أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 17th August,2000العدد:10185الطبعةالاولـيالخميس 17 ,جمادى الاولى 1421

القرية الالكترونية

النافذة
عالم الافتراض والإسهام في النهوض بالأمة 2/2
م, مشبب محمد الشهري
mmshahri@scs.sa
في الاسبوع الماضي بدأنا الحديث عن حالة الامة الإسلامية وكيف انها مغيبة عن المسرح العالمي وعما يجري فيه من تطور وتقدم علمي لم يشهد له التاريخ مثيلا، كما ذكرنا ان لدى هذه الامة من مقومات الحضارة ما ان يجعلها كفيلة بمسك زمام القيادة الراشدة لهذا العالم مرة ثانية، كما ألمحنا بأن تقنية المعلومات قد يكون لها دور في بعث الإحياء في هذه الامة فكيف يكون ذلك؟.
فالأمة الإسلامية امة مباركة لايزال الخير فيها الى ان تقوم الساعة، كما انها موعودة من المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام بدوام التجديد، وقد اثبت التاريخ صحة حديثه حيث اتى على هذه الامة فترات وصلت من الهوان والانحطاط الى مستوى لم يتوقع لها نهوضا بعده ثم قيض الله لها رجالا بعثوا التجديد والحياة فيها من جديد.
وفي زماننا الحاضر اعاد التاريخ دوره ووصلت الامة الإسلامية الى ادنى مستوى من الانحطاط والتخلف وليس بعزيز على الله ان يبعث الحياة لهذه الامة من جديد والامة الإسلامية لديها من مقومات الحضارة ما يؤهلها بأن تنهض من جديد وترجع الى دورها السابق في قيادة العالم واهم تلك المقومات على الاطلاق هو ان جذور هذه الامة العظيمة لازالت مغروسة في الدوحة الإسلامية المحمدية المباركة ولازالت تستمد الحياة من كتاب الله الخالد ومن سنة نبيه عليه الصلاة والسلام، وكذلك لازالت قواعد البناء الذي بناه محمدا عليه الصلاة والسلام وصحبه رضوان الله عليهم، ثم ما تلا ذلك من استمرارية في البناء والتشييد على نفس النهج المبارك حتى وصلت الحضارة الإسلامية الى اعظم حضارة عرفها التاريخ على الاطلاق لازالت تلك الاساسات قائمة.
وكل هذا وانا لم آتِ بجديد فكل ما قيل معروف وهو اللحن الجميل الذي دائما ما نجتره ونردده هو الرجوع الى ماضينا المجيد، أما ما اردت ان اقترحه في هذا المقال والذي هو في الاساس السبب وراء كتابتي هذه فهو إيماني بوجود الخير في هذه الامة الى قيام الساعة وفي وقتنا الحاضر يوجد في الامة الإسلامية والامة العربية من العلماء والكفاءات العلمية المعروفة ما ان لو اجتمعوا في مكان واحد وتحت إدارة راشدة عادلة واحدة او ان توجَدَ آلية للتنسيق بين مجهودات هؤلاء العلماء بصرف النظر عن اماكن تواجدهم ومما لاشك فيه ان هذا الحل لا يرقى الى مستوى الحل الاول وهو اجتماع علماء الامة تحت مظلة واحدة إلا ان هذا الحل هو الحل الممكن والعملي في وقتنا الحاضر، أما عن هذه الآلية فهي استخدام الإنترنت للربط والتنسيق بين علماء الأمة الإسلامية وممن يؤمن بالطرح الإسلامي الإنساني من سواهم وتوحيد مجهوداتهم والوصول بينهم فإن لم نستطع تجميع هؤلاء العلماء على ارض الواقع فلا اقل من تجميعهم في فضاء الافتراض، ويكون ذلك بايجاد مكتب تنسيق مسؤول عن إنشاء وإدارة موقع مواقع على الإنترنت لتمكين العلماء كل في مجال تخصصه من التواصل فيما بينهم وعرض افكارهم ودراساتهم ومناقشة ما تتعرض له الأمة من قضايا وافكار جديدة، فعلى سبيل المثال لا الحصر مناقشة العولمة وايجاد الحلول المثلى للتعامل معها في عالمنا الإسلامي وكذلك القضايا المستجدة على المجتمع الإسلامي في مجال الطب والاقتصاد والاجتماع وفي جميع المجالات الاخرى، وكذلك من مهام ذلك المكتب التنسيق بين العلماء كل في مجاله لاصدار دوريات دورية وكذلك نشر دراساتهم ومؤلفاتهم وهذا سيكون ذا مردود مادي ومصدر تموين لهذا المشروع بالاضافة الى الهدف الرئيسي وهو الاسهام في النهوض بهذه الامة.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved