أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 8th August,2000العدد:10176الطبعةالاولـيالثلاثاء 8 ,جمادى الاولى 1421

عزيزتـي الجزيرة

البتّار السريع
عزيزتي الجزيرة
من منا لا يعرف البتار أو المهند أو الصارم،الكل يعرف أنها أسماء للسيف، والكل يعرف ان السيف هو أسرع آلة حادة وأدق في إنجاز مهمته كفانا اللّه وإياكم من هذه المهمة, ولكن هل تعلم ان هناك بتاراً آخر أسود اللون أسرع من السيف ولكن ليس أدق منه فكلاهما ينجز المهمة إلا ان الأول وأقصد السيف يقوم بمهمته بكل دقة بعد ان تثبت الإدانة ويصدر قرار تنفيذها, أما البتار الأسود فلا يعرف بالدقة بل العشوائية ديدنه، ولا يعرف لغة القوانين ولا للمرافعة سبيلا ولا ينتظر صدور قرار التنفيذ, إن هذا البتار الأسود قد فتك بالبشرية وهو يقوم بمهمته المؤلمة على مدار الساعة لا يحترم حقوق الإنسانية ولا المناسبات السعيدة ولا يراعي الشهور الحرام ولا يرفق بالإنسان او الحيوان، فكم بتر الجزء عن الجسد وأحياناً كثيرة بتر الأجزاء العديدة عن الجسد الواحد فلا ترى الا أشلاء متناثرة يصعب على الشخص التعرف على صاحب هذا الجسد.
كم يتّم اطفالاً في انتظار والدهم ومعه ملابس العيد وهداياه,كم رمّلت أمرأة في مقتبل العمر، وكم خطف شاباً ليلة زفافه وكم أباد أسرة بأكملها, وكم لبى رجال الدوريات والنجدة والدفاع المدني والإسعاف والهلال الأحمر، لبوا النداء لمن يتعرض لأذى هذا البتار الأسود،هل عرفتم هذا السفّاح؟ انه طريق الساحل السريع (جدة جيزان), ان هذا الطريق يشهد حوادث مروعة نظراً للحركة الشديدة عليه سواء من سيارات نقل البضائع الكبيرة او من زوار الديار المقدسة والعودة الى الجنوب او المصطافين في فصل الصيف القاصدين الى منطقة عسير، بل إن استخدام هذا الطريق يعتبر على مدار الساعة والعام.
وكم سمعنا عن حوادث دامية سواء لبعض المدرسات، يذهبن للعمل صباحا خارج مدينة مكة المكرمة في المناطق البعيدة عن مقر سكنهن ولا يعدن بعد ذلك بسبب حادث مشين يذهبن ضحيته, وكذلك بعض المعتمرين, إن هذا الطريق يخدم مئات القرى ومئات الآلاف من السكان ويربط المنطقة الجنوبية بالمنطقة الغربية وباقي مدن المملكة ويعتبر شرياناً حيوياً ولكن,,, أصبح شرياناً ينزف دماً, لقد أصبح في نفس الوقت شبحاً للموت يغتال السعادة والفرح ويرسم بالحزن والكآبة خطوطا أبدية ويختطف من يريد من مستخدميه, وكما ذكرت آنفاً فإنه لا يحترم الإنسانية ولا يراعي شعور الآخرين بل يهوى إسالة الدمع دماً لأنه تعوّد على ذلك فكم تحدرت المآقي حرقة وألماً لفقد أمٍ حنون أو ابن نذر عمره لإسعاد أسرته وكم وكم وكم,,, بل أصبح مستخدمه مفقودا والناجي من خطره مولودا بإذن اللّه تعالى , فإلى سائقي المركبات,, احذروا السرعة والتهور في قيادة السيارات,, وإلى وزارة المواصلات لتحسين الطريق للحد من هذه الحوادث القاتلة.
تركي يحيى السرحاني
نائب المشرف العام على مستشفى عسير المركزي

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved