أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 13th August,2000العدد:10181الطبعةالاولـيالأحد 13 ,جمادى الاولى 1421

العالم اليوم

أضواء
لماذا تهرَّب عرفات من لقاء بيريس,,؟!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مع اقتراب موعد انتهاء المفاوضات النهائية بين الفلسطينيين والاسرائيليين والتي نصت عليها اتفاقيات أوسلو وواشنطن وشرم الشيخ، التي حددت موعد الثالث عشر من أيلول سبتمبر كموعد نهائي لانجاز الاستحقاقات الفلسطينية بدءاً من اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه الأساسية: السياسية، والانسانية، والجغرافية، والاقتصادية,.
مع اقتراب هذا الموعد يتحرك الفلسطينيون والاسرائيليون ومعهم أطراف عربية وإسلامية ودولية للاستفادة مما تبقى من أيام قليلة لتحقيق حلم سلام الشرق الأوسط .
فالفلسطينيون الذين يقود تحركم الرئيس ياسر عرفات ، أوضحوا لكل القوى الدولية، عرباً ومسلمين وأفارقة وأوروبيين وهناك زيارات للاتينيين نعني دول أمريكا الجنوبية أوضحوا لهم ان ما يطلبونه يأتي متوافقاً مع قرارات مجلس الأمن الدولي ومع حقهم كبشر يجب أن تكون لهم دولة، وتعاد حقوقهم التي سلبت منهم، وأنهم وبعد أن استمعوا لنصائح الدول الصديقة باعطاء فرصة لجهود السلام، وأجلوا إعلان دولتهم أكثر من مرة فإنهم هذه المرة مصممون على نيل حقوقهم,, حتى ولو بطرق أخرى يعرفها الاسرائيليون أكثر من غيرهم,, وسواء نبه ياسر عرفات أو لم ينبه الأمريكيين وقادة الدول التي زارها إلى هذه الحقيقة التي تتلخص في أن الفلسطينيين الذين يعيشون أقصى درجات الاحباط، لا يمكن أن يقبلوا تأجيلاً جديداً لنيل استحقاقات واجبة، سواء إعلان الدولة الفلسطينية أو نيل حقوقهم الأخرى، وأي تأجيل جديد سيسقط أي مصداقية للقيادة الفلسطينية ولأي جهود سلمية، مما يخرج العملية من يد القيادة الفلسطينية التي إن لم تتوافق مع الغضبة الشعبية ستتجاوزها الجماهير التي ستكون أكثر انقياداً لدعوات المواجهة، خاصة وان الاسرائيليين يغذون هذه الدعوات بمحاولاتهم الضغط على القيادة الفلسطينية للمس بثوابت يعتبرها الفلسطينيون والمسلمون والمسيحيون ثوابت مقدسة، كموضوع القدس حيث يريد الاسرائيليون إبقاء السيادة الاسرائيلية على المسجد الأقصى ليحققوا مخططاتهم ببناء كنيست يهودي إلى جانب المسجد الأقصى، وتقسيم أحياء القدس للفصل بين الارمن وباقي المسيحيين,.
وحتى ما يطلق عليهم بالمعتدلين في اسرائيل يعرضون اقتراحات تظهر ان السلام الذي تريده اسرائيل، هو سلام الاستسلام ، فوزير خارجية باراك الجديد بن عاصي وقبل مغادرته تل أبيب متوجهاً إلى تركيا جدد تأكيد المطلب الاسرائيلي بالسيادة على باحة الحرم القدسي حيث يزعم اليهود انه بني في المكان الذي دمر فيه الرومان هيكل سليمان في العام 70.
وبما ان باحة الحرم القدسي تضم المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين فإن اصرار اليهود على ابقاء سيادته معناه نوايا لهدم المسجد .
أما المعتدل الآخر يوسف بيلين فقبل مغادرته إلى واشنطن اعتبر طلب الفلسطينيين اعتراف اسرائيل بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى منازلهم (1948) مع احفادهم الذين يبلغ عددهم 3,7 ملايين نسمة حسب أرقام الأمم المتحدة، تدميراً لاسرائيل.
وقال بيلين أمام الصحافة ان عودة لاجئي ال48 الفعلية إلى اسرائيل ستعني نهاية دولة اسرائيل بصفتها دولة صهيونية معتبراً ان اسرائيل لن تقبل أبداً إلا بعودة عشرات آلاف اللاجئين في اطار لم شمل العائلات.
مثل هذه الأفكار لن تغري القيادة الفلسطينية على العودة حتى لكامب ديفيد ثانية أو ثالثة إذ لا يمكن أن تذهب القيادة الفلسطينية إلى الانتحار ومعاندة شعبها,, ولذلك فقد فضل عرفات عدم لقاء شيمون بيريس في الوقت الحاضر.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved