أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 8th August,2000العدد:10176الطبعةالاولـيالثلاثاء 8 ,جمادى الاولى 1421

الاخيــرة

وقفات في الأردن 1 - 2
عبدالله بن عبدالعزيز ابن إدريس
قضيت الأيام الماضية في الأردن سائحاً أنا وبعض أفراد العائلة وقد تجددت لي بهذه الزيارة الجديدة ذكريات من زيارة سابقة لهذا البلد الشقيق وذلك قبل ثلاث وثلاثين سنة,, بدعوة من الحكومة الأردنية في وفد صحفي مصغر يضم كلاً من الأستاذ عثمان حافظ رئيس تحرير جريدة المدينة رحمه الله والأستاذ حسين العسكري من اذاعة جدة، وكاتب هذه السطور رئيساً لتحرير جريدة الدعوة الاسبوعية.
وكان هدف حكومة الأردن من دعوتنا لتلك الزيارة حضور المؤتمر الصحفي الذي سيعقده الملك حسين، بعد عودته الى عمان من جولة طويلة في دول أوروبا، بعد نكبة 1967م ولزيارة الجيش السعودي المرابط حينذاك في العقبة والكرك ومناطق أخرى.
وكان ذلك الجيش الذي يبلغ تعداده 6000 ستة آلاف ضابط وجندي، قد شارك في حرب الأيام الستة وبقي مرابطاً هناك عدداً من السنين, فكان قائده في ذلك الحين اللواء محمد بن عامر فريق متقاعد متعه الله بالصحة والعافية.
وقد تم لنا حضور ذلك المؤتمر والمشاركة فيه بأسئلة طرحناها على الملك حسين, وقمنا بزيارة الجيش السعودي في مواقعه ورؤية (الطائرة الاسرائيلية) التي أسقطها الشباب السعوديون بمدفعيتهم, وبقي فصيل من الجيش السعودي يدافع عن تلك المنطقة بما فيها الطائرة ذات النجمة السداسية حتى لا تستعيدها اسرائيل,, وقد فرح الشباب العسكري السعودي بزيارتنا لموقعهم، وداعبونا بما يشبه التحدي أن نركب الدبابات فاعتذر الزميلان, أما أنا فقد كنت أنوي طلب هذا فجاء بطلب منهم, وأجلسوني على كرسي القيادة وقال أحدهم وهو من أسرة القاضي من عنيزة هاه نعطيك مفتاحها تشغلها قلت الا هذا,, فأنشد بالمناسبة البيت المشهور:


وللحروب رجال يعرفون بها
وللدواوين كتّاب وحسّاب

وزرنا مواقع الجيش السعودي في العقبة، والكرك، وأماكن أخرى,
***
تواردت على خاطري هذه الملامح من الرحلة الأولى الى الأردن,, بعد ما يقارب ثلث قرن، وقد كتبت عنها في الدعوة حينها, كما كتب الأستاذ عثمان حافظ في المدينة وقد تضمن مقاله اشارة الى حفل العشاء الكبير الذي أقامه لنا القائد اللواء محمد بن عامر في الكرك مما أزعج وزارة الدفاع السعودية يومها، وربما اضطرها إلى تغيير موقع الفوج المرابط في الكرك ونقله الى مكان آخر, وما كان ذلك الا نسياناً من الأستاذ عثمان رحمه الله لا جهلاً ولا عمداً، مع ان اسرائيل تعرف جميع مواقع الجيوش العربية جيداً بآلياتها المتطورة وتنظيمها الدقيق.
***
في زيارتي الثانية أضفت الى ما زرته سابقاً أماكن جديدة منها البحر الميت وهو مكان قرية قوم لوط التي جعل الله عاليها سافلها عقاباً لأهلها الذين يعملون الفاحشة, كما زرنا جرش والتي لم أر فيها ما يماثل البتراء ذات البيوت المنحوتة في الجبال على امتداد كيل كيلو كما زرنا شلالات ومنابع ماء معين اللاهبة الحرارة، والتي لا يطيق الانسان وضع يده أو قدمه في بعضها ولو لثوان قليلة حيث يقترب بعضها من درجة الغليان، ولا تصلح الا في الشتاء.
***
عمان اليوم غيرها بالأمس، فقد أصبحت مدينة جميلة ومتطورة وجذابة ولها ميزات تتفوق بها على البلدان المجاورة لها تتمثل في المظاهر التالية:
*لطافة جوها واعتداله.
* خضرتها وغناها الزراعي.
* جمال مبانيها ونظافتها وبخاصة في أحيائها الجديدة.
* سهولة المواصلات وبخاصة سيارات الأجرة التكاسي .
وأهم من ذلك كله ان المجتمع الأردني دمث الأخلاق، لطيف التعامل، ليست فيه خشونة أو عنجهية بعض جيرانه.
ولفت نظري ان الفلسطينيين في الأردن من خلال أسبقيتهم في التعليم وتفوقهم في الاقتصاد، يشبهون الصينيين في ماليزيا حيث اقتصاد ماليزيا في أيديهم, أما الملاويون سكان ماليزيا الأصليون والأكثرون، فهم لا يتساوون مع مواطنيهم الصينيين الذين هاجروا الى ماليزيا في الأزمنة الغابرة.
وأفرحتني كثيراً الصحوة الاسلامية في الأردن ومحافظتهم على الصلوات الخمس في جماعة، وتحلق بعضهم على إمامهم بعد الفجر لحفظ القرآن مع ضبطه بقواعد التجويد لرجال أعمارهم ما بين الخمسين الى السبعين وجميعهم فلسطينيون.
وللحديث بقية

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved