أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 18th August,2000العدد:10186الطبعةالاولـيالجمعة 18 ,جمادى الاولى 1421

عزيزتـي الجزيرة

الدورات العلمية والوصايا المرعية
نسمع هذه الأيام عن اقامة عدة دورات علمية شرعية هنا وهناك في ارجاء بلادنا الحبيبة وأنه قد أختير لها كوكبة من علماء ومشايخ فضلاء لهم واقعهم الملموس في المجتمع لخدمة الإسلام والمسلمين، وأن طلاب العلم وفقهم حريصون أشد الحرص على المشاركة في هذه الدورات من أجل استغلال الأوقات بما يعود عليهم بالنفع والفائدة بإذن الله تعالى فأحببت ان اشارك هؤلاء النخبة من طلبة العلم بقلمي لعل الله تعالى ان ينفعني واياهم بهذه العلوم الطيبة، وهي عبارة عن وصايا وضوابط لطلاب العلم أنا أقل من يكتب عنها ولكن أحببت المشاركة فأسأل الله السداد.
* أولى هذه الوصايا هي اخلاص النية لله تعالى في طلبك للعلم، وجعل همك الوصول الى الفائدة، فقد قال عليه الصلاة والسلام انما الأعمال بالنيات,,,
وأجعل كلام سفيان الثوري نصب عينيك حين قال: ما عالجت شيئا أشد عليّ من نيتي لأنها تنقلب عليّ.
فعليك يا رعاك الله مجاهدة النفس في طلب العلم وارغامها على الاخلاص.
* ثانيا: عليك أخي الكريم التحلي بالصبر في طلب العلم، فعليك أولا الصبر على الطاعات والتصبّر عن المعاصي التي تعتريك في طلبك للعلم والتصبر على الاقدار التي يقدرها الله تعالى عليك في طريق العلم, وتذكر دائما قول النبي صلى الله عليه وسلم ان من ورائكم زمانا الصبر للمتمسك فيه أجر خمسين شهيدا منكم رواه الطبراني في الكبير وهو صحيح.
* ثالثا: الحرص الشديد في طلبك للعلم وذلك عن طريق اختيار العلوم والفنون التي تناسبك وعليك يا رعاك الله بالتدرج في طلب العلم فقد قال الشاعر:


تفنن وخذ من كل علم فإنما
يفوق امرؤ في كل فن له علم
فأنت عدو للذي أنت جاهل
به ولعلم أنت تتقنه سلم

وارجع الى امهات الكتب مع ربط ذلك بالأخذ من الكتب المعاصرة من أجل بناء شخصية علمية فاعلة بإذن الله تعالى.
* رابعا: كن متواضعا مهما كانت حصيلتك من العلم فعليك خفض الجناح والعفة والحلم والصبر والرزانة، فعن عبد الله بن الامام الحجة الرواية في الكتب الستة بكر بن عبد الله المزني رحمهما الله تعالى قال: سمعت انسانا يحدث عن أبي أنه كان واقفا بعرفة فرق، فقال لولا أني فيهم لقلت: قد غفر لهم خرجه الذهبي.
فانظر يا رعاك الله الى هذا الازدراء للنفس.
* خامسا: عليك القوة في الحق والبذل في سبيل الخير
* سادسا: الاعراض عن مجالس اللغو: لا تطأ بساط من يغشون في ناديهم المنكر، ويهتكون أستار الأدب متغابيا عن ذلك، فإن فعلت ذلك فإن جنايتك على العلم واهله عظيمة.
* سابعا: عليك العمل بهذا العلم فهو ثمرة العلم فلا خير في علم لا يقترن بعمل مخلص متابع به الرسول صلى الله عليه وسلم في عباداته ومعاملاته.
* ثامنا: الحذر من الفتوى من غير علم، فليس يا أخي الحبيب من العيب اذا سئلت وانت لا تعرف الاجابة ان تقول: الله أعلم، فلقد كان كبار السلف رضي الله عنهم إذا سئلوا ولم يعرفوا قالوا الله أعلم، فلقد كان مالك يرحمه الله لا يفتي حتى يقول لا حول ولا قوة الا بالله، وقال أحد السلف: أجرأكم على الفتيا أجرأكم على النار,,, فتمعن هذا يا أخي جدا.
* تاسعاً: ومن هذه المهمات التحلي بالثبات والتثبت لاسيما في الملمات والمهمات ومنها: الصبر والثبات في التلقي، وطي الساعات في الطلب على المشايخ، فإن من ثبت نبت .
* عاشرا: عليك بقراءة حال السلف والخلف ومعرفة حالهم في طلبهم للعلم فهذا أحرى بأن يكون لك حافزا ومعينا بعد الله تعالى على الاستمرار في طلب العلم.
* الحادي عشر: وهي من الأسس المهمة لطالب العلم وتكون في الالتزام بالأدب والاحترام والتقدير الخاص للعلماء والمشايخ لأن الشرع الحكيم أمرنا بإجلال العالم وحامل القرآن، فقد أخذ عبد الله بن عباس رضي الله عنهما مع جلالته وعلو مرتبته بركاب زيد بن ثابت الانصاري وقال هكذا أمرنا ان نفعل بعلمائنا وكبرائنا .
وقال الامام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى لخلف الأحمر: لا أقعد الا بين يديك أمرنا ان نتواضع لمن نتعلم منه
* الثاني عشر: الحذر من القدح في العلماء والطعن فيهم سبيل من سبل أهل الزيغ والضلال والعياذ بالله.
فقد قال أبو زرعة رحمه الله تعالى: اذا رأيت الرجل يتنقص احدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق وذلك ان الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق وما جاء به حق وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما يريدون ان يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى، وهم زنادقة.
* الثالث عشر: على طالب العلم التماس العذر للعلماء واحسان الظن بهم، فقد قال محمد بن سيرين رحمه الله اذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرا، فإن لم تجد فقل لعل له عذرا .
وهذا الكلام في العلاقات الأخوية فما بالك بعلاقة التلميذ مع شيخه وعلاقة الأمة مع العلماء ان الأمر حينذاك آكد.
* الرابع عشر: عليك يا رعاك الله عدم رفع الصوت بالقراءة عند الشيخ احتراما واجلالا له.
* الخامس عشر, عليك بالتأدب مع رفقتك وأصحابك ومخاطبتهم باللين والسعي في خدمتهم وادخال السرور عليهم بالمعروف.
هذه بعض الوصايا والخواطر التي اسأل الله العلي القدير ان ينفع بها من كتبها وقرأها، وان من الامانة العلمية التي لابد ان تذكر ان هذا المقال أخذ من عدّة مراجع هي كالتالي:
1) كتاب حلية طالب العلم لفضيلة الشيخ: بكر بن عبدالله أبو زيد.
2) كتاب التبيان في آداب حملة القرآن للإمام محي الدين أبي زكريا النووي.
3) كتاب العلم لفضيلة الشيخ عبد الواحد بن عبد الله المهيدب.
4) قواعد في التعامل مع العلماء لفضيلة الشيخ عبدالرحمن بن معلا اللويحق.
فجزى الله الجميع خير الجزاء وجعل ذلك في ميزان حسناتهم يوم القيامة,كما اشكر الأخوة القائمين على هذه الصفحة في جريدتنا المباركة وأسأل الله العلي القدير لي ولهم التوفيق.
محمد بن عبد الله الدخيل
الرس

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved