أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 8th August,2000العدد:10176الطبعةالاولـيالثلاثاء 8 ,جمادى الاولى 1421

مقـالات

بوح
مرحلة النضج
إبراهيم الناصر الحميدان
إذا دلف الانسان إلى العمر الستيني اصبح يلقب بالشايب وهو في الغالب إذا ما كان محتفظاً بصحته وحيويته يسخر من هذه التسمية ويرد إلى الطرف الآخر بتعبيرات الترق والطيارة والتسرع أو المطفوق الذي يحشر نفسه فيما لا يعلم, ذلك أن هذا التصادم الطبيعي ما بين الاضداد أي بين فريق يتراكض نحو اتجاه مجهول وآخر قرأ شبح المستقبل من خلال الماضي فهو مدعوم ومدجج بتجارب تجعله في حالة من الاطمئنان بينما زورق الآخر يتلاطم بين الأمواج الصاخبة طوراً والهادئة طوراً آخر، يحتاج بين الحين والآخر إلى أن يعود إلى الفريق الأول مرغماً يسأله المشورة فيما يواجهه مع أنه في الغالب لن يستمع إلى فحوى النصيحة مكتفياً بالتلميح السريع لأن العجلة والتسرع من صفات الشباب بينما التفكير والاتزان تغلب على الطرف الآخر الذي شلّت الأعوام بعض حيويته وامتصت الكثير من قدراته فيستعيض عن الاندفاع بالتروّي وهي حالة عامة يتساوى فيها أفراد المجتمع بحسب ثقافاتهم لذا فإنهم يجابهون اللوم والتقريع إذا ما انفرطوا عن هذا الاتجاه وحاولوا مسايرة من يصغرونهم في السن سواء في القول أو التصرف، ولاسيما بالنسبة للرجال، بينما النساء يخفين في الغالب ما يدور في أذهانهن بله سلوكياتهن المتسرعة لأن الخطأ النسائي أكثر ضرراً وتنجم عنه جوانب تلحق بسمعة الأسرة!
ورغم أهمية الحيوية والنشاط بالنسبة لأفراد المجتمع حتى تحافظ الحياة على إنجاز دورتها العصرية وتحولاتها الحضارية تبقى نسبة الخطأ فادحة مزعجة، ولاسيما إذا ماعرفنا أن نسبة النضج العمري هي الغالبة.
ولنا أن نتصور ماذا سوف يحدث إذا ماخلت التصرفات من الناضجين المدججين بالخبرة في وجه سلوكيات مندفعة بلا رادع أو انقلب الأمر الى عكسه، فإذا بالكبار يهيمنون على حركة المجتمع التي سوف تتباطأ إنجازاته وتأخذ التحولات دورة أبعد مسافة زمنية, وإذا كنا نميل إلى الاتزان وننحاز إلى العقل الناضج فإن الحيوية مطلوبة بنسبة أكثر حتى لا تفقد الحياة ذلك المهماز التوازني الذي قد يستهين بالنتائج قليلاً ولكنه لا يبارح الدورة الزمنية التي تدفع بالمجتمعات نحو التخلص من عوائقها المكبلة لفاعليتها والمستشرفة لمستقبلها .
للمراسلة: ص,ب 6324 الرياض 1442
أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved