أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 17th August,2000العدد:10185الطبعةالاولـيالخميس 17 ,جمادى الاولى 1421

تقارير

الشائعات والروايات ما زالت تقض مضاجع الأتراك بعد عام على الزلزال المدمر
* اسطنبول توماس سيبير أ, ف, ب
بعد عام على الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا في 17 أغسطس يبذل خبير الزلازل أحمد ميتي جهدا كبيرا في التصدي للشائعات والروايات التي تقض مضاجع الأتراك وتبث في نفوسهم الذعر من احتمال تكرار هذه الكارثة,فمنذ أن ضرب زلزال متوسط الحدة مؤخرا مدينة اسطنبول والسكان يتوجسون من وقوع زلزال كبير بسبب موجة الحر.
وحاول رئيس معهد رصد الزلازل في اسطنبول توضيح خطأ هذا التفسير، ولكن جهوده ذهبت سدى لأنه في كل مرة تهتز فيها الأرض يصاب الأتراك بالفزع نتيجة الشائعات المخيفة والخرافات التي تنتشر بسرعة البرق.
فبعد الكارثة مباشرة ترددت روايات غريبة إلى حد أن البعض ادعى سماع أصوات منبعثة من القبور,وتناقل آخرون قصة طفل علق بين انقاض منزل عائلته وتنبأ بنهاية العالم، وروى رجال الإنقاذ أن الطفل قال لهم لا تتبعوا أنفسكم كثيرا, إن رجلاً عجوزا أبيض اللحية يهتم بامري, إن العالم سينقلب قريبا رأسا على عقب لأن نهايته قريبة ,وتحدثت رواية أخرى انتشرت بعد الزلزال عن انقسام بحر مرمرة وابتلاعه إحدى السفن.
ولا تزال بعض الشائعات حية حتى اليوم, ويروي أهالي اسطنبول أن حرارة البحر قد بلغت 40 درجة مئوية قبل الزلزال وهو ما يعتبر نذيرا بحصول زلزال آخر.
وقد اعتبر العثور على كميات كبيرة من السلاطعين وقناديل البحر ميتة على شاطىء البحر وسيلة رصد لاحتمال حصول زلزال, لكن خلافا للشائعات الأخرى فقد يكون لهذه الشائعة أساس علمي لأنه قبل فترة قصيرة من وقوع الزلزال تصاعد غاز الراديوم من القشرة المفتوحة في البحر مما أدى إلى مقتل هذه الحيوانات البحرية.
وقد يكون الضوء القوي المصحوب بدوي شديد الذي لاحظه عدد كبير من الأشخاص ليلة وقوع الزلزال ناجماً على الأرجح عن ظاهرة مماثلة حيث يمكن أن يكون غاز الميتان قد تصاعد من رواسب قاع البحر لتنفجر عند اتصاله بالهواء.
ووصلت الروايات إلى حد الاعتقاد أن هذه الكارثة الطبيعية ناجمة عن مؤامرة تقول إن ما حدث لم يكن هزة أرضية وإنما تجربة لقنبلة زلزالية قامت بها الولايات المتحدة في تركيا,وكثير من الأترك ليس لديهم أي ثقة فيما تقوله حكومتهم حول قوة الزلزال وفداحة الأضرار.
وهذا الشك له ما يبرره ففي حين أشارت الحصيلة الرسمية إلى سقوط 20 ألف قتيل فان المنظمات المستقلة أحصت سقوط 40 ألف قتيل على الأقل,ويرتبط سريان هذه الشائعات والأوهام أيضا بعدم بذل الحكومة الجهود اللازمة لطمأنة السكان, فبعد عام على وقوع الزلزال لا يزال السكان ينتظرون تطبيق تدابير السلامة الموعودة لحماية السكان من أي كارثة جديدة فيما شهد اصلاح الأضرار أيضا تأخيرا كبيرا,وفي اسطنبول التي تضم 12 مليون نسمة والتي تضررت ضواحيها الغربية بشدة جراء الزلزال فإن الدروس لا تزال مستمرة في أكثر من 800 مدرسة لم يجر بعد إصلاح ما أصيبت به جدرانها من تشققات.
وينتظر الأتراك زلزالا جديداً لكنهم لا يتنبؤون بموعده, ويحاول اسيكارة وزملاؤه أن يشرحوا لمواطنيهم بأن عليهم التعايش مع الهزات في بلد يقع على خط زلازل وبأن يلتزموا بمواصفات السلامة وخصوصا في أعمال البناء.
لكن يبدو أن الأمور لا تتقدم في هذا الاتجاه والشائعات بدورها مرشحة لأن تستمر طويلا.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved