أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 3rd August,2000العدد:10171الطبعةالاولـيالخميس 3 ,جمادى الاولى 1421

متابعة

الجزيرة تحاور المسؤول عن الملف العراقي في الخارجية الأمريكية:نجري اتصالات مع الدول التي يزورها المسئولون العراقيون للقبض عليهم
صدام حسين لايزال يشكل تهديداً للكويت والدول المجاورة
سنقف ضد أي محاولة لخرق الحظر المفروض على نظام صدام
نعم العقوبات تضر الشعب العراقي,, وسوء إدارة نظام بغداد واستيلاؤهم على أموال برنامج النفط مقابل الغذاء أفشلا البرنامج
*حاوره/ جاسر عبدالعزيز الجاسر
كشف مسؤول أمريكي كبير لالجزيرة أن الدوائر القضائية في الولايات المتحدة تجمع الأدلة والوثائق لتوجيه الاتهام إلى الرئيس العراقي صدام حسين وعدد من كبار مساعديه لتقديمها إلى المحاكم الدولية كمجرمي حرب.
واكد السيد فيلوديبلي مدير مكتب شؤون شمال الخليج ايران والعراق في وزارة الخارجية الأمريكية والذي يعد أكثر المسؤولين الأمريكيين بحكم منصبه اهتماماً بالملف العراقي، أكد بأن النظام العراقي لايزال يشكل خطراً على الكويت والدول المجاورة.
وأوضح في حديث هاتفي أجرته معه الجزيرة بأن الولايات المتحدة ستجهض أي محاولة لخرق الحظر الدولي المفروض على النظام العراقي سواء جاء هذا الخرق من روسيا أو أي دولة أخرى، لأن الظروف لم تستكمل بعد لرفع الحظر لاسيما وأن الرئيس صدام حسين يرفض تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ذات العلاقة بغزوه لدولة الكويت.
وقد وجهت الجزيرة السؤال الأول للسيد فيلو ديبلي، حول مباغتة صدام حسين لدولة الكويت والمنطقة باقدامه على غزو دولة الكويت، وهل تفاجأت أمريكا هي الأخرى بالعمل العسكري الذي قامت به قوات صدام حسين.
ويرى السيد فيلو ديبلي بأنه من الصعب جداً اعادة تشكيل وتكوين الظروف التي كانت سائدة منذ عشر سنوات، والجميع يعلم ويدرك أنه كانت هناك مخاطر وكانت هناك تهديدات موجهة في اتجاه الكويت ولكن من الصعب الآن تقييم هذه التهديدات، وبالتالي من الصعب أيضاً تقييم نوايا صدام وتفكيره في ذلك الوقت.
العراق مازال يشكل خطراً
* الآن وبعد مرور عشر سنوات على تلك الجريمة ما هو التقييم المنطقي للولايات المتحدة الأمريكية للقوة العراقية وهل لايزال صدام حسين يملك تهديداً لدولة الكويت ولجيرانه من الدول الأخرى؟
العراق مازال يشكل خطراً ويهدد الكويت والدول المجاورة الأخرى في المنطقة ومازال عنده بالتأكيد هذه القدرة لكنها بالتأكيد قلت بواسطة نظام العقوبات المفروضة عليه منذ عشر سنوات,, واننا واثقون من ذلك ولكن في نفس الوقت نقول انه من التهور بل قد يكون من الحماقة أن نفترض أنه لن يقوم بالسعي لاستعادة قواته من أجل تنفيذ هذا التهديد وهذا الخطر.
الادعاءات الإعلامية العراقية
* ولكن الآن تتزايد وتتنامى الأصوات الداعية إلى رفع الحظر الاقتصادي والحصار المضروب على النظام العراقي خصوصا بعد أن نجحت الادعاءات الإعلامية العراقية في تصوير تضرر الأطفال العراقيين والشعب العراقي بصفة عامة من طول مدة الحصار التي تقترب من عشر سنوات؟,.
نحن ندرك منذ وقت طويل أن العقوبات هذه ستسبب مصاعب ومعاناة للشعب العراقي وهذا بالتأكيد هو آخر شيء كنا نريده ولهذا السبب فإن الولايات المتحدة كانت تسعى بجهد وباستمرار ومنذ عام 92م لتخفيف هذه المعاناة وقامت عن طريق الأمم المتحدة في عام 1992م بوضع برنامج النفط مقابل الغذاء وأولاً تم تبني هذا البرنامج وتنفيذه رغم اعتراضات صدام حسين عليه وبعد ذلك تم توسيعه وجعله أكثر كفاءة وفعالية ان العراق الآن يصدر البترول بدون أي قيود وقد أوشكت كميات البترول التي يصدرها العراق للوصول الآن إلى المستويات التي كان عليها قبل حرب الخليج ومن المهم جداً بالنسبة لنا أن الشعب العراقي لا يتحمل تكاليف ولا يدفع ثمن هذه الجريمة التي ارتكبها صدام.
النفط مقابل الغذاء
* ومع هذا لايزال الشعب يعاني من سوء توزيع أو من سوء إدارة برنامج النفط مقابل الغذاء واستحواذ النظام العراقي ومسؤوليه الكبار على الأموال المخصصة لهذا البرنامج وترك المواطنين والأطفال يعانون , هل هناك وسيلة أخرى لتنظيم هذا البرنامج من خلال مراقبة أكثر وهل هنالك وسيلة أخرى لتخفيف المعاناة عن هذا الشعب الذي ابتلي بنظام متسلط وبمعاناة من الحصار؟
أنا اتفق معكم أن هذا البرنامج ألا وهو برنامج النفط مقابل الغذاء قابل للتحسين وأنه من الممكن أن يكون أفضل مما هو عليه ولكن من ضمن الجرائم الأخيرة التي ارتكبها نظام صدام حسين هي جريمة التلاعب التي يلعبها في اطار هذا البرنامج وكذلك الحملة الإعلامية التي خلقها هذا النظام لخدمة مصالحه واننا نعلم أن صدام حسين يستخدم موارد هذا البرنامج لمصلحته ولخدمة مصالحه ولكن مع ذلك نحن نعمل بجد لتحسين هذا البرنامج وأقول أنه حالياً رغم كل هذه المشاكل التي يعاني منها تنفيذ البرنامج إلا أنه يعمل بشكل مرض وجيد ونحن نعمل مع المسؤولين في الأمم المتحدة لتحسينه دائماً عن طريق زيادة الأشخاص التابعين للمنظمة الدولية والذين يعملون في هذا البرنامج وعن طريق اجراءات لضمان وصول المساعدات والمصادر للشعب العراقي بدلاً من أن تصل إلى النظام العراقي الذي يحولها لخدمة مصالحه,, من المهم جداً أن نحرم النظام العراقي من الوصول لهذه المصادر لأنه في حاله رفع العقوبات عن العراق وعن النظام العراقي سيستطيع النظام السيطرة على دخل مبيعات البترول والتي تصل إلى 20 مليار دولار ونحن نعلم من تاريخ هذا النظام ومن سجله التاريخي ليس فقط خلال العشر سنوات الماضية بل تاريخه الذي يعود إلى العشرين سنة الماضية انه عندما يحصل على موارد وعلى مصادر سيستخدمها لتحقيق أطماع عدوانية لذلك نرى أنه من الضروري جداً أن نمنع ذلك بأي وسيلة كانت.
دعوات لخرق الحصار
* الآن تتصاعد الدعوات لخرق الحصار ولعل الأنباء التي ظهرت من موسكو بعد زيارة نائب رئيس النظام العراقي طارق حنا عزيز إلى موسكو ان هنالك توجهاً روسياً بخرق الحصار من خلال تسيير رحلات طيران مدنية ما بين موسكو وبغداد,, في مثل هذه الحالة هل هنالك اجراء أو تحرك أمريكي لمنع مثل هذه الانتهاكات؟
عندما نسمع عن مثل هذه الأخبار يجب أن نكون حريصين جداً لكي نعرف هل هذه الأخبار صادرة فعلاً عن الروس أم هي صادرة عن الحملة الإعلامية التي يبادر بها النظام العراقي,, يجب أن نتأكد من ذلك أولاً ولكن بعد أن قلت ذلك أقول انه صحيح أن روسيا أكدت اهتمامها بالعثور على حل لمشكلة العقوبات ووجهة نظرنا هنا في الولايات المتحدة أن الحل واضح ويكمن في انصياع العراق ونظامه ووفائه بالتزاماته لقرارات مجلس الأمن الدولي وأيضاً بالالتزامات التي أخذها على عاتقه أمام المجتمع الدولي اننا نرى أنه من المؤسف أن يقوم عضو دائم في مجلس الأمن الدولي باستقبال مندوب لدولة خارجة عن القانون وخارجة عن الشرعية الدولية ولا تفي بالتزاماتها التي تقع عليها بقرارات مجلس الأمن الدولي, ونحن قد ناقشنا هذا الأمر مع أصدقائنا الروس.
الانفراد في اتخاذ القرارالدولي
* أيضاً تتنامى في الأونة الأخيرة وبالذات من روسيا ومن الصين ومن فرنسا ان هنالك نوعا من الانفراد في اتخاذ القرار بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وبالذات فيما يختص في مراقبة منطقة الحظر في جنوب وشمال العراق وهنالك بعض التحليلات الروسية والفرنسية بأن قرارات مجلس الأمن الدولي لا تعطي الحق لأمريكا ولبريطانيا بالقيام برحلات مراقبة فوق منطقة الحظر،ما هو التوضيح الأمريكي لهذه النقطة بالذات؟
نحن لا نتفق مع هذا الرأي ونحن نعتبر أن ما نقوم به في منطقة حظر الطيران في شمال وجنوب العراق هو شيء تسمح لنا به قرارات مجلس الأمن الدولي ونعتبر ذلك من واقع قرارات مجلس الأمن الدولي رقم 688 الذي يعطينا حرية العمل لمنع الاعتداءات التي يقوم بها أو قد يقوم بها النظام العراقي على الشعب العراقي اننا عن طريق العمليات التي نقوم بها في شمال وجنوب العراق قد نمنع سلاح الطيران العراقي من ضرب الشعب العراقي مثلما فعل ذلك في الماضي ونحن نعتبر الموقف الفرنسي والروسي هذا بأنه غريب علينا لأنه من الواضح أنه لا يأخذ في اعتباره عواقب عدم منع صدام حسين من الطيران في هاتين المنطقتين والقيام بعمليات ضد الشعب العراقي ونحن نتوجه بالسؤال للفرنسيين والروس ونقول لهم ماذا سيكون موقفهم إذا حدث ذلك وإذا لم نقم بعملياتنا في هاتين المنطقتين وإذا قام صدام حسين بضرب الشعب العراقي في الشمال والجنوب العراقي,, أما بالنسبة لطريقة عملياتنا في منطقتي حظر الطيران فنحن لا نبادر أبداً بالعدوان إنما لدى طيارينا حق الدفاع عن أنفسهم فإذا أطلقت قذائف على طائراتنا من المدفعية أو إذا صوب العراقيون أجهزة الرادار الموجودة لديهم تعبيراً عن نيتهم في تصويب النيران على طيارينا فبالتأكيد أننا سنرد على هذه النيران وندافع عن أنفسنا.
الحشود العراقية
* الآن هنالك معلومات ذكرتها المعارضة الكردية بأن هناك حشوداً عسكرية عراقية عند منطقة السليمانية تتكون من فيلق وبعض الفرق من الحرس الجمهوري العراقي هل هناك استعداد أمريكي لمواجهة مثل هذا الاجتياح العسكري العراقي إن تم ذلك؟
موقفنا في هذا الصدد معروف بشكل جيد فإذا قام العراق بتحريك قواته العسكرية ضد الأكراد فإننا سنرد بقوة كبيرة وقوية في وقت ومكان نختاره نحن وقد بلغتنا بعض المعلومات التي ذكرتموها ونحن نتابع الموقف عن كثب وبالتأكيد سنرد ويجب ألا يشك العراق بأننا سنرد وبقوة على أي عمل عدواني يقوم به هذا النظام.
اضعاف صدام
* الآن وبعد عشر سنوات من الحصار ومن كل المحاولات التي بذلت من أجل اضعاف صدام, لايزال صدام حسين قوياً لاحاطته بأجهزة متعددة، ما هي الوسيلة لتخليص الشعب العراقي من هذا النظام المتسلط؟
يجب أن نكون حريصين حتى لا نصدق كل ما يصدر عن آلة الدعاية العراقية وبالطبع من مصلحة النظام العراقي أن يجعلنا نصدق أن النظام العراقي وأن صدام حسين لايزالان قويين وأنهما مازالا يسيطران على الموقف بشكل قوي ولكن واقع الأمر انه ليس كذلك اننا نرى ونعتقد أن قوته تتضاءل كل يوم وأنه يضعف كل يوم عن اليوم السابق، كما أن المعارضة العراقية قوية وكبيرة وليست صغيرة فهي تصل لحوالي عشرين مليونا أي تشمل شعب العراق بكامله ولهذا السبب نحن نواصل جهودنا ونشاطنا لدعم هذه المعارضة,, بالتأكيد قيام المعارضة بخلع هذا النظام من الحكم لن يكون سهلاً ولكننا سنواصل دعمنا لهم ومساندتنا لهم وسنكون معهم طوال الوقت وطول هذه المسيرة حتى تتحقق أهدافهم.
المعارضة العراقية والانشغال بالخلافات
* هنالك اتهامات كثيرة للمعارضة العراقية بأنها منشغلة في الاهتمام بنفسها وبالتناحر فيما بينها فطوال العشر سنوات الماضية لم تحقق هذه المعارضة اجماعاً أو تنظيماً موحداً يستطيع مواجهة النظام بحيث يشكل تهديدا جديا لازاحته عن الحكم.
هذا صحيح ان المجلس الوطني العراقي هو المجلس الديموقراطي وهذا هو عيب ديمقراطي والديموقراطية ليست نظاما فعالا والنظام الديموقراطي دائماً ما يواجه الصعوبات في تنظيم نفسه وأنا أرى أن هذه ميزة ولكن بالتأكيد مع مرور الوقت يستطيع المجلس الوطني العراقي تنظيم نفسه ونحن ننوي مساعدته ومساندته طول الوقت وفي كل مساعيه لتحقيق ذلك ولتحقيق غرضه الأسمى وهو خلع هذا النظام من الحكومة العراقية.
* ظهرت في الأونة الأخيرة دعاوى وشكاوى ضد رموز النظام العراقي بحيث تتيح امكانية القبض على هؤلاء عند زيارتهم للدول الاجنبية ,, هل هنالك تحرك أمريكي لمساعدة الدول أو مطالبة الدول التي يزورها مسؤولو النظام العراقي مثل طارق عزيز وقبله عزت ابراهيم بالقبض عليهم لتقديمهم لمحاكمات دولية خاصة بعد تقديم طلبات اتهام ضد هؤلاء المسؤولين؟
نعلم أن هناك أدلة تجمع حالياً ضد بعض الأشخاص لن أقول لك من هم ولكن هذه الأدلة: يتم جمعها في بعض البلدان ونحن نأمل أن تقوم السلطات القضائية المشرفة على عملية جمع هذه الأدلة بالبحث بعناية في هذه الأدلة من أجل طلب القبض على هؤلاء الأشخاص ولكننا نعلم أن هذه العملية تكون عادة بطيئة ولذلك السبب نحن لا نعلم بالضبط متى سيتم اتخاذ الاجراءات التي تشيرون إليها ألا وهي استكمال عملية جمع الأدلة من أجل القبض على هؤلاء الأشخاص في الدول الأخرى عندما يغادرون العراق.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved