أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 8th August,2000العدد:10176الطبعةالاولـيالثلاثاء 8 ,جمادى الاولى 1421

مقـالات

متى يتناطح الزوجان؟
د, محسن الشيخ آل حسان
لقد احترت في اختيار العنوان المناسب لموضوعي هذا الذي سأحاول فيه القاء الضوء على ما يتعرض له الزوجان في علاقتهما الزوجية من عناد مستمر يقودهما في حالات كثيرة الى ما يبغض الله (الطلاق).
وبينما أنا أفكر في الموضوع والعنوان وإذا بي أشاهد مصارعة الثيران والتي من خلالها يحاول الثور الهايج ان ينطح المصارع بقرنيه القويين,, بينما يحاول المصارع ان يعانده في الاتجاه والحركة,, ويشتد هذا العناد بالتناطح,, حتى يقع أحدهما أرضا,, فاقدا الوعي,, وربما فاقدا الحياة.
واهتديت الى عنوان (متى يتناطح الزوجان بالعناد)؟,, وهل يمكن إطفاء العناد بالعناد؟,, وقلت لنفسي: عندما يدخل الزجان في حلقة أو (حلبة) العناد الصعبة فهل يستطيعان تجاوزها والعودة بالأمور الى مجراها الطبيعي والسلس ام ان هذه الحلقة او الحلبة تقودهما الى الأصعب والأسوأ؟,, وحملت اسئلتي الى مجموعة من الزملاء والأصدقاء المتزوجين,, وطرحت عليهم أسئلتي,, فجاءت إجاباتهم كالتالي:
قال عماد: مضى على زواجي اكثر من عشرين سنة,,وتناطحت مع زوجتي أكثر من مرة,, ولكني أتعامل مع عنادها بعدة طرق من ضمنها المناقشة الهادئة التي تقود سفينة الزواج الى بر الأمان دائما,, ولله الحمد,, وإذا لم تنفع المناقشة فانني اخرج من البيت حتى أهدأ,, ثم ارجع الى البيت وأحاول ان اصفي الموقف للتوصل الى حل مناسب,, اما إذا كان العناد لسبب تافه فإنني لا اعيره اي اهتمام فيخمد عناد زوجتي بسرعة,, ونعود الى وضعنا الطبيعي,, لا غالب ولا مغلوب.
أما فهد,, فقد قال: الحمد لله ان حياتي الزوجية لم تواجه موقف التناطح الزوجي,, ولكن قد تكون هناك حالات بسيطة جدا من العناد بيننا ونتعامل معها ببساطة مثل المناقشة الهادئة في جو شاعري للتوصل الى حل مناسب يرضي الطرفين,, وبذلك احمي بيتي وأولادي من نتائج العناد الذي يقود الى ضياع الأسرة وهدمها.
أما عبدالله,, فقد علق قائلا: إنني اتعامل مع عناد زوجتي بحسب مزاجي,, فإذا كان مزاجي رائقا وهادئا فإنني احاول ان اضحك وامزح لأخفف من حدة عنادها، اما إذا كان مزاجي عكرا فإنني اخرج من البيت واناقش القضية في وقت آخر,, وحينما اعود الى المنزل افضل ألّا أتكلم مع زوجتي حتى الصباح,, حتى تهدأ نار العناد وتعود المياه الى مجاريها في اليوم الثاني.
أما سعد,, فقد قال: إنني اناطح العناد بالعناد,, فإذا كان سبب العناد بسيطا كان عنادي له بسيطا ويمكن التعامل معه بالمناقشة ووضع الحلول له,, اما إذا كان سبب العناد قويا فإنني اواجه العناد بعناد اقوى منه واصر على عنادي مما يجعل زوجتي تفكر سريعا في وضع الحلول المرضية من قبل الطرفين قبل ان تقع المصيبة الكبرى,, والتي نعرفها جميعا,, ونكرهها,, ونرجو ان لا تحدث.
ومن خلال اجابات الزملاء والاصدقاء أرى انه يجب على الإنسان (الزوج والزوجة)أن يتعامل مع عناد الطرف الآخر بالحسنة واللين وسياقة الحجج والبراهين ومن خلال المقدرة على التجاوز والتسلح بالعلم والمعرفة وانضباط الاعصاب في جميع الحالات وكذلك محاولة الزوج والزوجة بالتحلي بالاخلاق والتصرفات الاسلامية التي تزرع في قلوب المسلمين الحب والتسامح والتصالح والاعتراف بالخطأ,, والابتعاد عن العناد والغضب,, وان يسود الحب والتفاهم والمقدرة على التحكم في الاعصاب في حالة الغضب,, وارجو لجميع الأزواج والزوجات الحياة السعيدة المليئة بالتفاهم والحب والابتعاد عن التناطح الزوجي.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved