أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 17th August,2000العدد:10185الطبعةالاولـيالخميس 17 ,جمادى الاولى 1421

تقارير

رغم غرق الآلاف ممن حاولوا الوصول إلى البر الأمريكي
الكوبيون يحاولون الفرار
* ايزابيل جارسيا زارزا رويترز
يعيش حرس السواحل الكوبيون في ميناء كايبارين المعزول في حالة تأهب ويغلق الصيادون محركات زوارقهم أثناء الليل خوفا من أن يفر بها مهاجرون محتملون للولايات المتحدة.
والآن بعد عشر سنوات من بدء ظاهرة الهجرة غير المشروعة عادة ما يتحول تسلل المهاجرين اليومي من كوبا إلى تدفقات هاربة من البلاد بحلول فصل الصيف.
ولم تسهم مأساة اليان الصبي البالغ من العمر ستة أعوام الذي غرقت أمه أثناء محاولتها الهرب به إلى الولايات المتحدة التي حظيت بقدر هائل من التغطية الإعلامية بالكثير من التقليل من حماس الكوبيين للهجرة.
وقال مسؤول من حرس السوائل الآن حل الصيف وأعداد كبيرة من الناس تغادر كل يوم في جميع الأوقات ليلا ونهارا وإلى كل مكان .
ويقول شهود أنه لا يمر يوم لا تحاول فيه مجموعة القيام بالرحلة الخطرة إلى شواطىء فلوريدا التي تقع على مسافة 90 ميلا من المياه المليئة بأسماك القرش.
وأنباء الذين رحلوا ونجحوا في فلوريدا والذين فقدوا في البحر أو ماتوا أثناء الرحلة تنتشر بسرعة في البلدة الصغيرة الهادئة حيث توقف الزمن منذ فترة طويلة.
والصلة الوحيدة التي تربط سكان كايباريان بالحياة العصرية في الغرب هي بضع دولارات يجري تداولها في متاجر في الميدان الرئيس بوسط البلدة.
وقال شاب من السكان الكثيرون يرحلون,, إنه أمر طبيعي فكل شيء هناك بالدولار وأنا فقط الذي أتقاضى البيزو , وأضاف لكنني لن أرحل,, إنهم يخاطرون بحياتهم .
وفي الواقع فإن عددا غير معروف من الكوبيين ربما مئات أو ألوف ماتوا في العقود القليلة الماضية أثناء محاولتهم عبور مضيق فلوريدا الذي تسميه وسائل الإعلام الحكومية الكوبية ممر الموت .
وتروى القصص المروعة عن الغرق والجوع والعطش وتحطم السفن على جزر خالية وهجمات أسماك القرش, وكتبت صحيفة جارانما الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الحاكم في كوبا في افتتاحيتها تقول لا أحد يمكنه أن يحسب عدد الذين فقدوا حياتهم بهذه الطريقة أو أعداد الذين سيموتون ,وكان أشهر ضحية بالطبع هو اليان الذي اعتبرت قضيته رمزا للمأساة فضلا عن تصاعدها إلى خلاف بين الرئيس فيدل كاسترو والمنفيين من أعداء الشيوعية من بين أفراد الجالية الكوبية في ميامي بالولايات المتحدة.
وتحذر كوبا بانتظام منذ عودة الصبي إلى كوبا في أواخر يونيو الماضي أي بعد سبعة أشهر من تحطم سفينته من الهجرة غير المشروعة ومع ذلك ما زال الكثيرون يصطحبون أطفالاً معهم في رحلة الهرب دون خبرة ملاحية أو حتى قدرة على السباحة,وفي حين كان المهاجرون الكوبيون في الماضي يعلقون مصائرهم على زوارق متهالكة فإنهم الآن يفضلون العبارات السريعة التي ترسلها من فلوريدا شبكات تهريب المهاجرين لنقلهم مقابل عشرة آلاف دولار للفرد.
ويعتقد أن نحو 85 في المائة من المهاجرين الكوبيين يستخدمون هذه الوسيلة التي يديرها في الأساس كوبيون أمريكيون مقيمون في ميامي يحددون نقاط التقاط معزولة ويتفقون على المواعيد عبر تليفونات محمولة أو رسائل مشفرة.
وقال مسؤول من حرس الحدود في بعض الأحيان تأتي العبارات السريعة من الولايات المتحدة وتأخذ الناس حتى النساء والأطفال وبالطبع لا يمكننا منعهم لأننا قد نتعرض لمشكلات بسبب حقوق الإنسان وما إلى ذلك .
وإلى جانب حقيقة عدم توفر سفن سريعة بما يكفي للحاق بالزوارق السريعة فإن كوبا تحاول تجنب تكرار غرق زورق مسروق في يوليو عام 1994م ومقتل أكثر من 30 كانوا على متنها بعد أن اتهمت جماعات المقيمين بالخارج حرس السواحل الكوبي باغراقها عن عمد.
وهدف المهاجرون هو الفرار من حرس السواحل على الجانبين الكوبي والأمريكي وأن تطأ أقدامهم الأراضي الأمريكية مما يعطيهم الحق في طلب الإقامة بمقتضى قانون عام 1966م وإذا قبض عليهم وهم في البحر يرسلون إلى بلادهم بمقتضى اتفاقات موقعة عام 1994م و1995م لمنع الهجرات الجماعية مثلما حدث فيما يطلق عليه أزمة الزوارق عام 1994م.
ويتردد شعار يسقط القانون الأمريكي القاتل في الصحف الكوبية والاجتماعية الوطنية وعلى ملصقات في الشوارع وعلى ألسنة تلاميذ المدارس,وفي حين يقر المحللون السياسيون والدبلوماسيون الأجانب أن سياسات الهجرة الأمريكية من العوامل المساعدة لهذه الظاهرة إلا أنهم يشيرون إلى المعاناة الاقتصادية اليومية المستمرة بعد 41 عاما من قيام الثورة الكوبية قائلين إن الكثيرين يرون في الهرب الحل الوحيد.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved