عزيزتي الجزيرة:
جيلنا الحاضر اي نحن الشباب استطيع ان اسميه الجيل المحظوظ ,, طبعا من الناحية الدنيوية,, اما من الناحية الدينية فأعتقد ان الصحابة رضوان الله عليهم هم اعظم الاجيال حظاً بصحبتهم للرسول صلى الله عليه وسلم,, أما جيلنا هذا فهو الجيل الوحيد عبر العصور الذي رفل وتنعم بالمادة والتقنية اكثر من غيره,.
وبمعنى آخر كل واحد منا نحن الشباب يعيش حياة لم يتنعم بها اغنى الاغنياء قبل مائة سنة,, فضلا عن الجوع والعطش والفقر والفاقة,, فالتقنية الموجودة في وقتنا الحاضر اعطت جيلنا التميز عن باقي الاجيال,, وبامكان اي واحد منا ان يسأل احد كبار السن الموجودين الآن,, هل كنت تتصور في يوم من الأيام ان يكون هناك طائرة او سيارة او تلفون او جوال او مكيف او تلفاز او راديو او اي شيء من ذلك؟!,, حتما سيقول لك لم ارها بعيني فلن اصدق بها ابدا بل انني سأعتبرها ضربا من ضروب الخيال,,ومن زاوية اخرى,, نجد ايضا ان ذلك انعكس ثقافيا على اجيالنا ,, فمثلا توفر الكتب والصحف ووسائل الاعلام والكمبيوترات وشبكات المعلومات بالاضافة الى وسائل الترفيه كان لها اثر واضح في اثراء العقول ثقافيا,, ومقارنة بما حصل عند كتابة القرآن الكريم في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه,, كان هناك عدة نسخ فقط منه لصعوبة الكتابة والطباعة,, فتصور معي لو كانت كل هذه التقنية والامكانات التي نملكها قد حصلوا عليها ماذا كانت حالهم وهم الذين سادوا العالم ونشروا الاسلام بامكانات بسيطة وبدائية!!,.
اذن بالرغم من كل هذه الظروف المواتية كان من المتوقع ان نكون اكثر انتاجية واكثر ثقافة,, ولكن شبابنا اليوم استغل هذه الظروف بشكل عكسي فراح الى اللهو والترفيه وتضييع الاوقات والانشغال بسفاسف الامور, فهو جيل لا هو استغل الكتب ليقرأ ولا التلفاز ليتثقف أو الكمبيوتر ليتعلم او الانترنت ليستفيد او يسافر ليثري عقله ويرى الشعوب والثقافات ,, بل انه بتصرفاته قد اضاع الجهد والمال والعقل بلا فائدة.
إنني اعتقد اننا نحن الشباب والشابات لو استطعنا ان نستغل الامكانات المتاحة لنا ولو جزءاً منها,, سيكون ذلك دافعا لرقينا حتى نقارع الامم الاخرى ,, فنحن نملك عقولا كعقول الاجيال السابقة بل نفوقهم بامكاناتنا التقنية والعلمية التي جعلت جيلنا هو الجيل المميز المحظوظ.
عبدالعزيز النخيلان حائل
|
