أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 6th August,2000العدد:10174الطبعةالاولـيالأحد 6 ,جمادى الاولى 1421

وَرّاق الجزيرة

من أخطاء الرحالة الغربيين في أنساب القبائل العربية
فائز بن موسي الحربي
(1) رحلة بيرتون إلى مصر والحجاز:
بغض النظر عن التوجهات السياسية والأهداف غير المعلنة لهم، فإنه لا احد ينكر ما قدمه الرحالة الغربيون من معلومات تاريخية هامة عن الأوضاع السياسية والاجتماعية لسكان الجزيرة العربية.
ومع ذلك فقد كان لهم أخطاء لا تغتفر فيما يتعلق بأنساب القبائل العربية التي هي أكبر من أن يلم بها كاتب غربي عابر سبيل.
فعلم الأنساب وتفريع القبائل يشكل موضوعاً شائكاً تصعب الاحاطة به، ولذلك يتحاشى كثير من أبناء القبائل الخوض فيه أو الكتابة عنه تجنباً لما لا تحمد عقباه من الخلط والتشوية.
وهناك عاملان مهمان يزيدان من خطورة ما يكتبه الرحالة الغربيون عن الأنساب، وهما:
العامل الأول: إن انتشار مؤلفات الرحالة الغربيين باللغات العالمية وما تلاقية مؤلفاتهم من رواج كبير يجعلها مرجعاً أساسياً للمؤلفين والباحثين البعيدين عن القبائل، وما يترتب على ذلك من توسيع لدائرة المعلومات الخاطئة والمغلوطة.
العامل الثاني: ان محققي تلك المؤلفات ومترجميها في الغالب من الأشقاء العرب البعيدين عن معرفة قبائل الجزيرة، مما يزيد الطين بلة، حيث تضاف أخطاء المترجم إلى أخطاء المؤلف.
ومن الأمثلة الحية على ذلك ما كتبه الرحالة ريتشارد بيرتون الذي زار الحجاز عام 1853م ودون مشاهداته في كتابه المترجم وعنوانه :رحلة بيرتون إلى مصر والحجاز ، الجزء الثاني، ترجمة وتعليق:د, عبدالرحمن عبدالله الشيخ، منشورات الهيئة المصرية للكتاب، 1995م.
ومما تجدر الإشارة إليه، أنني هنا سوف أقتصر على أخطائه وخلطه الواضح فيما ذكره عن قبيلة حرب، لأنني لا أستطيع تحديد وتصحيح أخطائه مع القبائل الأخرى لعدم المامي بأنسابها وأفخاذها وديارها.
وفيما يلي مقتطفات من نص الكتاب المترجم ننقلها حرفياً:
1 قال عن حرب :وبنو حرب هم الآن (1) القبيلة الحاكمة (السائدة) في الأراضي المقدسة،ويقسمها النسابون إلى قسمين كبيرين: بنو سالم والمسروح Masruh، وتعني القبيلة الجوالة ص228.
أقول: الصحيح: مسروح، أما الألف واللام فمن زيادة المترجم وهو اجتهاد خاطئ.
2 ويقول أيضاً: أما بنو سالم فينقسمون إلى ثمانية أقسام (بطون) فرعية:
الأحامدة : (واحدهم أحمدي) ومنهم شيخ الجبل (سعد) (1) ، ويقال إنهم 3500 رجل، وأهم فروعهم الحضري The Hadari, ص229
أقول: وليس في الأحامدة فخذ اسمه الحضري، وربما يكون قصده الحيدري، إلا أنه ليس أهم فروعهم.
3 الحوازم (واحدهم حازمي) وهي القبيلة المنافسة للأحامدة، وعددها 3000 رجل، وأهم فروعها: المزانية والزهايرة Muzaynia zahiri نفس الصفحة السابقة.
أقول: الصحيح: أن المقصود بالمزيانية والزهايرة، المضيانية والظاهري، وهذا يتضح من النص الإنجليزي، لكن المترجم أخطأ في الترجمة فاساء إلى المؤلف وإلى القبيلة.
4 صبح (وواحدهم صبحي) وعددهم 3500 ويسكنون قرب بدر.
السلايمة (واحدهم سليمي) ويسمون أيضاً أولاد سالم نفس الصفحة.
أقول : الصحيح أنهم يسمون أولاد سليم، وليسوا أولاد سالم.
السعدان (السعادين) وواحدهم سعداني.
المحاميد (واحدهم محاميدي) وعددهم 8000 نفس الصفحة.
أقول: الصحيح واحدهم محمادي، وليس محاميدي.
5 الرحالة (دون تشديد الحاء) وواحدهم رحايلي، وعددهم 1000 , نفس الصفحة.
أقول: والصحيح: الرحلة وواحدهم رحيلي، والخطأ من المترجم.
6 التمام (بتشديد التاء وكسرها) وواحدهم تميمي Tamimi, نفس الصفحة.
أقول: الصحيح: التمم والخطأ من المترجم.
7 وقال ايضا: أما شجرة بني مسروح Masruh فتنقسم إلى قسمين كبيرين هما : بنو عوف (واحدهم عوفي) وبنو عمرو (واحدهم عمري) بفتح العين وتسكين الميم Aufi Amri , وبنو عوف بطن كبيرة تمتد من وادي نقيع Nakia بالقرب من نجد إلى رابغ والمدينة (المنورة)، وليس لديهم إلا قليل من الخيل وإن كانت جمالهم كثيرة وكذلك أغنامهم، وهم مرهوبو الجانب لطبيعتهم المقاتلة الفظة، وينقسمون إلى:
1 السحلية Sihliyah (واحدهم سحلي Sihli)، وعددهم حوالي 2000.
أقول: هذالكلام في عدة أخطاء منها:
أ) ان أقسام مسروح لا تنحصر في بني عوف وبني عمرو فقط، بل إنها تتكون من ستة فروع هي : بنو عمرو وبنو عوف وبنو علي وبنو السفر وزبيد والمخاليف.
ب) ان الصحيح السهلية بالهاء وليس بالحاء، وكذلك واحدهم سهلي وليس سحلي، ويبدو أن الخطأ من اجتهادات المترجم.
ج) ان وادي النقيع ليس بالقرب من نجد.
8 وقال أيضاً وهو يعدد فروع بني عوف :السوايد Sawaid (واحدهم سويدي Saidi وعددهم 1000.
أقول: الصحيح: أن المؤلف يقصد الصواعد واحدهم صاعدي، ولكن المترجم أخطأ فأساء إلى المؤلف.
وذكر من فخوذهم أيضاً: الرباعة Rubaah (واحدهم ربيعي).
أقول: الصحيح الربعة: جماعة الشيخ أبو ربعة، والخطأ من المترجم أيضاً.
وذكر منهم أيضاً: اللهبة (واحدهم لهبي) وعددهم 1500.
اقول: الصحيح : لهيبي وليس لهبي، كما أن عدد اللهبة يفوق العدد الذي ذكره المؤلف بعدة أضعاف.
وذكر منهم أيضا : الفرادة Faradah (واحدهم فرادي)Faradi.
أقول: الصحيح: الفردة وواحدهم فريدي وليس فرادي، كما أنهم ليسوا من بني عوف بل إنهم من بني السفر.
وذكر منهم أيضا: زبيد (واحدهم زبيدي) بالقرب من مكة، وهي كثيرة العدد من لصوص مقاتلين.
اقول: وفي هذا الكلام عدة أخطاء تدل على جهل المؤلف بالقبائل وبالذات قبيلة زبيد، ومن هذه الأخطاء مايلي:
أ) أن زبيداً ليست من بني عوف.
ب) أن زبيداً يوجد منها فروع قرب مكة ولكن ليس كل قبيلة زبيد قرب مكة، بل إن قاعدة قبيلة زبيد تتركز في وادي خليص ووادي حجر، ولها تاريخ عريق ولا تنحصر في عدد من اللصوص المقاتلين، ولكن هذا من جهل الرحالة الغربيين وأنهم يكتبون ما يقال لهم أو ما ينطبع في أذهانهم لمجرد تعرضهم أو سماعهم لقصة سارق من تلك القبيلة.
والصحيح أن قبيلة بني عوف تنقسم إلى بطنين كبيرين هما : النواصف والصواعد، وينقسم كل بطن إلى قبائل كبيرة، وتنقسم كل قبيلة إلى فروع متعددة يضيق المجال عن سردها.
9 وقال أيضاً عن بين عمرو : وتنقسم بنو عمرو إلى عشرة فروع:
1 المرابطة (واحدهم مرابطي).
2 الحصار Hussar (واحدهم حصير Hasir).
أقول: الصحيح: أن المرابطة واحدهم مريبطي، وأن المقصود بالحصار، الحسر، واحدهم حاسر وليس حصير، وهذه من أخطاء المترجم لا شك.
لكن الخطأ الأهم من هذا أن المرابطة والحسر من فروع قبيلة مناش التي هي أحد التقسيمات الرئيسية لقبيلة بني عمرو،فالمؤلف قد ذكر الفرع وترك الاصل.
10- وذكر من فروع بني عمرو أيضا : الربايكة (واحدهم ربيكي Rubayki) وهم يسكنون بشكل أساسي حول الفرع Fara في مجموعة من التجمعات السكنية على بعد أربع مراحل إلى جنوب المدينة (المنورة) ويبلغ عددهم حوالي 10000 رجل وهم رعاة أغنام وإبل، وليس لديهم إلا قليل من الخيل.
أقول: المقصود الربقة جماعة الشيخ ابن ربيق شيخ العطور من بني عمرو أهل وادي الفرع.
11 وذكر منهم أيضا : Hisnan (واحدهم Hasuni).
أقول: ولم يستطع المترجم ترجمتها، والمقصود الحسنان واحدهم حسوني أو حيسوني،والصحيح أنهم من بني السفر وليسوا من بني عمرو!
12- وذكر منهم أيضاً: البيزان Bizan (واحدهم بيزاني).
أقول: الصحيح: البيضان واحدهم بيضاني.
13- وذكر منهم : (الشطارة Shatarah (واحدهم شطايري).
أقول: الصحيح: الشطرة وهم أسرة الشطير شيخ قبيلة الشعب من بني عمرو, والخطأ من المترجم، أما الخطأ الذي وقع فيه المؤلف فهو أن الشطرة أسرة وليسوا قبيلة، فهم شيوخ قبيلة الشعب التي هي من سائر فروع بني عمرو.
وفي الختام فهذه أهم الملاحظات التي توضح مدى جهل الرحالة الغربيين في أنساب القبائل وعدم دقتهم فيما يكتبونة إذا كان يتعلق بالقبائل.
وبالمناسبة فإن كل من نقل عن كتاب الرحالة بيرتون لم يسلم من الوقوع في أخطائه،ومن أولئك الصديق الدكتور محمد آل زلفة في بحثه المسمى :اصلاحات حسيب باشا في ولاية الحجاز ، الوارد ضمن البحث المنشور بعنوان الحياة الاجتماعية في الولايات العربية أثناء الحكم العثماني ، للاستاذ عبدالجليل التميمي، منشورات مركز الدراسات والبحوث العثمانية تونس، 1988م، ص ص 84 - 87.
والله الموفق,.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved