أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 20th August,2000العدد:10188الطبعةالاولـيالأحد 20 ,جمادى الاولى 1421

مقـالات

كلية المعلمين بالرياض قسم الفيزياء
مقاهي الإنترنت,, هل هي للبحث عن المفيد أم ماذا,,؟!
د, حامد بن مالح الشمري*
انتشرت في مدن المملكة وخصوصاً الرئيسية منها مقاهي الانترنت ورواد هذه المقاهي هم الشباب فعن ماذا يبحث هؤلاء الشباب في هذه المقاهي؟ وماذا تقدم هذه المقاهي لهم من تسهيلات وفوائد؟ ولأن الشباب يمثلون نسبة كبيرة من سكان المجتمع السعودي ولأنهم ابناؤنا ومستقبل هذا الوطن، فلذا لابد من الاهتمام بهم ورعايتهم وتوجيههم لأنهم مستقبل الوطن ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً, الا انه من الملاحظ أن مستوى الاهتمام بهذه الشريحة المهمة لا يزال اقل من المأمول ولم تلق بعد النظر والدراسة الفاحصة من قبل المؤسسات ذات العلاقة برعاية وتوجيه الشباب واستغلال اوقات فراغهم بشكل يعود بالفائدة عليهم.
ان واقع الحال لمقاهي الانترنت وان كان لبعضها ايجابيات هو للاسف مرتع خصب لضياع اوقات الشباب فكيف لا وهي تقوم على تنوير الشباب بالتعرف على مواقع اللهو والبحث في غير المفيد واضاعة الوقت في متابعة الهزيل, ان حجم المشكلة الذي تحدثه هذه المقاهي كبير جداً في ظل غياب الرقابة والتوعية على امن وحماية المجتمع من امراض العصر الناتجة من افرازات العولمة الثقافية والاجتماعية القادمة الينا من تلك الدول تحت مفاهيم التطور والتحضر الاجتماعي ووحدة الثقافة بين الشعوب.
فماذا تعرف الجهات ذات العلاقة عن ما يجري في مقاهي الانترنت؟ وكذلك اولياء الامور داخل البيوت التي تتوفر فيها خدمة الانترنت؟ ومن هم القائمون على تلك المقاهي؟ وما هي مؤهلاتهم وثقافتهم؟,, إلخ, وما المعلومات التي يبحث عنها مرتادو هذه المقاهي؟ وغير ذلك من التساؤلات الأخرى.
المجتمعات الغربية تعاني من مشاكل اجتماعية واخلاقية كبيرة وخصوصاً بين الشباب وهي في ازدياد، بل ان الدراسات والتقارير الغربية اشارت إلى أن مستقبل بعض الدول الغربية سوف يواجه بعض المصاعب والسبب في ذلك عزوف الشباب او ضعف الاهتمام والرغبة في الدراسات والتخصصات العلمية الجادة والاتجاه لدراسات في الرقص والموسيقى والانغماس في الملذات المحرمة وانتشار الكثير من الامراض والمخدرات والشذوذ بين الشباب والشابات.
بلادنا ولله الحمد مازالت تتمسك بقوة بالمبادئ والفضائل الأخلاقية النابعة من ديننا وقيمنا الاسلامية والاجتماعية وهو ما تفتقر اليه تلك الشعوب الغربية، والمتابع يعرف ما يقدمه مرشحو الرئاسة في الدول الغربية من وعود لشعوبها لإعادة ما فقده المجتمع من قيم اجتماعية واخلاقية.
الانترنت وسيلة وليست غاية اذا ما استخدمت على الوجه المشروع، فهي تسهل على الباحثين والمهتمين الحصول على المعلومات اللازمة لإجراء دراسات او مقارنات وغير ذلك من الامور الاخرى المفيدة, لا احد ينكر او يقلل من اهمية الانترنت ولكن بلادنا ممثلة في شريحة الشباب لا تزال خبرتها مع هذه الخدمة قصيرة جداً وخصوصاً ونحن نعرف عزوف الكثير من الشباب عن القراءة والاطلاع، لا احد يريد ان يقرأ ويطلع في الكتب والبحوث المفيدة، وجل القراء يهتم بقراءة الصفحات الرياضية! وهم ايضاً لديهم استعداد تام لقضاء ساعات الليل كاملة بالبحث في الانترنت عن مواقع اللهو والبحث عن عروض المجلات الخليعة وغير ذلك من المواقع غير المفيدة المضيعة للوقت والعقل، فما هي ثقافة هؤلاء الشباب؟ ولماذا لا تقوم الجهات ذات العلاقة بالحفاظ على قيم واخلاق شبابنا بمراجعة ومراقبة هذه المقاهي ابتداء من كفاءة العاملين عليها واشتراط ان تكون هذه المقاهي تدار من قبل اهل الخبرة ومن ابناء الوطن الى غير ذلك من المعايير والضوابط الاخرى التي تكفل حسن الاستخدام وتمنع هدر وضياع اوقات الشباب، وكذلك اجراء دراسات حول انتشار هذه الظاهرة ووضع الحلول الناجحة التي تكفل الحفاظ على ممتلكات هذا الوطن الدينية والاجتماعية والاخلاقية.
ولعل الجميع يدرك ما تعمل به الكثير من الدول ضمن منظومة خططها الاستراتيجية والقومية فيما يتعلق بكل ماله مساس بمستقبل شعوبها، ابتداءً من توفير المعيشة الراغدة، والتعليم، والامن، والصحة، والاهتمام بالشباب الى غير ذلك من القضايا الاخرى التي تدخل تحت مظلة مصالحها القومية, ومن هنا فمجتمعنا المسلم مطالب برعاية وتوجيه ابناء المسلمين وهذا ما يحثنا ويأمرنا به ديننا الاسلامي، فشريحة الشباب هم دعائم وسواعد الوطن وهم الثروة الحقيقية ولذا يجب رعاية هؤلاء الشباب وتثقيفهم وتنويرهم بكل ماهو مفيد وطيب وايضاً تحصينهم من امراض العصر التي اصبحت سهلة الوصول والانتقال من مجتمع الى مجتمع.
ان العصر الذي نعيشه يفرض علينا شئنا ام ابينا بعض القيم والمظاهر بسبب ما تبثه القنوات الفضائية العالمية ووسائل الاتصالات الاخرى وكذلك آثار العمالة المنزلية الوافدة والسبيل الوحيد للتصدي لهذه الافرازات هو التربية الصحيحة النابعة من المبادئ الاسلامية والقيم الاجتماعية وكذلك توفير البرامج المفيدة لشبابنا سواء للترفيه البريء المفيد او لاكتساب معرفة او حرفة او تنمية هواية وعلى مدار العام وخصوصاً اوقات الاجازات, فمن هذه الوسائل على سبيل المثال المكتبات العامة بحيث تكون قادرة على استقطاب الشباب والشابات بكل فئاتهم واعمارهم وتوفير البرامج التدريبية والتثقيفية في الكمبيوتر، وفي الرسم وفي الخط، وكذلك دورات في تعلم واتقان اللغة العربية.
وايضاً بعض اللغات الاخرى، وفي المحاضرات وغير ذلك من الانشطة المفيدة.
لماذا لا يكون هناك اهتمام وتقارب بين مؤسسات المجتمع: الجامعات، والمدارس والمكتبات العامة، ووسائل الاعلام، والهيئات والمصالح الحكومية ذات العلاقة ، والشباب من اجل تفهم وتوضيح احتياجات الشباب وعدم ترك الشباب يقع تحت تأثير العولمة والانبهار بعادات وخصائص اجتماعية، وثقافية مستوردة ودخيلة على المجتمع وهذا يعتبر من اكبر التحديات التي نواجهها حاضراً ومستقبلاً, ولا شك ان دور الاسرة يأتي من اهم الادوار نحو توجيه ورعاية الابناء ولا يمكن القاء اللوم على المدرسة او غيرها من المؤسسات الحكومية الاخرى ذات العلاقة لان الاسرة هي منطقة الدفاع الاولى وهي التي تكون شخصية الابناء وهي المسؤولة عن متابعة ابنائها وهي الاعرف بجلساء ابنائها وايضاً ما توفره الاسرة من وسائل ترفيهية وغيرها لابنائها لان ذلك له تأثيرات ايجابية وسلبية على توجه الابناء.
* مدير إدارة الدراسات بمجلس الشورى
alshammarih@ Ayna. Com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved