أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 3rd August,2000العدد:10171الطبعةالاولـيالخميس 3 ,جمادى الاولى 1421

مقـالات

بوح
القناعة
إبراهيم الناصر الحميدان
يتجه العالم في هذه المرحلة إلى أسلوب طبيعي بعد أن حصد العلم مواقعه لم يكن يحلم بها لولا توالي التجارب والأبحاث, والأسلوب الذي أعنيه هو الاتجاه نحو تعميق الثقافة وجعلها منطلق التحاور والتنافس, وإذا كان للعولمة مقاصدها هي الأخرى في فرض سلوك معين فهذا لايمنع من اختلاط الأوراق والخروج من دائرة السرب, وليس من السهولة في هذا الجو الثقافي العابق بمختلف الروائح أن ينصب الميل على مصدر واحد, إذ أن التعددية كانت دائما هي الأصل ولولاها لتجمد الفكر عند نقطة واحدة لايبرحها ولهذا قيل بأن الانسان لايستعمل من قدراته الفكرية سوى أقل من نصف إمكانياته, وهذا يعني بصريح العبارة أن القطار الذي يحمل تراكمات الفكر من محطة إلى أخرى بين طالع وهابط يبقى في حوزة الاختلاف على مدى سيره وحتى يقضي الله أمراً كان مفعولا,, فالنهاية ليست واردة في ذهن أي كائن لأنها مجهولة بكافة المقاييس طالما نحن نسير بإرادة تفوق تصورنا, وهنا يبرز دور عامل مهم ونعني به القناعة الفكرية, إذ إننا جميعا حين نمتطي ذلك القطار فلنا بطبيعة الحال وجهة تتحكم بها ظروف واقعنا ومانستهدفه كمرحلة تالية قد تتحكم بها القدرات وطبيعة المرحلة، فالقوانين الوضعية إنما تنبثق من تصورات محددة ولهذا يصعب أن تتلاقى الطموحات الفكرية وإن لم تتوقف الآمال التي قد تكون سرابية أحيانا,, وعلى سبيل المثال طالب العلم تختمر في رأسه العديد من الطموحات على أمل بلوغها ذات يوم, وهي بالنسبة للأذكياء لاتقف عند نوع محدد من التحصيل العلمي إذ هناك دائما ماهو ابعد مما تحقق بتفجر القناعة وليس الاقتناع, وحتى أكون واضحا فقد اصبحت القناعة اليوم تعني الحجر على الامكانيات واجترار الطموح المتآكل, ولهذا السبب نرى حرب التنافس لاتقف عند حد معين إنما هي مشتعلة بضراوة على اعتبار ان النتيجة المستهدفة ليست في حوزة اي طرف إنما هي طليقة في الميدان والجميع يحرك قدراته حتى يظفر بها لكونه يعتقد بأن مؤهلاته هي الاقرب لصيد ذلك الغزال الشارد.
وحتى لا نوغل كثيراً في الخيال نتراجع إلى مانتوخاه للغد من خلال الطموح المتواضع فردياً حيث أن كل واحد منا يجد في طريقه بعض العقبات وهويخطط للتطلعات من خلال القناعة فيحسب بأن العدة التي يملكها أوقدراته تفوق مابحوزة غيره، فإن كان صلب الرأي يحتمل ماقد يواجهه فسوف لن يتوقف طموحه أوقناعاته عند حد معين بعكس الخامل المتواكل الذي يرضى من النصيب الأقل ثم يردد بعض الأمثلة التي تحض على التسليم ورفع اليد على ماقسم له لأنه يفضل الراحة على استمرار التنافس, ولله في خلقه شئون.
* للمراسلة ص,ب: 6324 الرياض 11442

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved