أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 3rd August,2000العدد:10171الطبعةالاولـيالخميس 3 ,جمادى الاولى 1421

عزيزتـي الجزيرة

لكي لا يفر المتزوج إلى الخارج باحثاً عن زوجة,,!
تميزت بلادنا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات بميزات عظيمة منطلقها قيم ديننا القيم والحمد لله على نعمة الإسلام ومن أبرز ذلك رعاية جانب التكافل الاجتماعي والملاحظ أن ذلك العمل الجليل لم يقتصر على قطاع دون الآخر فالدولة أيدها الله لم تأل جهدا ولم تدخر وسعاً في دعم هذا الجانب وتنشيطه وتفعيله فكانت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وأخص منها تلك الروافد الخيرة المنبثقة منها,, وفي المقابل كان للمواطن دور بارز يحدوه لذلك ماوعاه من وحي إلهي وتوجيه نبوي كريم ومن ذلك قوله تعالى: وتعاونوا على البر والتقوى وقوله تعالى: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وقوله تعالى: ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيما وأسيرا وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما آمن بي من بات شعبان وجاره جائع وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: أحب الخلق إلى الله أنفعهم إلى غير ذلك من منارات الهدى وشعارات الوفاء والرأفة والإحسان فالقاعدة في ذلك والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه وهذا أولاً.
أما ثانياً/ فهو الذي من أجله جرى التواصل معكم عبر هذه المساحة المباركة إن شاء الله وهو ما نراه من الحاجة الماسة في ضرورة الزواج في مجتعنا المحافظ المسلم وفي ظهور المصالح لها ما يغني عن تردادها وفي ومضة عجلى على آثار ترك هذا الجانب أو التقصير فيه أو مجرد التراخي عنه نذكر قولة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك: إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير إضافة لما نراه من كثير من الفتن المحيطة بنا وتبرج صارخ للشهوات وقانا الله وإياكم شرها,, كذلك توسع بعض النساء في الزينة والتراخي في تغطية الوجه أو جزء منه هداهن الله مما يجعل كل صاحب عينين موقوفاً على الخطر من جراء تقليبهما يمنة ويسرة وهو وإن كان مأمورا بغض البصر إلا أنه قد يتعدى فيرى ما لا يحل له وثمة علاج نبوي في مثل هذه الحالة مرجعها ضرورة الزواج وهو قوله عليه وآله الصلاة والسلام: إذا رأى أحدكم من امرأة ما يعجبه فليأت أهله فإن معها مثل الذي معها ,, وفي المقابل ما تراكم عبر سنين من عادات ورثها الآخر عن الأول كانت ولا تزال عائقاً ضخماً فأصبح الشاب مجبراً على أن لا يمر إلا وقد احتمل معه كثيراً منها على ظهره مما ينعكس سلباً على سعادته وأنسه بزوجه ومن أبرز ذلك: غلاء المهور وما يسمى بالشبكة وقصور الأفراح ووليمة العرس والبذخ فيها والتي وإن كانت في الأصل سنة نبوية إلا أنها غدت مظهراً من مظاهر الفخر الفارغ والخيلاء الممجوج وما يسمى بالطقاقات أو المغنيات في الأفراح,, إلى آخر هذه السلسلة التي أولها وهم الفرح وآخرها غم الديون وذل الحاجة وحسرة الإقدام,.
وهنا أمر خطير وتوجه بدأت تظهر آثاره جلية غدونا نطلب لها الحول أعني به الزواج من الخارج لست هنا في مقام تعداد السلبيات أو الإيجابيات ولكن أجزم يقيناً أنه حاجة فرضها كبر حجم المعوقات في الداخل ولكي لا يفر المتزوج إلى الخارج باحثاً عن زوجة,,,!!؟ تاركاً ابنة البلد وراءه ظهرياً,,!
وحيث وفق الله القائمين على أمر بلادنا من أمراء ورجال إحسان إلى فكرة عظيمة نجحت نجاحاً بارزاً ألا وهي لجان وصناديق مساعدة المتزوجين وهذا والله من عنوان سعادة المجتمع إن شاء الله ومن أبرز مظاهر النصح نجحت لمن ولاهم الله أمر هذه الأمة في كافة مواقعهم فكان لتلك الجهود أثار مباركة انتشرت ثمارها في معظم مدن مملكتنا الحبيبة,, ومع هذا وذاك,, ومن منطلق قول الحق سبحانه ما أريد إلا الإصلاح ما استطعت أقول:
مع هذا النجاح المنقطع النظير,, والتوفيق الكبير بإذن الله أقترح مبادرة بعض رجال البر والإحسان للدعوة إلى إنشاء جمعيات خيرية في محيطهم تأخذ الصفة الأهلية والإشراف الرسمي من جهات الاختصاص وتكون بمسمى: جمعية البر الخيرية لمساعدة المتزوجين وتندرج تحت أي مظلة ودوحة للخير والإحسان في بلادنا مع فتح باب المساهمة لكافة فئات المجتمع ويكون من ابرز أهدافها مايلي:
** دعم ومساعدة كافة الشباب الراغب في الزواج بالمساعدة النقدية المقطوعة والقرض الحسن.
** دعم ومساعدة كافة البرامج الدعوية التي تصب في خدمة النكاح وما يتعلق به,.
** التنسيق مع جهات الاختصاص في تنظيم المعارض الخيرية لدعم أنشطتها.
** التنسيق مع جهات الاختصاص في تنظيم البرامج الدعوية والتوعوية في إيجابيات الزواج وفي المقابل التحذير من السلبيات,, والمعالجة الفعلية لكافة المعوقات بالطرق الميسرة حتى يقف الناس على حقيقة الأمر ويسر الشريعة في ذلك.
** ضم كافة الجهود المجانسة لها في جهات البر والإحسان لها كي تكون وحدة عمل متكاملة على أن يكون لها شرف أن تحظى برئاسة مباشرة من أمراء المناطق لما حباهم الله من قبول ومحبة متبادلة بينهم وبين رعاياهم,, والقاعدة في هذا لا تخفى إن الله ليزع بالسلطات ما لا يزع بالقرآن
** جعل بنود تمكن من مساعدة الراغبين في التعدد كل ذلك لمحاولة القضاء على العونسة وفتح الباب بجعل الفرصة أمام الكم الهائل من المطلقات وتمكين الأرامل من العيش في كنف ركن شديد بعد عون الله سبحانه لا سيما وأن في مثل هذه الجوانب من الخير ما لا يخفى على مطلع عليها بل إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وأحسبه قال: كالصائم لا يفطر وكالقائم لا يفتر وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا وكافل اليتيم له أو لغيره كهاتين في الجنة وأشار بالسبابة والوسطى ومع هذا وذاك بناتنا وأخواتنا بل وربما أمهاتنا لهن علينا مثل الذي لغيرهن من الحقوق,.
** دراسة بعض الظواهر الاجتماعية ووضع الدراسة الكاملة لها من خلال الاستعانة ببعض المتخصصين والتنسيق مع جهات الاختصاص في هذا,.
** المساهمة في توفير بعض الجوانب والحاجيات الضرورية للزواج,.
** بذل المساعي الحميدة في التوفيق بين الأزواج من خلال برامج مدروسة ومنظمة تخدم هذا الغرض مع ملاحظة حساسية الموقف ووجوب السرية التامة في ذلك,.
الحديث في مثل هذا الخطوات المباركة ذو شجون ولكن لعل في وضع الخطوة الأولى على الطريق تكون بابا للولوج إلى كثير وكثير من الثمار المنتظرة لمثل هذه الجهود الطيبة,, بل ومن يقين بعظمة مثل هذا العمل الجليل أنني على أتم استعداد لإفناء عمري في خدمة مثل هذه المجالات,, والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه,, وأحب الخلق إلى الله أنفعهم,, والله من وراء القصد,, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,.
خالد الرشيد
بريدة

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved