أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 10th August,2000العدد:10178الطبعةالاولـيالخميس 10 ,جمادى الاولى 1421

مقـالات

إنها ردود فعلي,, وحسب,,!
د, فهد حمد المغلوث
الأخبار والحقائق المفاجئة التي تتلقاها من المقربين منك على حين غرة، والمواقف غير المتوقعة التي تتعرض لها معهم وبشكل مفاجىء أيضاً سواء أكانت سارة أم مزعجة تنعكس على ردود فعلنا الشخصية معهم والتي تكون هي الأخرى غير متوقعة منّا ولا تعكس حقيقة شخصيتنا الهادئة أو المسالمة أو المتفائلة، بل ربما جعلتنا تلك الأخبار المفاجئة والحقائق الجديدة شخصية أخرى ليست لنا! شخصية أخرى قد تجعل الطرف الآخر يأخذ منك موقفاً سلبياً أومعادياً أو قد يعتب عليك ويلومك لأنه كان يتوقع منك ردود فعل أخرى غير تلك التي حدثت منك خلال سماعك منه تلك الأخبار والحقائق أو تعرضك لتلك المواقف خاصة حينما يتعلق الأمر به وبك، وفي نوعية علاقاتكما وفي مستقبلكما وفي كل شيء.
وأنت أحياناً قد تستغرب من ردود أفعال غيرك تجاه ردود افعالك انت معهم! وقد تقول في نفسك ترى ماذا كانوا يتوقعون مني غير ما بدر مني؟ هل أسأت التصرف؟ هل بالغت في ردود فعلي ألستُ بشراً أعبّر عن عواطفي ومشاعري كما هي وفي لحظتها أم ماذا؟
ولكنك في الجانب الآخر حينما تعرف حقيقة تلك الأخبار والحقائق وانها رغما عنهم وليست بيدهم وأنهم هم الآخرون متضايقون منها ولا يعرفون كيف يتصرفون معها وأنهم اخبروك بها لأنك مصدر ثقتهم ولأنها تهمك ايضاً بشكل أو بآخر، حينئذ سوف تهدأ قليلاً لتفكر بشكل مختلف, صحيح ان الخوف والقلق والضيق سوف لن يزول تماماً ولكنك تبدأ تنظر لوضع الطرف الآخر والحالة النفسية التي يعيشها وكيفية تأثيرها عليه، بل انك تتعاطف معه أكثر حينما تعرف أن الألم الذي تشعر به الآن نتيجة تلقيك الخبر أو الحقيقة لا يساوي إلا جزءاً بسيطاً جداً من الألم الذي يشعر به، خاصة اذا كان قد تلقى هذه الحقيقة منذ فترة زمنية طويلة وأخفاها عنك ليس عدم ثقة بك بل خوفاً عليك وعلى مشاعرك أو ربما انتظارا لكي تنفرج الأزمة ويعود كل شيء الى وضعه الطبيعي وحينئذ يبدو كل شيء طبيعياً.
إن مشكلة ردود افعالنا القاسية تجاه الآخرين تتحكم فيها بعد الله عوامل عديدة، منها اننا نكون غير مهيئين نفسيا لتلقي الصدمات والمفاجآت السارة ومنها طريقة توصيلها المبالغ فيه لنا وعدم معرفة الطرف الآخر الموصل لتلك الحقائق والأخبار لنوعية شخصيتنا ومدى قدرتنا على تقبل الأمر الواقع المفروض علينا والأكثر من ذلك، هو التوقيت الذي نتلقى فيه الأخبار غير السارة.
اما الصدمة الكبيرة في اعتقادي، فهي انك في الوقت الذي تحضّر نفسك وتهيئها لاستقبال هذا الخبر والموعد وبمن يمثله، في هذا الوقت بالذات تفاجأ بخبر مؤلم مفاده ان تلك هي النهاية!
نحن ولا شك نغتم حينما يتضايق الآخرون من ردود فعلنا تجاههم ليس لأن تصرفاتنا معهم كانت غير لائقة في وقتها وإن كان هذا صحيحاً، ولكن مصدر ضيقنا وعتابنا ان هؤلاء الاشخاص يعرفون اننا لا نقصد رفع اصواتنا في وجوههم او اهانتهم او جرح مشاعرهم أو عدم تقدير ما قاموا به ويقومون به من اجلنا.
بل حتى أنت احيانا حينما ترى طرفك الآخر متضايقاً ومهموماً، فإنك تحاول جاهدا ان تكون بجانبه، تحاول ان تترك كل ما في يدك للوقوف معه ومعرفة ما به كي تخفف عنه، ولكنك تشعر بالضيق من نفسك حينما تشعر انك عاجز عن التقرب منه وكأنك غريب عنه، انك تتضايق ليس منه وليس من جفائه معك ولكن من عدم قدرتك على مساعدته.
وتتضايق اكثر حينما تسمع منه عبارات الاسى والحزن والتشاؤم وانه هكذا وسيظل هكذا علماً بأنك تراه عكس ما يعتقد عن نفسه! ترى ذلك في ابتسامته الرائعة،في روحه الحلوة، في بساطته الجميلة بل حتى في مبادرته الانسانية التي تنم عن ذوق رفيع وصفاء قلب.
ولكن كيف تستطيع ان تقنعه بذلك؟ كيف تستطيع ان تقول له ان المواقف المؤلمة ليست الا حدثا يوميا نواجهه في حياتنا لنؤكد على حقيقة حبنا وعلى صدق مشاعرنا وسمو اخلاقنا؟
كيف نستطيع ان نقنع الاطراف الاخرى من حولنا ان ردود فعلنا لا تعني بالضرورة ما سمعوه منها من عبارات جارحة في حقهم؟
ترى ألسنا بحاجة احيانا بحاجة لمواقف صعبة تكون بمثابة مرآة صادقة لنرى من خلالها حقيقة انفسنا ومشاعرنا وأحاسيسنا؟
اذاً لماذا لا تكون ردود الفعل تلك تعبيراً عن شيء جميل نكنه في قلوبنا لمن نحب؟
لماذا لا تكون ردود فعلنا حصيلة مشاعر جميلة تتسابق على الخروج لتعبر كل منها عما تريد؟
لماذا لا تكون ردود فعلنا مؤشرات حية لأحاسيس تنبض بالصدق لمن نكن له معزة خاصة؟
لماذا لا تكون ردود فعلنا دليلاً قوياً على ان بيدنا المزيد مما نقدمه لكي نثبت اننا الافضل في تقديم كل شيء لمن يستحق منا كل شيء؟
لماذا لا تكون ردود فعلنا المتلخبطة والمتناقضة هي إحدى صور الشوق واللهفة والحنين التي لا نستطيع إخفاءها اكثر من ذلك؟
لماذا لا تكون تلك الردود ايضا تعبيراً عن مقدار الاحترام والتقدير الذي نكنه لمن شعرنا منهم بالاحترام والتقدير؟
بل لماذا لا تكون تلك الردود التلقائية التي تخرج منا رغما عنا، لماذا لا تكون بمثابة اعتراف علني تقول له من خلاله قد تحبني صحيح، ولكنني انا اكثر! وقد تشتاق الي ولكني اكثر! وقد تخاف علي ولكن اخاف عليك اكثر.
فهل ياترى نستطيع تغيير مفاهيمنا لبعض مفاهيم العبارات التي نستخدمها ونتعامل معها كردود افعالنا بشكل يعطيها جمالاً أكثر؟
هذا ما نتمناه ولكن تذكر انني انا الأكثر في كل شيء جميل!
همسة
حينما أفاجأ,.
بحقيقة لا أتوقعها,.
بحقيقة لا أريدها,.
بحقيقة لم أحسب حسابها,.
بحقيقة مفادها.
اننا لن نكون معاً,.
من الآن وبعد الآن!
بل حتى الاحلام الجميلة
يجب أن تكون في خبر كان!
* * *
حينها ومن شدة الموقف,.
قد يتغير في كل شيء!
قد أكون انسانا آخر!
لم تعهده من قبل!
* * *
حينها,.
ربما كان رد فعلي بارداً
ربما كان باهتاً!
ربما كان غاضبا!
ربما كان دمعاً صامتا!
ربما كان آهات مكبوتة!
وربما كان الكُّل!
* * *
بل ربما حسبته,.
نوعاً من التخلي عنك!
ربما فسرته,.
نوعاً من التخلص منك!
وربما قلت في نفسك,.
إنها بداية النهاية!
* * *
ولكن حسبي أنه,.
ردُّ فعل آني,, وقتي
لا يعكس من أنا!
ولا يعني,.
أنه نهاية مابيننا!
بل بداية ما بيننا!
* * *
فاطمئن,.
لست أنا,.
ممن يستعجل النهاية,.
من أول موقف!
ولست أنا,.
ممن يتخلّى بسهولة,.
عن أعز ما يملك
فكيف إذا كان انت؟

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved