أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 18th August,2000العدد:10186الطبعةالاولـيالجمعة 18 ,جمادى الاولى 1421

أفاق اسلامية

حديث المرأة
كن لطيفاً معها
د,رقية بنت محمد المحارب
اخترت أن أنبه الزوجة في مقال الزاوية الأسبوع الماضي الى طريقة فعالة لتحول حياتها الى هناء وسعادة بأن تكتب رسائل الى زوجها تضمنها شكرها عندما يحسن اليها، أو عتابها عندما تلحظ جفاء وغلظة منه، وحتى تكتمل الصورة فلابد أن يتفاعل الزوج أيضا مع هذه البادرة ويسعى الى انجاحها, ما أجمل أن تحضر معك من حين لآخر هدية صغيرة من السوق المجاور تقدمها لزوجتك، وما أحلى أن تفاجئها بنزهة وتقول لها انك تريد قضاء وقت طيب معها وتطلب منها أن تختار المكان, ما ألطف أن تتعود على بعض العبارات التي تفيض مودة ومحبة، وألا ترى عيبا في استرضاء زوجتك ان هي شعرت بخطئك عليها، فأنت في واقع الأمر تسعد نفسك وتدخل السرور الى قلبك وتعلي من قيمتك لديها.
ليس عيبا ان يشعر الآخرون بمكانة زوجتك في قلبك، فهذه عائشة رضي الله عنها كان الصحابة يعلمون أنها أحب النساء الى الرسول صلى عليه وسلم، وقبلها كانت لخديجة رضي الله عنها المكانة الكبيرة عنده عليه الصلاة والسلام، ثم تأمل معي رعاك الله هذا الحديث العظيم الذي رواه البخاري رحمه الله، وحاول أن تقارن بينه وبين تصرف بعض الأزواج اليوم.
عن أنس رضي الله عنه قال: خرجنا الى المدينة قادمين من خيبر فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يحوي لها أي يجعل لها حوية تركب عليها، وهي كساء يحشى بشيء ويدار حول سنام البعير وراءه بعباءة ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته وتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب، انه معلم الأمة الذي يرسم منهجا صحيحا في التعامل مع الزوجات، منهج خطوطه العريضة المحبة والاحترام والمودة والحنان والرفق واللطف, تفكروا لبضع ثوان هذا المشهد: الرسول صلى الله عليه وسلم يضع ركبته من أجل أن تركب صفية المرأة وتفكروا أيضا في الجهد الجسدي الذي بذله عليه الصلاة والسلام من أجل تهيئة مكان لين لصفية على ظهر البعير, أي خلق حسن وأي نبل عاطفي وأي ثروة من الأحاسيس تلك التي يملكها عليه الصلاة والسلام,
وكم هو جميل ان يبلغ تلطف الزوج بزوجته أن يهتم بحديثها وأن يعتبر رأيها وأن يعلم انها تحب من يستعد لها بلباس أو بتجمل أو غير ذلك.
ما أسرع ما تأسر الزوجة الكلمات الجميلة والعبارات الرقيقة! واذا كانت مجرد الكلمات تأسر القلب، فقولوا لي ماذا تعمل المشاعر الصادقة والأفعال الدالة على المحبة؟ كيف يكون تأثيرها البالغ على قلب الزوجة؟ واذا كان يوجد من يبخل حتى بمجرد الكلمة الطيبة الودودة فلكم أن تتخيلوا مقدار البخل في عالم المشاعر والأفعال.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved