مسافر منذ فترة تعود لتسأل نفسك لماذا يخبرني زملاء العمل بأنه حاضر وهو مسافر؟ فهل هذا من باب تعاون الاصدقاء، والتستر على الاخلاء، فإن كانوا كذلك فهم حقا اوفياء, أخيرا اتمنى ان تكون هناك مراقبة صادقة وحساب رادع لهؤلاء العمد كما اتمنى منهم أنفسهم ان يقوموا بعملهم على اكمل وجه مراعين الله بهؤلاء المراجعين الذين كم تفطرت اقدامهم واحترقت جلودهم من لهيب الشمس الحارقة صيفا، ومن برودة الجو القارس شتاء وهم يبحثون عنهم، وكم تجاوزت معاملاتهم التاريخ المحدد ولم تحظ وتتشرف بختم العمدة وتوقيعه.
مناور الظفيري
حفر الباطن

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved