أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 17th August,2000العدد:10185الطبعةالاولـيالخميس 17 ,جمادى الاولى 1421

منوعـات

وعلامات
نحن و - لغتنا الجميلة - !
عبدالفتاح أبو مدين
* أقول ,, في غير احتياط، إننا مقصرون، حيال لغتنا العربية,, على كل المستويات، وكان ينبغي أن نكون أحرص الناس في الحفاظ عليها، دراسة وتحدثاً وكتابة، ولكننا مهملون، رغم انها لغة كتابنا العزيز، وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ، وان بلادنا مهد العرب ، ومصدر الأدب شعرا ونثرا ولغة، من قبل أن يشع نور الإسلام.
* إننا رغم توسعنا في التعليم، من خلال التعليم العام، والمعاهد والجامعات وكلياتها، فإننا مقصرون مهملون,, في حق لغتنا الغالية، ولو كنا حراصا عليها، لاحترمناها، بحيث نفاخر بالتحدث بها، غير اننا خاملون، فلا تعليمها متقن، ولا الذين يدرسونها ويدرسونها,, بحراص على حبها والحفاظ عليها والتمسك بها، ولكننا زاهدون فيها، والسبب الاهمال، في البيت والمدرسة والجامعة! حتى الذين يحملون اكبر الشهادات، تجد فيهم من لا يتقنها، ولكنه يخطئ فيها,, وحتى وهو يقرأ من ورقة بين يديه,!
* ومرد ذلك عندي، اننا نتعامل معها,, وكأنها لغة ثانوية ليست بذات أهمية، تعليما ونجحاً, ولو شددت وجدت الاطارات التعليمية في موضوع النجح فيها، لاضطر الطلاب والطالبات الى إتقانها,, راضين أو مكرهين، غير ان التساهل يؤدي إلى النتائج السلبية,,! ثم اننا نفاخر بها في المحافل والمناسبات، وندعي,, أننا نغار عليها، وأننا حراص على إتقانها والحفاظ عليها، ولو كنا جادين وصادقين، لحققنا ما نعلن ونقول,!
* إننا نخجل حين نتحدث بها، ونرى من الفارغين ، من يخسر منا حين نمارس هذا الجمال في منطقنا، حتى أبناؤنا,, الذين أحبوا لغتهم، أدركوا انه يعاب عليهم، أن هم تكلموا بالفصيح منها,! وعندي أن الشجاع,, في مثل هذا الموقف,, ينبغي أن يظهر شجاعته,, ولا يبالي بالهازئين العابثين، الذين يعابون على الكمال والارتقاء,!
* إن علاقة أبنائنا بلغتهم، علاقة صامتة لذلك فهم لا يتمتعون بها، ولا تصل الى اسماعهم، فلا خطابة في المدارس وتدريباً عليها، ولا محاولات الحديث بها في حصص اللغة العربية، ولا حوارات بها، إنه تقصير المعلمين، وتقصير المنهج وواضعيه, ثم لا نجد عند وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات والكليات والمعاهد، لا نجد غيرة ولا اهتمامات، كأن الأمر لا يعنيهم من بعيد ولا من قريب، فكيف إذن نرتقي بلغتنا!؟
* إننا محاسبون,, على هذا الاهمال، وكأننا في غفلة متصلة ممتدة، لا نفيق منها! ولو كنا جادين على العناية بلغتنا، لعنينا بها في التعليم العام، العناية اللائقة بها، ولكنا مضينا,, نكدس الدروس، لأننا شُغلنا بالكم وحده، فكان على حساب الكيف وكانت النتيجة,, هذا الجهل بلغتنا، لأننا أهملناها، وكأنها ليست مهمة عندنا, ولن نستطيع اجادتها,, إلا إذا أعطياناها حقها من العناية، تدريسا واتقانا وقدرة على أداء ذلك، وأن يكون النجح فيها بدرجة جيد جدا وممتاز شرطا في النجح، والانتقال من فصل الى آخر,! فهل نحن فاعلون!؟
* ولقد سرني اهتمام الأمير خالد الفيصل,, بتجربة الحديث بالفصحى في عسير، من العام القادم، أي العام الدراسي 1421 1422ه ، في المدارس النموذجية بأبها, وكذلك ترقيات الموظفين بناء على اتقان اللغة العربية ! حيا الله هذا الرجل الغيور على لغة أمته وكتابها وأحاديث نبيها صلى الله عليه وسلم، وتراثها الغني الباقي، لأنه قيمة.
* إنه لو كان لي من الأمر شيء، لفرضت إجادة اللغة العربية الشرط الاساسي في أي عمل حكومي أو أهلي، وفاء للغتنا وحقها علينا وحفاظا عليها، وحماية لها.
فهل نحن فاعلون,, وغُيُر عليها، إذا كنا نحبها ونعشقها بحق، وليس ادعاء فراغا,, لا يعوّل عليه,! وقد أعود الى هذا الموضوع مجدداً,, إن شاء الله.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved