أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 17th August,2000العدد:10185الطبعةالاولـيالخميس 17 ,جمادى الاولى 1421

مقـالات

مرفأ
درسٌ من آمنة
منيرة ناصر آل سليمان
آمنة هو اسمها، ونفسها أيضاً كذلك، سبعة عشر عاماً هو عمرها لكنها ليست كمثيلاتها، كلهن صغيرات وقد أقبلن مزهوات يردن الحياة بكل ما فيها، يعشن لحظاتهن فقط,, يبحثن عن كل ما هو حديث لتبدو أجمل وأروع وأفضل الجميع.
آمنة غيرهن تماما,, تراها فتشعرك أنها عاشت سنوات وسنوات، تسبق عمرها كثيراً,, تختزن في رأسها عقلاً يذهلك أن التي مثلها تنعم به,, بل صبرها الذي استكان داخلها حتى لكأنها لا تعيش مأساتها,,!
من يراها يظن أنها بلا هموم,,! حتى وهو يرى يدها المبتورة! قالوا لها كيف تضحكين ويدك ستبتر,,؟ قالت بكلمات يملؤها الرضا: عندئذ ستبقى لي يدٌ أخرى,,!
كانوا يبكونها في صمت دون أن يخبروها بمرضها الخطير وعندما علمت بكت معهم لكن ليس كبكائهم,, بكت لأنها حُرمت أجر الصبر كل هذه المدة,,!
صغيرة آمنة على هذا التحمل,, عقول كثيرة تكبرها لا يزال أمامها الكثير لتصبح كهي,,! حتى وهي تبتسم لمن يبكيها,,! تتساءل: كيف يبكونني وأنا ما أزال حية,,!؟ أليس من الممكن أن أبكيهم أولا,,؟ هل مرضي سيميتني فقط وصحتهم ستبقيهم,,؟ لماذا لا يحزنون على أنفسهم أيضا؟ لماذا ينكرون علي ابتسامة الرضا,, فهل رضوا بحياتهم أمام لهاثهم وأطماعهم,,؟
هكذا آمنة تذهل من يراها تجبره على أن يكفكف دموعه ويحتفظ بها لنفسه, القادم إليها يحاول ان يجمع شتات نفسه,, يلملم بقايا ثبات ليبدو أمامها على الأقل متماسكاً فالكل يظن أنه سيجد كومة محطمة يائسة,, وردة ذابلة بل متيبسة غير أنه لا يلبث حتى يدهش,, لا يدري إن كان أخطأ المكان,, يرى نفسه أمام زهرة متفتحة يانعة ذات ملامح راضية مطمئنة تكاد تنطق قبل أن تتحدث تلتفت الى الجميع تقول لهم بعينيها الرائعتين هذا معي وتحمل القرآن الكريم فلا تندهشوا.
رحلت آمنة,, تركت دنيانا وتركت درساً لنا ليتنا نعيه!.
أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved