|
| وَرّاق الجزيرة
هذا الكتاب من أوائل الكتب التي ألفت في النساب الحديثة؛ وقد ألفه النسابة الشهير شيخ الأدباء وأديب الشيوخ الشيخ حمد بن إبراهيم الحقيل؛ وقد تميزت طريقة الشيخ في معالجة موضوع النساب فهو لا يعتبر النسب في حد ذاته منقبة يشرف بها المرء بل هو يعتبر التقوى أولا والنسب ثانيا؛ وبدون تقوى فلا نسب ولا كرامة؛ كما نرى أن شيخنا حمد يؤكد انه لم يؤلف في هذا الباب إلا لن له وجاهة شرعية لولا ذلك لما ولج باب النساب؛ ولما خاض في هذا البحر المتلاطم؛ وفي هذا الكتاب القيم يعرض المؤلف بروعة فائقة لمسائل أدبية ونكات تاريخية تعين القارىء والباحث على متابعة قراءة الكتاب بهمة ونشاط، ويلفت المؤلف في إحدى ثنايا سفره هذا إلى أن المرأة العربية ليست مغمورة الجانب؛ بل إن كتب الأقدمين مملوءة بصفحات نقية في شهامة المرأة العربية وشجاعتها وعفتها وكرامتها؛ ومن الفصول الماتعة في كتاب شيخنا حمد ,,,,, الفصل الذي عقده عن القبائل المتشابهة في الأسماء حيث أورد منها على سبيل المثال الدؤل في كنانة؛ وكذلك الدؤل في حنيفة في بكر بن وائل منهم قتادة بن مسلمة وهوذة بن علي صاحب التاج الذي يمدحه أعشى بكر بن وائل؛,,,,, وعندما تتبع المؤلف علوم ومعارف العرب ذكر ان من علومهم الاختراعات ذاكرا أن في عهد هارون الرشيد اخترعت الساعة الدقاقة والمتحركة بالماء وقد اهداها الرشيد لشرلمان ملك فرنسا ولما رآها الإفرنج ذعروا منها لزعمهم أنها آلة سحرية وابن يونس المصري هو الذي اخترع بندول الساعات والعرب هم الذين اخترعوا بيت الإبرة وبوصلة البحرية وقد أخذ عنهم الإفرنج الأرقام الحسابية وعلم الجبر والمقابلة وقواعد ثقل الجسام وعلم الكيمياء واستخرجوا المياه والزيوت بواسطة التقطير والتصعيد (وبرعوا) في الجراحة حتى إن نساءهم كن يعملن العمليات الجراحية لبنات جنسهن, وقد اخترع الطائرة كما هو مشهور في كتب التاريخ,, الخ.
وهذا أيها القارىء الكريم عرض موجز وسريع لأحد إصدارات العلامة الشيخ حمد وهو من أوائل إنتاجه الفكري والأدبي وهو نواة لموسوعته الشهيرة في الأنساب والأدب العربي كنز الأنساب (ومجمع) الآداب وقد طبع عدة مرات وآخرها الطبعة الثالثة عشرة وقد استدرك فيها ما قاله في كتابه زهر الأدب وحذف ما نقله عن بعض المؤرخين كفؤاد حمزة وغيرهم وان من الإنصاف بمكان أن تحتفي الأمة بروادها ورجالها الذين حملوا أعباء التمهيد لنهضتها الشاملة ووثبتها الكبرى خصوصا في مرحلة تاريخية موجزة وبمناسبة مرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية ومن هنا كان التنويه بجهود أحد هؤلاء الرواد الذي يعد علما من أعلام التاريخ والأدب والقضاء وهو صاحب تجربة (ثمينة) في رجال البحث والأدب متعه الله بالصحة والعافية.
مهتم بتاريخ الجزيرة العربية والحركة الأدبية. |
|
|
|
|
