أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 7th August,2000العدد:10175الطبعةالاولـيالأثنين 7 ,جمادى الأول 1421

القرية الالكترونية

رياح التغيير
الجهاد التقني 2 - 2
د, عثمان بن إبراهيم السلوم
alsallom @ ksu. edu. sa
في المقالة السابقة قلنا إنه من المؤسف حقا في نظري أن يقوم أصحاب الكلمات المسموعة من العلماء وطلاب العلم بنصح أو حث الشباب المسلم بالبعد عن الإنترنت والبعد عن تعلمها وتعلم فنونها, وقلنا على العكس من ذلك فإن المفترض من هؤلاء العلماء هو حث الشباب الخيرين بتعلم الإنترنت وعلوم الحاسب بشكل عام والاستفادة منها وتسخيرها لخدمة الإسلام والمسلمين, ويعود حرصي واهتمامي على حث الشباب الخيرين على تعليم هذه التقنيات إلى عدة أسباب منها:
إن الإنترنت وعاء وهذا الوعاء يمكن أن يملأ بالطيب أو الخبيث والمفيد أو الضار, وكلما كثرت المواد الخبيثة والضارة في الإنترنت كلما كان الإنترنت أكثر خطراً وضرراً على الإسلام والمسلمين والعكس إذا كان المواد الموضوعة في هذا الوعاء هي مواد تدعو إلى الله والأخلاق الحسنة وتبين الحق وتدحر الباطل, ولك ان تتخيل لو أن جميع الصالحين والخيرين هجروا الإنترنت ولم يقتربوا منها كما ينصح بعض الناصحين فكم من صفحة تقود للخير سنفتقدها؟ وكم من موقع لتوجيه الناس وإرشادهم وهدايتهم على الإنترنت سنحرم منه؟ وكم من صفحة لتبيين الحق ودحر الباطل سنحتاجها؟ وكم أخبار عن المسلمين والمجاهدين في كل مكان ستفوت على مسامعنا؟ خصوصا إذا عرفنا أن الخيرين فقط هم الذين سيستمعون إلى تلك النصائح, وأما غيرهم فلن يستمعوا إلى ذلك وهذا سيؤدي إلى حضور الكثير من غير الخيرين في الإنترنت مما يؤدي إلى أن يغلب عليها أن تكون أداة هدم للأخلاق والفضائل ووسيلة لنشر الضلال والأفكار الهدامة والعقائد المنحرفة.
إن عدم إقبال الخيرين عليها الإنترنت لن يؤدي إلى كسادها أو إنهائها بل هي تقنية ضرورية لا غنى للجميع عنها ,وسيأتي اليوم الذي سيضطر الكبير والصغير والذكر والأنثى إلى استخدامها لإجراء جميع شؤونهم اليومية.
إن سوء الاستخدام والتصرفات الفردية والشخصية من بعض الأفراد الناتجة من استخدام الإنترنت كتأخير الصلاة أو الانحراف إنما هي تصرفات فردية ولا ينبغي بأي حال من الأحوال تعميمها على الجميع.
ان اصحاب الطوائف المنحرفة والنصارى قد استغلوا هذه الوسيلة أكبر استغلال للتأثير على الشباب المسلم غير الملتزم عن طريق نشر مواقعهم في الإنترنت ودعوة شباب المسلمين بزيارتها,, أليس أجدر بنا ونحن أصحاب العقيدة الصافية أن نكون أكثر استغلالا لهذه الوسيلة وان يكون حضور علمائنا قبل شبابنا في هذا الميدان تطبيقا للمثل العامي الدارج الميدان يا حميدان ,, ألم يحن الوقت لتغيير أساليب وطريقة تفكيرنا ودعوتنا الناس؟
ولذلك فأنصح وأحث كل الشباب المسلم والذي يستخدم الإنترنت بأن يقضي وقته في الوظائف أو المجالات الآتية:
تعلم تصميم ونشر الصفحات (Web Publishing) وترقيتها (Upload) إلى الإنترنت (ftp) و إيجاد موقع يستضيفها (Web hosting) ومعرفة كيفية تسجيلها (Domainegistration) وما شابه ذلك.
التعلم على برمجات وبرمجيات الإنترنت, كالتعلم على ترميز هتمل (html) وترميز اسمل (xml) وترميز سي جي أي (cgi) وترميز جافا سكربت (Java Script) وفلاش مايكرميديا (flash) لغة جافا (java) وبرمجيات جافا ابليت (java Applet) بالإضافة إلى تعلم البرمجة باستخدام لغات الحاسب الآلي الأخرى.
التعلم على البرامج المساعدة الأخرى في تحريك الصور (gif animators) وفي إنشاء وتعديل الصور وتزيينها (imager manipulations) والأصوات والتحكم فيها.
التعلم على برامج الحماية من الفيروسات ( anti - virus software) والحماية والتحكم في المنافذ والجدران النارية (Firewalls and Securities).
التعلم على برامج البريد الإلكترونية (emails) والتعلم على القوائم البريدية (email lists) وإداراتها, وأن يكون دور المسلم فيها ليس متفرجا بل معلما او متعلما أو للحق موضحا.
التعلم على الأجزاء الصلبة من شبكات الإنترنت (hard ware) كنقاط التوزيع (Hobs) والاتصال (receivers) وبرامجها كالملقمات (Servers) بالإضافة إلى مكونات الكمبيوتر الشخصي وملحقاته.
كما أحث الشباب المسلم بأن يكون صاحب هدف معين من الاتصال بالإنترنت وهذا الهدف يجب أن يكون هدفا نبيلاً وأن لا يؤدي الاتصال بالإنترنت إلى تضييع أي من الحقوق والواجبات التي فرضها الله عليه.
والمقصود بالهدف النبيل هو الهدف الذي يرضي الله ورسوله وولاة الأمر ويجب أن يقضي وقته إما معلما أو متعلما وليس متصفحا أو متسكعا وأن يكون دور المسلم دائما الدعوة إلى الله وإلى الأخلاق الفاضلة وإلى الجماعة ونبذ الفرقة والعرقية والعنصرية بين المسلمين, وفي الختام أقول إن تعلم هذه التقنية والاستفادة منها فيما يرضي الله ورسوله وأولي الأمر منا هي في نظري جهاد تقني وهي قوة أمرنا الله بها وقد تركناها في هذا الزمان ولذلك صرنا أضعف الأمم, وقد قال الله تعالى وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ترهبون به عدو الله وعدوكم .
فأين القوة وأين الإعداد والاستعداد؟

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved