أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 13th August,2000العدد:10181الطبعةالاولـيالأحد 13 ,جمادى الاولى 1421

مقـالات

دور المرأة في العمل الخيري
د, زيد بن محمد الرماني *
ان للمرأة دوراً عظيماً ووظيفة جليلة في ممارسة العمل الخيري، بمختلف صوره وأشكاله، وذلك بما تمتاز به من قدرات وامكانات وسمات شخصية ونفسية وعاطفية.
وأهم ما تتميز به المرأة ويمكن استثماره في العمل الخيري هو قدرتها العاطفية وسرعة استجابتها فقد أثبتت البحوث العلمية والملاحظات الفردية ان القدرة العاطفية هي السمة الأساسية التي تتسم بها المرأة.
ويمكن توظيف واستثمار هذه السمة في مجال العمل الخيري بين بنات جنسها، لأنها أقدر على التعامل مع الأيتام والأرامل، لقدرتها على التأثير والاقناع واستثارة عواطفهم وميلهن لحب الخير والعطاء للعمل في هذا المجال الحيوي.
يقول سليمان بن علي العلي في كتابه: تنمية الموارد البشرية والمالية في المنظمات الخيرية : لقد استطاعت المرأة المسلمة في عصر النبوة ان تستثمر وقت فراغها في المشاركة الفعالة في أعمال البر والخير.
فكانت زينب بنت جحش رضى الله عنها امرأة صناع اليد، وكانت أطول أمهات المؤمنين يداً اذ كانت تدبغ وتخرز وتتصدق في سبيل الله.
كما ساهمت الصحابيات في سقي الماء ومداواة الجرحى، وهذه من أعمال الخير.
وفي وقتنا الحاضر، حيث توالت الأحداث والنكبات والحروب على مجتمعاتنا الاسلامية، وما خلفته من أيتام وأرامل وعجزة ومعوقين، كان لابد من بذل الجهود والأموال لإعالة ورعاية أولئك الأيتام والأرامل والعجزة والمعوقين.
فكان ان بادرت بعض المنظمات الخيرية بانشاء لجان نسائية تقوم بالعمل الخيري في وسط النساء.
وقد تميزت مجالات عمل المرأة في العمل الخيري من حيث: رعاية الأسر المحتاجة والفقيرة ورعاية الأرامل، ورعاية الأيتام، وجمع التبرعات واقامة الأسواق الخيرية، والمشاركة في الأطباق الخيرية، والأسابيع الاغاثية، والمهرجانات الأسرية، ومهرجانات الطفولة والأمومة.
ومع ذلك، فما زال دور المرأة المسلمة المعاصرة محدودا، في حين ان المرأة في الدول الغربية تقوم بالعمل الاغاثي في الدول المنكوبة من خلال منظماتها الخيرية بشكل حماسي, ان أكثر من ثلثي القوى العاملة في المنظمات الخيرية الأمريكية من النساء، بل ان 50% من المتطوعين من النساء كذلك, ولذا فقد أشارت بعض الاحصاءات في أمريكا ان 70% من العاملين في العمل الخيري من النساء.
وتشير احصاءات المنظمات والجمعيات الخيرية الى ان قيمة التبرعات النسائية وصلت الى حدود 28 بليون دولار سنويا، وان نسبة العاملات في جمع التبرعات في المنظمات الخيرية 52%.
ومما يلفت المتأمل والمتابع لهذه الاحصاءات أهمية دور المرأة في العمل الخيري، خاصة اذا علمنا ان معظم العاملات في المنظمات الخيرية من ذوات الشهادات العليا والمناصب القيادية.
ان المنظمات الخيرية الغربية تستثمر الطاقات والقدرات النسائية بشكل فعال في العمل الخيري والتطوعي، وتقدم للعاملات من الرواتب العالية والامكانات البشرية والمعنوية، ما يعينهن على الانطلاق قدما في العمل الخيري.
ونحن في منظماتنا الخيرية الاسلامية أولى بتشجيع المرأة المسلمة على العمل الخيري وتوفير ما تحتاجه من دعم مادي ومعنوي، واطلاق قدراتها وطاقاتها الفكرية والاجتماعية والابداعية لتشارك في بناء الصرح الخيري ودفع مسيرة العمل الخيري للامام خطوات جادة مع توفير المناخ العفيف للمرأة المسلمة الملتزمة بدينها وتعاليمه.
ان العمل الخيري في بلادنا يحتاج الى جهود وقدرات وطاقات كل فرد مسلم في كل أنحاء مجتمعنا الاسلامي.
* عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام
محمد بن سعود الإسلامية
أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved