أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 3rd August,2000العدد:10171الطبعةالاولـيالخميس 3 ,جمادى الاولى 1421

مقـالات

ترانيم صحفية
فضائيات + إنترنت + (تفكك أسري)؟؟
نجلاء أحمد السويل
لا شك أن كثيراً من الأمور التي نستخدمها في حياتنا هي سلاح ذو حدين فإن أحسنا الاستخدام لها عادت علينا بنتائج ايجابية وان نحن أسأنا استخدامها عادت علينا بنتائج سلبية ويتحمل الفرد عادة عواقب سلوكياته فسابقاً دخل إلى مجتمعنا التلفاز والهاتف والمذياع وغيرها وكل له سلبياته وايجابياته والآن اقتحم الجوال ومعه القنوات الفضائية والإنترنت وكل أيضاً له سلبياته وإيجابياته ويظل العقل هو الذي يرشد الفرد إلى ما يرقى به كإنسان أو يرميه في الحضيض ليكون من عداد الحيوانات, والتحدث عن القنوات الفضائية أمر قد سبق التحدث عنه من قبل العديد من الكتاب والصحفيين والأدباء إلا أن الوضع ليس عابراً حتى نتحدث قليلاً ثم نصمت بل ان هناك من السلوكيات الأسرية ما يثير الألم ويحرق الوجدان حرقاً عندما نرى أن القنوات الفضائية تقتحم بعض المنازل دون وعي أو إدراك للدين وما يحويه من قيم وأخلاق ويزداد الأمر سوءاً عندما تكون المعادلة تفكك أسري + قنوات فضائية فنرى الأب في واد والأم كذلك أما الأطفال فهم في المنزل مع الخادمة يتوج جلستهم فلم أو برنامج سخيف يخل بالأدب والأخلاق والخادمة ليس لها إلا أن تشاركهم المشاهدة هذا ان لم تشجعهم على ماهو أكثر سوءاً وفساداً, إن كثيرا من البرامج التي تعرضها المحطات الفضائية هي تدخل إلى مجتمعنا من الأفكار والسلوكيات ما كنا لا نعرفه ولا نعلمه بل نسمع به سماعاً لدى الدول الغربية فقط !! فيكفي ان نسمع عن تشجيع الانحراف والشذوذ وغيرها ولكن بصورة خفية وغير مباشرة والمراهقون كل ما عليهم إلا أن (يفزروا) أبصارهم فيما يفتح أذهانهم على الفساد هذا أمر ناهيك عن (الإنترنت) الذي اصبح الشباب يدفعون ما أمامهم وما خلفهم لسد الفواتير التي تذهب في سلبيات هذا الاختراع بل والأدهى والأمر هو أن تجد أن من يمارس مثل هذه السلوكيات ويبحث عنها هم رجال قد تعدت أعمارهم الخمس والثلاثين أو الأربعين سنة أو حتى ما فوق الخمسين فلقد أصبح الرجل منهم لا يخجل حتى من الشيب الذي انتثر في وجهه الأمر الذي قد يؤدي إلى اهتزاز المنزل وعدم استقراره أكثر من السابق!!
وهنا أتساءل لماذا نحن مجتمعات تبحث فقط عن السلبية لماذا لا نحاول أن نكون أكثر وعياً؟ فنحن يجب ألا نرفض ما يدخل إلينا ولكن يجب أن نختار ما يتماشى مع مجتمعنا فنحن لدينا دين يوجهنا ولدينا أطفال أصبحت مسؤوليتنا اليوم في هذا العالم المعاصر صعبة جداً فالمحطات الفضائية قد تزيدنا علماً ومعرفة ولكننا نبحث عن السيىء والإنترنت و الجوال لهما ايجابيات ولكن شبابنا يبحث عن السيىء ,, لماذا؟ هل العيب فيما يأتي إلينا أم العيب في سوء تربيتنا لأبنائنا أعتقد أننا نحتاج إلى بناء حصانة داخلية قوية في نفوس أطفالنا وتظل هذه مسؤوليتنا نحن فقط وليس مسؤولية العالم فلندرك ماذا يجب أن نعرض في منازلنا وما يجب أن نتجنب ولنعلم أبناءنا كيف يعون الإيجابية بأنفسهم وينتقونها وإذا حرصنا على ذلك فلا خوف بإذن الله من شيء !! فيجب ألا نهرب من هذا العبء المهم والذي هو من واجبنا أولاً وأخيراً,.
*عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود
(قسم علم النفس)

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved