أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 20th August,2000العدد:10188الطبعةالاولـيالأحد 20 ,جمادى الاولى 1421

مقـالات

تعليم 21
التربية كما يراها وزراؤها
د, عبدالعزيز بن سعود العمر
قبل عدة أيام انعقد في دمشق المؤتمر الثاني لوزراء التربية والتعليم والمعارف العربي وزراء الأمل وعندما يجتمع وزراء التربية والتعليم فهم لا يجتمعون ليناقشوا موضوعات آنية تحسم في لقاء أو لقاءين أو ليعالجوا حالات طارئة تتطلب درجة من التنسيق بين بلدانهم، كما أنهم لا يجتمعون لمجرد التقريب بين وجهات نظر متباينة أو لحل مشكلات عالقة أو لمراجعة مواقف مسبقة, إذاً لماذا هم يجتمعون؟ باختصار، إنهم يجتمعون ليحددوا معالم الطريق الشاق والطويل الذي يوصلنا نحو موقع متقدم في هذا الماراثون الأممي المحموم، إنهم يأملون بنظام تربوي تعليمي يخرج أمتهم من هوامش هذا العالم الساكنة المظلمة لتصبح أمة مؤثرة تعمل في قلب وبؤرة الأحداث، وتتفاعل تفاعلا منتجا مع الأمم التي تصنع الحدث وتحدد مساره, تقول إحدى وثائق هذا الاجتماع الوزاري: نؤكد عزمنا (أي القيادات التربوية) على بذل قصارى الجهود الدائمة من أجل مواكبة التغير الذي يطرأ على التربية في العالم وبناء المدرسة العربية التي تستجيب لمطالب التغيير استجابة عملية تعبىء امكانات العمل التربوي ومقوماته , وفي مكان آخر تجدهم يؤكدون عزمهم على جعل التربية هما وطنيا مشتركا وعلى فسح المجال لمشاركة المؤسسات غير الحكومية في تجويد التربية وتمويلها مع بقاء الدولة المسؤولة عن تربية الأجيال.
ولقد ترددت عبارة مدرسة المستقبل ومدرسة الغد في ثنايا أدبيات مؤتمر وزراء التعليم لتعبر عن تطلعاتهم نحو المدرسة العربية التي يأملون أن تقدم لزبائنها أرقى وأفضل تعليم ممكن, أنهم يريدونها (أي المدرسة) أن تلبي حاجات سوق العمل، وأن تنفتح على مجتمعها، وتتصل ببيئتها اتصالا وثيقا, إنهم يريدونها أن تقدم منهاجا يؤكد وحدة وترابط المعرفة وتكاملها، كما يريدونها ايضا أن ترتقي بمستوى تفكير الطلاب وتهيىء لهم المناخ التعليمي الذي يجعلهم يستثمرون كل طاقاتهم العقلية العلياء.
ولا يمكن أن تلتقي قياداتنا التعليمية دون أن يتصدر المعلم (إعدادا وتدريبا) جدول أعمالها، وفي هذا الشأن أكد معالي الوزراء أهمية تعزيز مكانة المعلم وضرورة تغيير دوره من ناقل للمعرفة إلى مدرب للطلاب يساعدهم على تمثل وتبني المواقف والاتجاهات التي تعزز التعلم وغرس القيم العالية، وتنمية مهارات التعلم الذاتي (بدلا من التركيز على التعليم) وهنا يؤكد المجتمعون على ضرورة اعادة النظر في أساليب إعداد المعلم وضرورة مشاركة وزارات التربية والمعارف كليات التربية في صياغة برامج الإعداد لتتحقق مثل تلك التطلعات.
ويبقى تسخير وتوظيف تقنية المعلومات لخدمة العملية التعليمية هو التحدي الاكبر الذي لا خيار امام مؤسساتنا التعليمية إلا أن تكسبه, واعترافا بالدور العظيم الذي يمكن ان تسهم به تقنية المعلومات في إثراء عملية التعلم والتعليم داخل وخارج مدرسة المستقبل فقد قرر المؤتمرون أن يخصصوا اجتماعهم القادم (المزمع عقده في الجزائر) لمناقشة هذا الموضوع تحت عنوان: المنظومة التربوية وتقنية المعلومات .
ان المسافة التقنية التي تفصلنا عن العالم الاول هائلة، وليس هناك من سبيل الى ردم هذه الفجوة الكبيرة سوى طريق التعليم، وهذا أمر يجب أن نعترف ونسلم به على أعلى المستويات قبل أن نقرر كيف نبني النظام التعليمي الذي يمكن أن يضيق من تلك الفجوة.
E- mail: alomar20@ yahoo. com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved