أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 13th August,2000العدد:10181الطبعةالاولـيالأحد 13 ,جمادى الاولى 1421

عزيزتـي الجزيرة

إلى متى ونحن غارقون في بحر الخيال,,؟
هكذا تمر الأيام والليالي ويمضي قطار العمر والإنسان في غفلة لا يحس بالوقت الذي يمضي من عمره هدراً,, حينما تمر الثواني فهي محسوبة من عمره,, يأتي العام تلو العام ويمضي ونحن تائهون في الدنيا وغارقون في بحر الخيال,, لا ندرك قيمة هذا الوقت الذي يهب كالريح سدى لا نعرف له معنى لا نعرف كيف نستفيد منه تمضي بنا الحياة بشكلها المعتاد ليالينا سهر ولهو ونهارنا كسل وخمول لا نعرف سوى اشباع رغباتنا من غير توازن,, وبعد كل هذا نرتكب خطأ جسيما في اعتقادنا بان هذه هي الحياة التي يجب ان نعيشها كلا,, ان الحياة معناها التوازن في كل شيء فالله خلق الدنيا وخلق الانسان وخلق في الانسان قدرات وطاقات يجب ان توظف نحو الهدف المنشود لها كي نجني النتائج المفروضة ان الحياة علم وعمل وكلاهما مكمل للآخر فكلما واصل الانسان في العلم كان هذا دافعا قويا للعمل لعمل شيء ما يخدم البشرية وهذا ليس مستحيلا فحين نوظف طاقاتنا المسخرة من قبل الخالق نحو اهداف سامية سوف نحصد النتائج بايدينا وحينها فقط ندرك طعم الحياة في الواقع الحياة، بدون تعب لا طعم لها ولاذوق, فالانسان حين يعمل ويكدح ويفكر ويتأمل في هذا الكوكب العجيب ويكتشف المعجزات حينها يعرف حقيقة هذه الدنيا والحياة,, الله سبحانه وتعالى خلق الانسان لعبادته والعبادة تأمرنا بالعلم والعمل وفي هذا تسير الحياة بتوازن وتمضي بنا الى بر الامان,, اذا حاسب كل شخص نفسه واخذ يقارن بين ما مضى من عمره وما استجد، في النهاية انه لم يكسب في النهاية سوى الضياع,, هل نعتقد بان الحياة هي ان ننام ونستيقظ ونأكل ونشرب ونلهو ونمرح فقط واذا اقنعنا انفسنا اعتباطا بالايجاب فليدع كل فرد منا نفسه امام محكمة خيالية ويضع ضميره هو الفيصل الوحيد بين ضياع يومه في اللهو وامتاع رغبات نفسه وما كسبه في ذلك اليوم من ثروات لغده ومستقبله حتما سيقف في النهاية امام حقيقة مرة وهي ان رصيده الذي سيفيده في النهاية يتيم وعقيم ولا يسمن ولا يغني من جوع,, حينها ستكون الصدمة قوية وعنيفة في نفس الوقت وسوف يعيش بقية عمره ذائقا مرارة الحسرة على ما فرط في عمره وشبابه اتعلمون لماذا سيعيش في الم وحسرة لانه لم يبدأ في محاسبة نفسه الا بعد ما غزا البياض شعره وتجعد جلده وهش عظمه وتلعثم لسانه حينها سيدرك تماما ما معنى كلمة الوقت من ذهب وستكون وصيته للاجيال القادمة هي العبارة التي تقول الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك وسلامتكم.
محمد سعيد بن صبر
أبها ص , ب 396

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved