أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 3rd August,2000العدد:10171الطبعةالاولـيالخميس 3 ,جمادى الاولى 1421

المجتمـع

د, الفاخري استشاري الربو والحساسية لـ الجزيرة
التلوث البيئي واستعمال المواد الكيماوية في المواد الغذائية وراء انتشار الحساسية
في منازلنا أكبر خطر يهدد أطفالنا
* حوار: رياض العسافي
تعد الحساسية من أبرز أمراض العصر واكثرها إزعاجا لراحة الانسان إذ إنها مرتبطة بالمدينة وتقدمها عن هذا المرض يتحدث لنا بالتفصيل الدكتور صالح الفاخري استشاري أمراض الربو والحساسية من خلال الاسطر التالية.
انتشار المرض في مجتمعنا
** نود أن تحدثنا بداية عن أمراض الصدر والحساسية ومدى انتشارها في المجتمعات العربية عموماً والمجتمع السعودي على وجه الخصوص.
تعتبر أمراض الجهاز التنفسي والحساسية من أكثر الأمراض انتشاراً في العالم خاصة في فصل الشتاء أو في أوقات تغير فصول السنة، وتتفاوت حالات أمراض الجهاز التنفسي من الخفيفة إلى المتوسطة إلى الشديدة، وإذا علمنا أن الجهاز التنفسي يبدأ من الأنف ويشمل البلعوم والحنجرة والقصبات والقصيبات الهوائية والحويصلات الهوائية أدركنا أسباب كثرة أمراض الجهاز التنفسي، فإن أي عارض يحدث في أي من هذه الأعضاء أو بعض منها أو كلها يعني وجود مرض في الجهاز التنفسي.
ولاشك أن نزلات البرد والتهابات الجهاز التنفسي العلوي هي أكثرها، وبما أن المجتمع العربي عامة والمجتمع السعودي خاصة يتصف بالتماسك وقوة الروابط الأسرية إذ إن الأسرة الواحدة تتألف من عدد كبير من الأفراد خاصة الأطفال والشباب فإن ذلك يساعد على كثرة أمراض الجهاز التنفسي إذ إن نسبة العدوى وانتقالها من شخص أو أشخاص مصابين الى آخرين أصحاء كبيرة، أما أمراض الحساسية فهي في ازدياد حيث وصلت نسبة الاصابة بأمراض حساسية الصدر الى اكثر من 15 في المائة في المملكة ، ويقوم حالياً عدد من جامعات المملكة بدعم من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بدراسة مدى وأسباب انتشار الحساسية خاصة الصدرية بين طلبة وطالبات المدارس بين سن 7 16 سنة وتتولى جامعة الملك سعود ممثلة بكلية الطب بتغطية مدينة الرياض
وجود حيوانات في المنزل ضار
** ماهي أسباب انتشار الحساسية، وهل لمناخنا علاقة في ذلك؟
آلية حدوث الحساسية الصدرية الربو على وجه الدقة غير معروفة بالتحديد ولكن هناك مجموعة من العوامل والمؤثرات التي تؤدي الى ظهور أعراض الربو في الشخص الذي لديه قابلية للحساسية نتيجة عدة عوامل منها على سبيل المثال العامل الوراثي والعوامل المناعية أو الهرمونية وغيرها، كما أن وجود هذه المسببات كلها أو بعضها أدى إلى انتشار الحساسية وزيادتها ليس في المملكة فقط بل في العالم أجمع، ولتسهيل وتبسيط مسببات الحساسية ليسهل على القارئ الكريم فهم هذه المسببات,, قسمناها الى قسمين: - حساسيةخارجية:
وهي تصيب جميع الأعمار خاصة الأطفال مابعد السنة الثانية من العمر.
- حساسية داخلية: وهي غير معروفة الأسباب على وجه الدقة وتصيب جميع الأعمار خاصة الأطفال الأقل من سنتين والكبار الذين تعدوا مرحلة الشباب أو الذين يعانون من مشكلات نفسية، لكن العوامل التي أدت الى ازدياد انتشار الحساسية فنذكر منها:
التلوث البيئي الناتج عن مخلفات المصانع والسيارات على شكل غازات أو مواد سائلة تلقى في الأرض الخلاء أو في مجاري المياه أو في مجرى الصرف الصحي.
ولاشك أن استعمال المواد الكيماوية بأنواعها المختلفة في المواد الغذائية من خضار وفاكهة ومعلبات وغيرها من مأكولات سواء عن طريق خلط هذه المواد الكيماوية في التربة والسماد والماء من اجل الحصول على منتج ذي مردود اقتصادي جيد أوعن طريق رش هذه المواد الغذائية بالمبيدات، كما أن تغذية الحيوانات والطيور التي يستهلكها الناس أو يستهلكون منتجاتها من بيض وألبان وأجبان وغيرها بالهرمونات أو المواد الكيماوية أومواد تحتوي على أدوية تساعد انتشار الحساسية, وهناك أيضاً النباتات وما ينتج منها من غبار ناتج من زهور هذه النباتات والأشجار وكذلك بذور النباتات لها دور في انتشار الحساسية، أيضاً هناك الغبار المنزلي وما يحويه من طفيل العث ومخلفاتهأو ما يسمى بعثة الموكيت والسجاد ، أيضاً مخلفات الحشرات خاصة الصراصير وغيرها من الحشرات الصغيرة وبقاياها لها دور كبير في انتشار الحساسية.
ومن العوامل التي أدت إلى ازدياد انتشار الحساسية وجود الحيوانات مثل القطط والكلاب والخيول والأغنام والإبل وما ينتج منها من مخلفات صغيرة جداً نستنشقها في الهواء والغبار الذي ينبعث منها,كما أن الغبار الذي يحمل جزيئات المواد المتفتتة يساعد على حدوث الربو وانتشار الحساسية,ومما لاشك فيه أن الالتهابات التي تصيب الجهاز التنفسي ولاسيما الحنجرة والقصبات والقصيبات الهوائية بسبب الفيروسات أو البكتريا أو غيرها لها دور بارز في حدوث وكثرة انتشار الحساسية.
أكثر من 200 نوع من العفن تهددنا
ويضيف د, الفاخري أن العفن من المسببات القوية للحساسية ويتواجد في البيوت والمزارع والحدائق والاستراحات ومن أمثال ذلك:
Aspergillus fumigatus
ويوجد في التربة الخصبة والخضار الفاسد والأزهار وبرك السباحة.
Cladosporium
ويوجد منه اكثر من 25 نوعاً ويتواجد في أوراق الأشجار خاصة في فصل الخريف، كما أن هذا النوع يستطيع أن ينمو في درجة 20 تحت الصفر، لذلك ينمو على الأكل الموجود في البرادات والثلاجات.
Mucor ويسمى غصن السكر حيث يهاجم المواد السكرية ويتواجد في الفاكهة والخضار الفاسد والحليب الحامض والمربى, Penicillium وهذا النوع من العفن يوجد منه حوالي 200 نوع ويتواجد في التربة على شكل مستعمرات أو غبار أخضر، أما في داخل البيوت فيكون على شكل بقع زرقاء وخضراء ويشاهد على الخبز والحمضيات كالبرتقال والتفاح ويعتبر من المسببات الرئيسية للحساسية, ولا يغيب عن أذهاننا تغيرات وتبدلات الطقس المفاجئة مثل الحرارة والبرودة فإنها تساعد على كثرة وانتشار الحساسية,ويضيف الدكتور الفاخري أن التجارب والدراسات أثبتت أن للمكيفات ولاسيما التكييف المركزي في المستشفيات والجهات الحكومية والمدارس وغيرها دوراً في ذلك حيث تكون مجاري الهواء كثيرة وبعيدة عن المولدات ومركز تبريد الهواء مما يؤدي الى تجمع بعض مسببات الحساسية وخروجها مع الهواء الذي نستنشقه، كما أن للغبار المنطلق من المصانع والمعامل ,أيضاً للأدوية دور فعال في حدوث الحساسية مثل الأسبرين والبنسلين والأندوفيناسين حيث تؤدي الى انقباض القصبات الهوائية, ويجب أن لا يغيب عن البال الدور المؤثر والمهم الذي يلعبه العامل النفسي في حدوث الحساسية وكذلك الإرهاق الجسمي والنفسي.
الشمس والهواء يساعدان على تنقية جو المنزل
*هل يقلل تعرض المفروشات والسجاد الى الشمس بشكل يومي من وجود حشرة الغبار داخل المنزل ؟
لاشك أن التهوية الجيدة ودخول الشمس الى الغرف وتعرض الأثاث لفترة للشمس والهواء تساعد كثيراً على تنقية الجو داخل المنزل وتنقية الأثاث من كثير من مثيرات الحساسية خاصة عثة السجاد والموكيت، لكن هذا لا يقضي عليها نهائياً، وإذا أريد القضاء عليها نهائياً فهناك مواد كيميائية تستعمل على شكل بودرة أو رغوة توضع على السجاد والموكيت لمدة 3 5 ساعات ثم تنظف بواسطة مكانس مزودة بفلتر وهذه الطريقة تقضي على العثة لمدة تتراوح من 6 إلى 8 شهور.
* هناك من لديهم أنواع من الحساسية المؤقتة فهذا من العطور وآخر من المكيفات وثالث من التوابل وغيرها الكثير، فهل الحساسية واحدة أو أن كلاً منها لديها تصنيف وطريقة للوقاية؟
ليس هناك حساسية مؤقتة، ولكن توجد حساسية لأنواع كثيرة من المؤثرات أو المهيجات للجهاز التنفسي قد يكون شيئاً واحداً أو عدة أشياء مجتمعة، كما أن ردة الفعل تختلف من شخص إلى آخر فبعضهم تكون ردة فعله قوية والبعض الآخر متوسطة أو بسيطة وذلك ناتج من عدة عوامل داخل الشخص نفسه منها وجود مضادات كثيرة وقوية لهذه المادة أو تلك كما أن الجهاز المناعي يلعب دوراً في هذا، أما العلة لهذه الحالات الناتجة من مسببات مختلفة فهي غالباً متشابهة.
* ألم يتوصل العلم بعد الى عقاقير تشفي المصابين بالحساسية والربو؟
البحوث واختبارات العقاقير والتطعيمات مستمرة في هذا المجال وكل يوم تحمل الينا المجلات والنشرات الطبية الكثير من الاخبار وعن إنتاج عقاقير جديدة للحساسية.
* هل تكثر الاصابة بالأمراض الصدرية في الصيف عنه في الشتاء؟
العكس هو الصحيح فالأمراض الصدرية تكثر في فصل الشتاء عنها في فصل الصيف.
أدوية الربو لا تؤثر في الكبد
* بم تفسرون تحسن صحة المصابين بالحساسية في حال سفرهم الى مكان آخر؟
كثير من المصابين بالحساسية تتحسن حالتهم الصحية عند سفرهم من المكان الذي يسكنون فيه الى مكان آخر وليس كلهم بل إن بعضهم تسوء حالته إذا سافر الى مكان تكون نسبة التلوث فيه عالية، أما سبب تحسن الحالة الصحية لبعض المصابين بالحساسية عند سفرهم فذلك راجع لعدة أسباب منها:
أن المهيجات لجهاز التنفس الموجودة في المكان الجديد لم يتكون عنها مضادات داخل جسم الانسان، لذلك إذا أطال الجلوس في مكان ما لعدة شهور أو ربما لعدة أسابيع تبدأ أعراض الحساسية بالظهور لدى هذا الشخص.
في السفر راحة نفسية وبعد عن الضغوط النفسية وهذا أحد العوامل المهمة في حالات الحساسية.
* حينما يصاب شخص منذ طفولته بالربو، ما المضاعفات التي يمكن أن يصاب بها في مراحل عمره المتقدمة؟
لاشك أن لكل مرض مضاعفات قد تكون بسيطة مؤقتة وقد تكون شديدة مزمنة والحساسية أحد هذه الأمراض التي لها مضاعفات بسيطة وشديدة، لكن إذا تم الكشف وتشخيص الحالة مبكراً وأعطي العلاج المناسب بالطريقة المناسبة لكل حالة ولكل عمر حتى تختفي الأعراض نهائياً لمدة ما يقرب من عام ومن ثم اجراء الفحوصات واثبات شفاء الطفل من الحساسية نهائياً، في هذه الحالة لا تكون هناك أي مضاعفات في المستقبل بإذن الله.
* هل صحيح أن تناول أدوية علاج الربو ولفترات طويلة يكون له آثار جانبية مثل إصابات بالكبد مثلاً؟
من الدراسات التي أجريت على الآثار الجانبية على أدوية الربو وجد أنها عندما تؤخذ عن طريق الاستنشاق وبجرعات مناسبة ليس لها بإذن الله آثار جانبية.
* كيف نحمي اطفالنا من هذه الإصابات؟
ليس بالامكان في الوقت الحاضر منع الاطفال نهائياً من الاصابة بأمراض الحساسية، ولكن إذا اتخذت كافة الاحتياطات مبكراً أو ربما أثناء فترة الحمل وتنظيم تغذية الأطفال خاصة في العامين الأولين من عمره فإن هذه العوامل وغيرها سوف تساعد على التقليل من الاصابة بالحساسية وإذا أصيب بها الطفل تكون خفيفة في شدتها وعدد مراتها ويشفى منها المصاب سريعاً.
اغسلوا شعر عرائس أطفالكم باستمرار
* وأخيراً,, هل من نصائح يستفيد منها القراء في الوقاية؟
إن الحساسية بصفة عامة وحساسية الجهاز التنفسي بصفة خاصة ومنها ما يصيب الرئة من الممكن السيطرة عليها ومعالجتها وتفادي أعراضها ومضاعفاتها التي قد تتركها في الشخص المصاب بإذن الله وذلك باكتشاف الحالة ومعالجتها مبكراً وكذلك تفادي مسببات الحساسية ومهيجات الجهاز التنفسي فعندما تكون الأم تعاني من حساسية من شيء ما خاصة المأكولات فالواجب عليها تفادي ذلك أثناء فترة الحمل وكذلك عندما تكتشف وجود حساسية في الجلد خاصة في الخدين أقزيما فيجب معالجة ذلك بسرعة ومتابعة حالة الرضيع حتى يتأكد من عدم ظهور أعراض الحساسية ومعالجتها فور ظهورها.
يجب عدم التسرع في إعطاء الطفل الأكل ولو بكميات صغيرة حتى ولو أعد بطريقة خاصة كأن يكون مهروساً مثلاً في سن مبكرة قبل الأشهر الستة.
تجنب جميع مسببات الحساسية ومهيجات الجهاز التنفسي والابتعاد عنها وابعادها عن أماكن تواجد الطفل المصاب مثال ذلك التعرض للبرد، أكل أو شرب الاشياء الباردة جداً كالايسكريم خاصة في فصل الشتاء، التعرض للغبار، التعرض للدهان ، إبعاد الحيوانات والطيور عن أماكن تواجد المريض، ابعاد النباتات التي ثبت أن المريض لديه حساسية منها.
معالجة الالتهابات التي تصيب الجهاز التنفسي في بدايته وبسرعة.
إعطاء الأدوية التي تحمي باذن الله الجهاز التنفسي.
إعطاء الأدوية التي تساعد على إرخاء عضلات القصبات الهوائية خاصة في بداية الأزمة أو إذا أراد الطفل بذل جهد اكبر أثناء اللعب أو أن يعطى الدواء قبل حصة الرياضة في المدرسة ب 5 10 دقائق.
يجب على المريض رج الدواء قبل الاستعمال وأن يستخدم الوسائط عندما يستعمل البخاخات حتى يتسنى له الاستفادة من الدواء.
يجب تجنب النوم على سرير ومخدات مصنوعة أو محشوة بمواد مستخلصة من الحيوانات كالريش والوبر والصوف وغيرها بل يجب أن تكون المواد من الإسفنج المغطى بشراشف وأقمشة من البلستر والقطن.
عند الخروج من الأماكن الدافئة الى الاماكن الاكثر برودة يجب تغطية الصدر والرقبة والفم والأنف.
إذا كانت ألعاب الأطفال مصنوعة من الفرو أو فيها شعر مثل العرائس يجب غسلها كل أسبوعين أو ثلاثة.
المكنسة التي تستعمل لتنظيف البيت يجب أن يكون بها فلتر مصفى يمنع خروج الغبار أثناء التنظيف، وأن يلبس الشخص الذي يقوم بعملية التنظيف قناعاً يقي الفم والأنف.
استخدام أجهزة تهوية لتصفية الغبار إذا أمكن ذلك.
إن المضاعفات التي قد تنتج من الحساسية والتي تصيب الشعب الهوائية قد تكون مزمنة ولها أضرار مؤثرة، لذلك يجب عدم التوقف عن إعطاء الدواء عندما تخفّ أو تختفي الأعراض خاصة إذا كان الدواء يعطى عن طريق البخاخات أو البخار.
يجب مراجعة الطبيب المعالج قبل إيقاف الدواء ليقوم بفحص المريض وعمل فحوصات مخبرية للتأكد من شفاء المريض تماماً.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved