أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 8th August,2000العدد:10176الطبعةالاولـيالثلاثاء 8 ,جمادى الاولى 1421

متابعة

بسبب الموقف الداعم لحق الفلسطينيين بالقدس الشريف
هجوم إعلامي متبادل بين مصر وأمريكا يؤثر في العلاقات بين البلدين
* القاهرة الجزيرة محيي الدين سعيد
تمر العلاقات المصرية الأمريكية بتوتر شديد أرجعته دوائر اعلامية مصرية الى غضب واشنطن من الموقف المصري من محادثات كامب ديفيد وسعي القاهرة الى التنسيق مع المملكة العربية السعودية من أجل تأييد الموقف الفلسطيني ودفع الرئيس الفلسطيني عرفات الى عدم تقديم تنازلات بشأن قضية القدس وهو الامر الذي كانت ترغب الادارة الأمريكية في انهائه في محادثات كامب ديفيد الأخيرة.
وقد زخرت الصحف الأمريكية الأيام الماضية بمقالات وتحقيقات وأخبار وصفها اعلاميون مصريون بأنها موجهة وانها تدور حول ان مصر مطالبة بحفز الرئيس الفلسطيني عرفات على عدم التشدد بالنسبة لقضية القدس أو على الأقل ارجاء مناقشة قضيتها.
وأخذت الصحف الأمريكية خاصة في مقال توماس فريدمان محرر الشؤون الخارجية بصحيفة نيويورك تايمز اخذت على الرئيس المصري مبارك قيامه بزيارة المملكة العربية السعودية أثناء محادثات كامب ديفيد واعتبار انه وقادة المملكة يقدمون بهذه الخطوة دعما لعرفات في تشدده بالنسبة للقدس وهو الامر الذي كانت ترغب الادارة الأمريكية في حدوث عكسه.
كما كتب جيفري كيمب مدير البرامج الاستراتيجية والاقليمية بمركز نيكسون للدراسات السياسية والاستراتيجية مقالا يوم الجمعة الماضية في صحيفة سان ديجو يورنيون تربيون يطلب من الزعماء العرب وخص منهم قادة مصر والسعودية بمساندة ياسر عرفات وتقديم غطاء لازم له من اجل ان يقبل بصفقة سلام ويقبل حلا وسطا بالنسبة للقدس.
حملات متواصلة
وقد شهد نهاية الاسبوع الماضي تحركات نشطة للمنظمات اليهودية لمطالبة الكونجرس الأمريكي بالربط بين المعونة المقدمة لمصر وبين رد ممتلكات اليهود بها.
وطالبت هذه المنظمات الكونجرس الامريكي بأن يأخذ بعين الاعتبار أثناء مناقشته المعونة المقدمة لمصر مدى تعاونها مع اليهود الذين رفعوا دعاوى قضائية لاسترداد ممتلكاتهم وحجم التسهيلات التي ستقدمها مصر لهم وزعمت احدى هذه المنظمات وهي المؤتمر اليهودي العالمي ان مصر مارست أسوأ أنواع السلب ضد اليهود وأجبرتهم على مغادرتها تاركين وراءهم أملاكهم واستثماراتهم, وقد شملت الحملة التي شنها كتاب أمريكيون ومنظمات يهودية عن مصر التذكير بقضايا داخلية في مصر واعتبرت انها انتهاك لحقوق الانسان وخصت منها قضية الدكتور سعد الدين ابراهيم أستاذ الاجتماع بالجامعة الامريكية بالقاهرة ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية والذي اتهمته السلطات المصرية بتلقي أموال من جهات أجنبية مقابل اصدار تقارير وأبحاث تسيء الى صورة مصر في الخارج وتمس الوحدة الوطنية لشعبها,, وذكرت الصحف الأمريكية ان الدكتور سعد الدين ابراهيم تعرض للاضطهاد ولحملة من التشهير المعنوي من الصحافة المصرية والتي وصفها توماس فريد مان بأنها لا تمارس الحرية الا في تشجيع الكراهية لليهود والنظريات التآمرية بالنسبة للولايات المتحدة.
وأثارت المقالات الأمريكية ما وصفته بعدم حاجة واشنطن الى مصر بعد انتهاء الحرب الباردة وزوال خطر الاتحاد السوفيتي مشيرة الى ان الولايات المتحدة أعطت مصر عشرات المليارات دون الحصول على مقابل مناسب.
وقد اتسم الخطاب الاعلامي المصري خلال الأيام الماضية بالرد العنيف على المقالات الأمريكية التي تهاجم مصر والتذكير بالفارق الحضاري بين مصر وأمريكا والدور المحوري لمصر في منطقة الشرق الأوسط والتأكيد على استقلالية القرار المصري وحريته في اتخاذ القرارات المناسبة للصالح العربي والاسلامي فيما يخص قضية القدس.
كذلك أكدت الصحف المصرية ان قضية مركز ابن خلدون ما زالت رهن تحقيقات القضاء المصري وانه هو الذي سيحكم فيها وحده.
وأشارت الى رفض العرب جميعا للمواقف الأمريكية المنحازة بشدة لاسرائيل وتحديها للمشاعر العربية والاسلامية.
وذكر معارضون سياسيون مصريون انهم يؤيدون الحكومة المصرية وسياسة الرئيس مبارك تجاه قضية القدس في مواجهة الصلف الأمريكي وطالب هؤلاء بمقاطعة البضائع الأمريكية في مصر للرد على الافتراءات الأمريكية ضد مصر.
وذكر مراقبون ان توحد الموقف المصري ضد الهجوم الأمريكي يعني استمرار هذا الموقف وربما تصاعده كما يعني ان هناك توترا شديدا في العلاقات بين البلدين سوف تشهده المرحلة المقبلة خاصة وقد حفل الخطاب الاعلامي المصري في الصحف الرسمية بالحديث عن عدم الحاجة للمعونة الأمريكية والتقليب في دفاتر قديمة لم تتطرق اليها الصحف الحكومية من قبل مثل قضية الأسرى المصريين والجرائم الاسرائيلية غير الأخلاقية ضدهم.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved