|
| فنون تشكيلية
* حوار: عبدالله سعود التمامي:
بين نقاء اللون وقوة الخط وعفوية الأداء بما يقارب من الطفولة التقت (ثقافة اليوم) بالفنان السوداني محجوب حسن العوض وهو من مواليد 1954م.
والحاصل على بكالوريوس من كلية الفنون الجميلة والتطبيقية تخصص تصميم إيضاحي سنة 1978م.
عمل في مجلة (سوداناو) الإنجليزية ثم عمل في السعودية كرئيس في قسم التصميم في مؤسسة أوتار.
شارك في العديد من المعارض التشكيلية في المملكة.
وقد كان لثقافة اليوم معه هذا اللقاء:
* ما رأيك بالساحة الفنية اليوم وكيف تراها قبل سنوات؟
برغم الكم الهائل من المعارض والصالات التي تقام واللوحات والفنانين تبقى الساحة الفنية قبل سنوات أفضل من ناحية الجودة.
* تطالعنا صالات العرض بين الفينة والفينة بمعرض جديد أو لوحات جديدة أو معارض شخصية او جماعية جديدة, كيف يرى الفنان محجوب ذلك من وجهة نظر شخصية؟
الفرصة المتاحة الآن لم تكن من قبل وعلى كل فنان الاستفادة من ذلك، من ناحية المشاركة والمشاهدة,, وهذه المعارض الجديدة او الصالات إن كانت بداية لنهضة فنية، تبقى الناحية التجارية هي الغالبة عليها وهذه من أكبر المشاكل.
فعلى أصحاب صالات العرض ان يساهموا في الرفع من مستوى الوعي الفني.
وأعتقد أنه ينبغي للناقد الخبير أن يساهم في هذه الملحمة، وان يبتعد عن عنصر المحاباة والمجاملات.
* ما رأيك بقسم التربية الفنية وهل أدى دوره؟
قسم التربية الفنية لا يكفي ولابد من قيام كلية للفنون بكامل تخصصاتها.
* من الذي تراه لا يستحق ان يكون فنانا؟
من كان في نفسه شيء من الكبر، ومن اغتر بنفسه ومن لايحمل هما ولا معاناة.
ومن ظن أنه وصل, فنحن قطرات بحر لا حدود له.
* كيف ترسم لوحاتك وهل لها أكثر من زمن؟
نحن والشعراء سواء فلربما ارتجل الشاعر قصيدته وربما عانى من مخاض القصيدة.
* هل أنت مع من يقول إن الفنان الحقيقي موجود في المملكة، ولكن المجاملات صنعت نجوما من ورق؟
نعم، الفنان الحقيقي موجود ولكن أين العين الفاحصة التي تميز هذا الفنان.
* كيف توفق بين تجربتك الفنية ووعيك بالعالم؟
أنا كفنان سوداني أحمل هم ثقافتين، مختلفتين وإن التقتا في الكثير وهما الأفريقية والعربية، ويجب ان يحمل فني هوية تميزه كعربي أفريقي مع علمي ان الفن عالم بلا حدود، ومع (الإنترنت) والفضائيات أدركنا ان قوة التجربة وحدها لا تكفي فالإمكانات المادية ضرورية ولابد منها.
* من هو الفنان الأول ومن هو الأخير؟
هناك تفاوت في المكان والشهرة والخبرة.
* هل تغريك الشهرة وما حدودها؟
لا اسعى إطلاقا للشهرة، وفي رأيي ان نتركها تسعى إلينا.
فأنا لا أهتم حتى بتصوير لوحاتي.
ولم أقم معرضا فرديا حتى الآن, وكثير من لوحاتي عبرت المحيطات كيف ولمن لا أدري.
* نود أن تحدث المبتدئين عن علاقة الفن بالدراسة والثقافة؟
هي مثلث متساوي الأضلاع، والفنان الذي لا تتاح له فرصة الدراسة المنتظمة عليه أن يثقف نفسه من غيره وعليه مواصلة البحث والاكتشاف لصقل موهبته وتجربته.
* هل أنت مع من يقول إن الفن تجارب لا نظريات؟
النظريات يكتسبها الفنان خلال دراسته الأولى او من بيئته ويجب ان تبقى مخزونة لتساهم في نضج التجربة الفنية.
* هل لديك مقدرة على الأداء خارج إطار المدارس الفنية؟
في حكم النظريات، لا توجد حدود للخلق والابتكار والمدارس الفنية ما هي إلا وسائل لتحقيق المقصد الفني وإن وجدت نقطة الانطلاق.
* هل تمردت يوما على الموضوع في تدريسك ولوحاتك؟
في التدريس التمرد يعتمد على من يتلقى منك، أما في أعمالي فكثيراً ما يكون الموضوع احد معوقات نجاح العمل الفني فأتمرد عليه.
* هل نسبة الذكاء بالنسبة للفنانين توازي نسبة الموهبة؟
نعم، فهناك شروط لكلمة فنان وعلى من نطلقها وإذا أطلقنا هذه الكلمة على شخص ما فلن يكون غبيا على الإطلاق.
* ما رأيك في فن الحداثة، وما رأيك في هذه المدارس الفنية، الباروك، المدرسة الوحشية، التجريدية، السريالية، وما رأيك في فن الخزف والنحت؟
أولا الفن لا يجب ان يكون حبيس نظريات وقوالب إلى ما لا نهاية ولابد من فهم اوتفهم الظروف التي أدت لنشوء هذه المدارس,وبنظرة سريعة إلى الفن الأفريقي والفن الفرعوني وحتى الرسومات التي وجدت على جدران الكهوف نكتشف أن المدارس ما هي إلا مسميات جديدة لأشياء كانت موجودة لعب فيها النقاد والأدباء دورا كبيرا.
أما بالنسبة للخزف والنحت فهي فنون عريقة تفتقدها العين العربية.
* ماذا تعرف عن القيمة الفنية للوحة؟
بغض النظر عن الخامة المستخدمة أو حجم اللوحة، يبقى نقاء اللون وقوة الخط وعفوية الأداء بما يقرب من الطفولة هي القيمة الحقيقية للعمل الفني وهذه أصعب المراحل في نظري.
* هل تتدخل الرقابة الإبداعية (حس النقد) في حركة اللوحة لديك؟
يجب على الفنان ان يكون ناقداً لأعماله في المقام الأول وان يُري الجمهور عملاً يرتبط بالأخلاق والتقاليد والدين فالفن رسالة إنسانية وثقافية تخاطب كل البشر.
* ما هو وجه الشبه بين اللوحة والعقيدة من وجهة نظرك؟
كلاهما عمل إبداعي يعبر عن ثقافة الفنان وقوته وهما يعتمدان على ثلاثية الفكرة والمادة والفعل.
* ما هي المواقف الطريفة التي واجهتك أثناء عملك كموجه في الجامعة؟
كثرة الطلاب عند بداية التسجيل للدورة ثم تناقصهم التدريجي حتى يقتصر بعد أسابيع على طالب أو اثنين ثم تفاجأ بعودة الكثير منهم قبل أيام من معرض ختام الأنشطة.
|
|
|
|
|
