أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 8th August,2000العدد:10176الطبعةالاولـيالثلاثاء 8 ,جمادى الاولى 1421

الريـاضيـة

بروح رياضية
للرياضة شأن يا سلطان
د , خالد الباحوث
لقداحسنت الحكومة صنعا عندما أناطت مسؤولية أمانة الهيئة العامة للسياحة لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان, فالأمير سلطان خير من يتولى هذه المهمة العظيمة وهو جديرا لها, والأمير سلطان رجل الفضاء ورجل المهام الصعبة والرجل المثقف والمخلص والذي اعطى وقته وجهده لذوي الحاجات الخاصة نتمنى له التوفيق والسداد في تلك المهمة الوطنية.
والواقع فان موضوع الاهتمام بالسياحة موضوع أصبحت ظروف المرحلة تشدد على العناية والاهتمام به, والاهتمام بالسياحة أصبح من أولى اولويات اهتمامات الدول وذلك للارتفاع المتزايد في أرقام المبالغ المنفقة دوليا على السياحة, فالإنفاق السياحي العالمي حقق أرقاما خيالية خلال السنوات الأخيرة، فحسب بعض المصادر الدولية المهتمة فان الإنفاق العالمي على السياحة بلغ ما يقارب التسعمائة بليون دولار في السنة الماضية.
ولذلك وبسبب هذا النمو السريع في السياحة الدولية نجد ان كثيرا من الدول أصبحت تعتمد بشكل كبير على الدخل من القطاعات السياحية وتولي هذا الموضوع أهمية قصوى وتسعى لتطويره, وكثيرا ما نسمع عند مناقشة سبل ووسائل الجذب السياحي الاهتمام بموضوعات كثيرة كجودة المناخ والشواطئ والمناظر الطبيعية او الآثار والمواقع التاريخية او التسوق والحفلات والبرامج الثقافية,,, الخ, لكننا لا نسمع كثيرا عن الحديث عن الرياضة وأهميتها وعلاقتها في الجوانب السياحية.
وفي الحقيقة فان كان هناك زواج ناجح وقوي فهو ارتباط الرياضة بالسياحة, وإذا كانت عناصر المتعة والسرور والترويح عن النفس هي احد ابرز عناصر ارتباطهما ببعض فان هناك روابط وعلاقة قوية ومتينة تربط ما بين الرياضة والسياحة كما ان هناك ابعادا اخرى لتلك العلاقة.
فالسياحة لم تعد مقتصرة على الاستمتاع بالمناظر الجميلة والخلابة او زيارة المتاحف والآثار القديمة او التسويق بل تجاوزت ذلك الى ربط السياحة بالرياضة,,, فالكثير من الناس اصبحوا يفضلون الاستمتاع بإجازاتهم من خلال ممارسة الرياضة بشتى انواعها سواء كانت رياضة بحرية او ساحلية او برية او جبلية.
كماان السياحة ومرافقها ومنشآتها وتكويناتها توفر فرصا واسعة لممارسة ألعاب رياضية مختلفة قد يكون بعضها يتطلب لمكانات خاصة سواء كان ذلك من ناحية استغلال الطبيعة او توفير مساحات ومعدات واجهزة معينة, وفي الجهة الاخرى نجد ان الجانب السياحي يستفيد هو الآخر من هذه الممارسات، فالاستمتاع بالممارسة والنشاط الرياضي قد يشبع رغبات الأفراد ويؤدي الى راحتهم وبالتالي إطالة او تمديد مدة إقامتهم.
ويسعى المنظمون للمناسبات الرياضية الكبيرة الى التركيز على توقيت اقامة المناسبات بحيث يتزامن مع الأوقات التي يتجه بها غالبية الناس للراحة والاستجمام، فنرى دائما ان البطولات والدورات العالمية الرياضية تقام في أوقات الصيف، فأكبر المنافسات العالمية تقام في منتصف الصيف تقريبا، بل ان منافسات الرياضات الشتوية، كالتزحلق على الجليد وغيرها، تقام في موسم الاجازات والمواسم والمناسبات الشتوية.
ويتسابق كثير من الدول على استضافة هذه المناسبات الى درجة اللعب بجميع اوراقها لكي تفوز في استضافتها, وبالطبع هناك اسباب كثيرة تكمن وراء هذا الاهتمام والتي يأتي في مقدمتها التسويق او الجلب السياحي للبلاد, ومن هذا المنطلق ومن تلك الأهمية يتجه كثير من البلدان الى الرياضة لما لها من دور كبير في الجذب والتسويق السياحي وتعمل على الدعاية له او لتنشيطه اوقات ركوده على أقل تقدير.
وبالاضافة الى ذلك كله فهناك بعد آخر يكون احد جوانب تلك العلاقة المميزة بين الرياضة والسياحة،فالمهتمون والقائمون على نشر بعض الألعاب الرياضية يستغلون المواسم السياحية لنشر وتنشيط احد الألعاب الرياضية من خلال جذب هواة الألعاب لممارستها وإتاحة الفرص المناسبة للمشاركة بها او مشاهدتها.
وللحق فان الشكر والتقدير مرفوع لصاحب فكرة بطولة الصداقة الدولية صاحب السمو الأمير محمد العبدالله الفيصل والذي يبذل جهودا جبارة في انجاز هذه المناسبة الرياضية السياحية واستمرارها, ونتمنى بان يتم زيادة عدد الفرق وتنويعها بحيث تشمل بلدان مختلفة ويا حبذا لو تم دعوة فريق او فريقين من أندية الدول المتقدمة كرويا خاصة وان البطولة اصبحت معتمدة ودولية.
وفي هذه المناسبة نقترح على الهيئة العليا للسياحة الاهتمام بالأنشطة والمسابقات الرياضية لتعزيز وتنشيط المهرجانات الصيفية وتشجيع الاتجاه نحو السياحة الداخلية, فلماذا لا يكون هنالك تنسيق بين الهيئة والاتحادات الرياضية على إقامة هذه النشاطات؟ نعتقد ان تشجيع اقامة منافسات في ألعاب مختلفة في المنتجعات السياحية سيشجع السياحة في الوقت الذي سيساهم في تطوير اللعبة, كما ان هنالك العابا رياضية خاصة في تلك المواسم كتسلق الجبال والألعاب البحرية وألعاب الشواطئ والقولف والبسبول او الكريكت والبولو وغيرها فلماذا لا يتم الاهتمام بها؟ لقد حان الوقت لتحديد جهة-أو ادارة-خاصة بالرئاسة العامة لرعاية الشباب لتتولى موضوع الرياضة السياحية بدلا من تشعب الصلاحيات وتعددالإدارات.
وأخيرا نتمنى ان يعي ويدرك القائمون على الرياضة والمهتمون بقطاعات السياحة هذه العلاقة الجدلية المميزة بين الرياضة والسياحة ويحسنوا استغلالها والاستفادة منها لصالح الرياضة العربية وتطويرها ولصالح التسويق والجذب السياحي ونموه لدينا.
Kbahouth@ yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved